خبر الاحتلال يتجاهل وثيقة حماس السياسيّة وتوقعات الحرب ضئيلة إلا في حالة واحدة

الساعة 12:13 م|03 ابريل 2017

فلسطين اليوم

كان لافتًا جدًا أنّ الاحتلال تجاهل تمامًا الورقة السياسيّة الجديدة لحركة حماس، والتي أكّدت فيها على أنّها مُستعدة لقبول دولةٍ فلسطينيّةٍ في حدود الرابع من حزيران 1967، دون أنْ تعترف بـ« إسرائيل »، وهذا التجاهل انسحب أيضًا على الإعلام العبريّ، الذي لم يتطرّق لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ إلى الوثيقة الجديدة، التي باتت مدار جدال ونقاش في الشارع الفلسطينيّ، وربمّا العربيّ والإسلاميّ أيضًا.

« إسرائيل » ما زالت مًتركزّة في قضيتين أساسيتين اثنين تتعلّقان في حماس: هل ستردّ على اغتيال القياديّ في الحركة، مازن الفقها، وكيف وأين؟ وهل ستلجأ إلى الضفّة الغربيّة للثأر للقائد لكي لا تجرّ القطاع إلى حربٍ جديدةٍ مع « إسرائيل ». علاوة على ذلك، ذهب المحللون أبعد من ذلك، وافترضوا أنّه من غير المستبعد بتاتًا أنْ تُنفّذ حماس وعدها بالثأر لاغتيال الشهيد فقها خارج فلسطين، وتستهدف أماكن إسرائيليّة أوْ يهوديّة في الغرب.

الأمر الثاني الذي يهّم « إسرائيل » هو هل وجهة حماس للحرب أمْ لا؟ بحسب كبار قادة المُستويين السياسيّ والأمنيّ في تل أبيب فإنّ الحركة ليست معنيةً في هذه الظروف بالدخول في مواجهةٍ جديدةٍ مع « إسرائيل »، على الرغم من أنّها تُواصل وبوتيرةٍ عاليةٍ تسليح وتجهيز نفسها، بهدف الاستعداد للجولة القادمة، كما أنّ انتخاب يحيى السنوار قائدًا للحركة في غزّة، والتي أعربت تل أبيب عن توجسّها منه، لم يُغيّر حتى اللحظة أيّ شيء في القطاع، الأمر الذي دفع قائد هيئة الأركان العامّة في جيش الإحتلال، الجنرال غادي آيزنكوط، إلى التصريح بأنّ الحدود الجنوبيّة للدولة العبريّة، هي الأهدأ منذ حرب أكتوبر من العام 1973، على حدّ تعبيره.

من ناحيتها، رأت المُحللة الإسرائيليّة للشؤون العربيّة هداس تيروش أنّه في وقتنا هذا، تعتبر حدود قطاع غزة الحدود الأكثر قابلية للاشتعال في « إسرائيل »، فمنذ بضعة أشهر، تطلق منظمات سلفية بعض القذائف التي تسقط في مناطق مفتوحة، فترد إسرائيل عليها بإطلاق نيران على مناطق في غزة.

وتابعت: تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن إمكانية حقيقية لاشتعال المنطقة قدي يؤدي إلى نشوب حرب في أشهر الصيف، إذ أنّه منذ اغتيال فقها، الذي ليس معروفًا بعد من مسؤول عنه، بات الجميع مشغولاً في الانتقام الذي قد تنفذه حماس ضد « إسرائيل ».

ولكن، تابعت قائلةً، إنّه في الواقع يبدو أنّ خطوات حماس محسوبة أكثر، فهي مشغولة في الوقت الراهن في الانتخابات وتغيير الحكم، قُبَيل اختيار قيادي جديد بدلاً من خالد مشعل في الأشهر القادمة وفق ما هو متوقع (على ما يبدو سيخلفه إسماعيل هنية)، ومنذ بدء شغل يحيى السنوار منصبه، الذي اختيرَ خليف هنية لقيادة حماس في قطاع غزة. وأوضحت أنّه بهدف تسيير الأمور كما ينبغي، على حماس الحفاظ على الهدوء وهي ليست معنية بمواجهة مسلحة ضد « إسرائيل ».

فضلًا عن ذلك، أضافت، يُواجه الجناح العسكريّ في حماس ضائقة، ويصعب عليه جدًا تحقيق تمويل وزيادة الوسائل القتالية التي يملكها، لا سيّما في ضوء الحصار المستمر وإغلاق أنفاق التهريب في جنوب غزة من قبل الجيش المصري. وبالتالي، فإنّه من المرجح أنْ تدرس حماس إمكانية استئناف العلاقات مع إيران واستعادة التمويل منها بعد استقالة مشعل وبدء شغل السنوار منصبه.

وبرأيها، في وقتنا هذا يبدو أنّه إذا نشبت حرب في الصيف، لن تكون بمبادرة حماس، على الأقل، ليس بشكل مخطط لها، ذلك أنّه من الواضح أنه قد تحدث حالة لا يكون فيها خيار أمام حماس سوى الرد ما قد يؤدي إلى مواجهة عنيفة وربما إلى حرب حقيقية. قد تحدث هذه الحال إذا قررت المنظمات السلفية تحدي حماس وزيادة إطلاق النيران على « إسرائيل »، ما قد يؤدي إلى تصعيد إطلاق النيران الإسرائيلية ضد مواقع حمساوية، لذلك تزيد الحركة من إحكام قبضتها وفرض العقوبات ضد تلك الجهات السلفية في الفترة الأخيرة، لمنع إطلاق النيران وإظهار رغبتها أمام « إسرائيل » أنها معنية بالهدوء.

وتابعت المُحللة الإسرائيليّة قائلةً إنّه طالما أنّ حماس تتصرّف بحذرٍ فيبدو أنّه يمكن خفض التوقعات لحدوث حرب في الصيف، ولكن كلمّا تعرضت الحركة لضائقة أكبر، لا سيّما في ضوء الوضع الاقتصاديّ والإنسانيّ الصعب السائد في غزة، فقد تفقد سيطرتها وتتخذ خطوة متهورة محاولة منها للتخلص من الضائقة من خلال إشعال النيران ضد إسرائيل، على حدّ تعبيرها.

وخلُصت إلى القول إنّه من جهة « إسرائيل »، في وقتنا هذا، لا يبدو أنّها معنية بالحرب أيضًا، وبالتالي الخطوة الحكيمة الآن هي منح تسهيلات لمواطني غزة، وتجنب الاغتيالات في الفترة القريبة، ولكن التحقيقات الجنائية التي تجرى مع رئيس الحكومة الإسرائيلي قد تخرق التوازن بحيث نتعرض للحرب رغمًا عنّا، على حدّ قولها.

كلمات دلالية