خبر الوقت للضغط الأمريكي- هآرتس

الساعة 10:16 ص|02 ابريل 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

درج الرئيس الامريكي دونالد ترامب على التشديد على رغبته في حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، وكأن بها صفقة حياته. وينثر ترامب مؤشرات كفيلة بان تشهد على تصميمه. ففي رسالة بعث بها محاميه ألن درشوفيتس الى بنيامين نتنياهو، أعرب عن تقديره لرئيس الوزراء، واضاف بان « الزمن ناضج لاتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين. وترك مبعوثه الخاص جيسون غرينبلت لدى محمود عباس الانطباع بان ترامب »جدي في نواياه لايجاد تسوية« . كما أن هذا هو احساس الزعماء العرب الذين التقوا غرينبلت على هامش قمة الجامعة العربية التي انعقدت في عمان الاسبوع الماضي.

          يوم الاثنين يلتقي ترامب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في حديث سيكون أحد بنوده المركزية النزاع والسبل الممكنة لحله. وعرض الرئيس الامريكي امام نتنياهو مجال المناورة الذي يتركه لاسرائيل في مسألة البناء في المناطق. يبدو ظاهرا أنه سيسمح بالبناء في داخل المستوطنات، ولكن ليس وراء ذلك. وبخلاف النشوى الاولية التي ألمت باليمين في اسرائيل – يتبين أن سياسة ترامب لا تختلف في جوهرها عن سياسة سلفه، براك اوباما. وقد نالت هذه السياسية ريح اسناد ايجابية من جانب الدول العربية، التي عادت وأكدت على المبادرة العربية من العام 2002 وكررت التزامها بتطبيع العلاقات مع اسرائيل مقابل الانسحاب من المناطق.

          يبدو أن رئيس الوزراء هو الاخر ليس مغلقا أمام الاصوات التي تنطلق من واشنطن، إذ أوضح بانه  لا تزال لا توجد تفاهمات نهائية مع الادارة الامريكية في مسألة البناء في المناطق والاتجاه المرتقب للتقدم في المسيرة السياسية.

          ولكن في هذه الاشارات وفي بعض التصريحات لا يكفي ما يقرر بانه نضجت الظروف للمفاوضات، او لـ »صفقة« على حد تعبير ترامب. ففي غياب مبادرة فلسطينية أو اسرائيلية، وحين يكون الطرفان عالقين في موقف المراقبين البعيدين، وكأن الامر لا يتعلق بالنزاع بينهما – سيكون ترامب مطالبا بالتدخل بشكل نشط كي يبرر »نضج« الظروف. فالسياسة الاديبة التي طبقتها إدارة اوباما، مهما كانت مكثفة، فشلت. أما ترامب، بالمقابل، فقد أظهر حتى الان دبلوماسية فظة، عدوانية، صاخبة ومهددة. لا توجد أي ضمانة في أن يجدي اسلوبه في حل النزاع، ولكن يحتمل بأن يكون هذا ما هو مطلوب الان في حقل التجارب السياسية.

          مع أن محبي المسيرة السياسية في اسرائيل فقدوا الأمل في أن يخرج »الرب" الامريكي من الالة مع حل سحري في يده، ولكن لعل الرئيس الامريكي الذي يتباهى بمحبة اسرائيل، يكون مزودا بالخبرة التجارية وعديم المعارضة في الكونغرس كتلك التي كانت لسلفه، فينجح في المكان الذي فشل فيه سياسيون برأس كبير وبلسان سلس.

كلمات دلالية