حذّر الديبلوماسي المصري السابق السفير عبد الله الأشعل من مخرجات القمة العربية الأخيرة في البحر الميت بالأردن، التي قال بأنها « بلورت رؤية أمريكية »إسرائيلية« تقوم على أمرين: الأول هو الاحتشاد العربي ضد إيران، والثاني هو دعم »إسرائيل« وإعانتها لتصفية القضية الفلسطينية ».
وأضاف الأشعل في حديث مع « قدس برس »: « إن المقصود بتصفية القضية الفلسطينية، هو التوحش في التهويد والبحث عن وطن بديل والاستيلاء على كل فلسطين والقدس بعد أن اشتركت بعض الدول العربية في تعميق هذا المسار ».
وأوضح أنه وضمن هذا التمشي « صارت إيران عدواً شيعياً للعالم الإسلامي السني، بل صارت الجيوش عندهم أيضا سنية وشيعية، وبالطبع فإن الجيش »الإسرائيلي« صار سنيا لكنه يفترق عن الجيوش العربية في أنه يعمل بتعليمات حكومة شرعية نذرت نفسها لإبادة العرب كما يتعاون مع داعش وأخواتها ممن يقطعون أوصال العالم العربي حتى تتمكن »إسرائيل« من هدم المسجد الأقصى وهم في نفس الوقت يتقربون إلى الله بالعمليات الانتحارية ضد الأبرياء في سورية والعراق ومصر وغيرها. »
وأشار الأشعل إلى أن حديث القادة العرب عن أن « القضية الفلسطينية مازالت قضية العرب الأولى ليس لتحريرها أو انقاذها وإنما لتركيز الجهد العربي عليها لتسليمها لإسرائيل ».
وحذر الأشعل من مؤامرة كبرى تستهدف القضية الفلسطينية، وقال:« أريد أن أحذّر الشعوب العربية التي يجب أن يتكاتف المثقفون والوطنيون فيها للتصدي لما أعتقد أنه مؤامرة كبرى لتغول المشروع الصهيوني من خلال أنصاره العرب، فإسرائيل ومشروعها سرطان ومن يتصهين يصبح من الطفيليات لهذا السرطان ولابد من الجسد العربي من أن ينتج الأجسام المضادة التي تدافع عن وجوده ».
وأضاف: « القمة العربية لم تقدم شيئاً في القضية الفلسطينية أو ضد »إسرائيل« وإنما عززت القلق مما هو قادم في مرحلة ما بعد القمة ».
ورأى الأشعل أنه « لو كان الحكام العرب صادقين في خطبهم غير مصابين بانفصام الشخصية لاتخذوا خطوات عملية لدعم المقاومة بدلاً من التآمر عليها وتعزيز قدراتها بدلا من أن يلعنوا إيران ولا تخذوا قرارات عملية لإنقاذ غزة من الحصار ووقف همجية »إسرائيل« ضد الأقصى وضد الشباب الفلسطيني الأعزل ».
وأضاف: « لو كانوا صادقين فيما قالوا أنه حل الدولتين لاتخذوا اجراءات للمحافظة على الأراضي الفلسطينية التي ستكون أرضاً للدولة الأخرى، ولكنهم فيما يبدو يساعدون »إسرائيل« على تصفية القضية وتمكين المشروع الصهيوني من تحقيق غايته ولذلك تتسع الهوة بينهم وبين شعوبهم كما تزداد الولايات المتحدة و »إسرائيل« ازدراء لهم، فهانوا على أنفسهم وعلى شعوبهم وعلى جلاديهم »، على حد تعبيره.
وكانت الدورة 28 للقمة العربية التي انعقدت الاسبوع الماضي في منطقة البحر الميت بالأردن، قد أكدت استمرار العرب في العمل على إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية ـ « إسرائيلية » جادة وفاعلة تنهي الانسداد السياسي، وتسير وفق جدول زمني محدد لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية والذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.
وينتظر الفلسطينيون ومعهم العرب أن تفصح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رؤيتها تجاه القضية الفلسطينية ومجمل القضايا العربية الأخرى.
ومن المنتظر أن يزور عدد من القادة العرب العاصمة الأمريكية واشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب، ومنهم الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.