تطل علينا اليوم ذكرى استشهاد المجاهد محمد عطوة عبد العال « أبو هشام » أحد ابرز القادة المؤسسين للعمل الجهادي المقاوم في فلسطين، أول من أقدم العدو الصهيوني على اغتياله مطلع انتفاضة الأقصى بواسطة طائراته المروحية في الثاني من نيسان/ إبريل من العام الماضي 2001.
شعور بالفخر
في مقابلة خاصة لـ « الإعلام الحربي » مع أسرة الشهيد محمد عبد العال بمدينة رفح ، قالت والدته « أم زياد » بصوت فيه من الشموخ العزة والافتخار:« الحمد الله الذي شرفنا باستشهاد ابننا وجعله في هذه المنزلة العظيمة مع الشهداء والصديقين, والحمد لله ايضاً أنه نال ما تمنى وتسعى له منذ سنوات طويلة قضاها في جهاد المحتلين, فقد كانت أمنيته أن يلقى ربه شهيداً مدافعًا عن وطنه ودينه، فكانت شهادته برهان صدقه مع الله ولا نزكيه على ربه » .
وتابعت الوالدة الصابرة قولها :« محمد عاش باراً بي وبوالده، وكان رحمه الله كالنسمة جميلاً في خلقه يعامل الجميع معاملة حسنة، وكان مجاهد لا يحب التباهي و الرياء باع دنياه وما فيها في سبيل نصرة دين ووطنه » .
واستذكرت « أم زياد » خلال حديثها المفعم بالحب عن نجلها مواقف له في آخر أيام حياته، قائلةً: « كان يستشعر الشهادة في آخر أيام حياته، مبينةً أنه كان حينما يجلس ليداعب أبنائه في اللحظات التي يأتي فيها لرؤيتهم، يوصيني بالحفاظ عليهم وضرورة تربيتهم على أخلاق الإسلام الحميد.
وأشارت الأم الصابرة إلى أن نجلها قضى حياته في طاعة الله وحب الجهاد ونصرة الحق، وأن الله أكرمه بالاستشهاد في سبيله لأنه كان صادق في طلب الشهادة، سائلةً الله تعالى أن يرحمه ويتقبله مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً .
مدرسة العطاء
الأستاذ زياد عبد العال »أبو خالد« شقيق الشهيد محمد روى لـ » الإعلام الحربي« أجمل ما تحلى به شقيقه محمد من صفات قائلاً : » تمتع أخي محمد رحمه الله بشخصية ملتزمة طيبة مهذبة، فكان محبوباً بين أهله وأصحابه وجيرانه ورفاقه في ذات الدرب، كما تميز ببره والدي، فكان حنوناً عطوفا بهما وشديد الاحترام لهما، كما عرف بحبه وعطفه لأرحامه وجيرانه ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم« .
وتابع قائلاً » تمر علينا ذكراه ونحن نقتبس من نور وجهه وصفاته وأخلاقه ما نير به طريقنا وطريق أبنائنا « ، مؤكداً أنه وعائلته ماضون على ذات درب الشهيد القائد محمد حتى تحرير فلسطين وطرد اليهود الملاعين منها.
واستذكر شقيقه أبو خالد له مواقف ومناقب جميلة خاصة في فترة السجن ، قائلاً : » شقيقي محمد كان يساعد الجميع في الأعمال اليومية في غرفة العنبر ، ويساعد الاخرين ولا يتوانى للحظة عن تحمل المشاق في سبيل الله« .
الصديق الصدوق
من جانبه قال رفيق درب الشهيد محمد » أبو علاء « لـ » الإعلام الحربي « ، : » سيبقى صديقي محمد رحمه الله قدوة لى ولكل عاشق للشهادة في سبيل الله، و سيظل مدرسة طيبة ذات أخلاق عالية رفيعة ووفية لكل إنسان يكن الحب والود لأصدقائه « .
وبيّن أن العلاقة التي كانت تربطه بالشهيد محمد منذ الطفولة كانت تختلف عن أي علاقة بين الأصدقاء، فكان الشهيد محمد بمثابة الأخ، ودائماً كان يتطلع للجهاد والمقاومة لتحرير شعبه من ظلم اليهود الملاعين الذين لا يترددون عن قتل شيخ طاعن وطفل صغير وامرأة حامل وكل ما هو فلسطيني حتى الشجر والحجر لم يسلم منهم .
وأوضح » أبوعلاء « أنه كان يتوقع دائماً لصديقه » أبو هشام« الشهادة المباركة لأنه كثيرا ما كان يتحدث عن عظمتها و عن رفعتها وجمالها وشوقه لنيلها, مستذكراً خبر استشهاده واصفا إياه بـ »الصعب لأنه وكل شعب فلسطين خسروا مجاهداً صنديداً صادق وصدوق بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
يذكر أن الشهيد محمد عطوه عبد العال « ابو هشام » اتهمته الاحتلال الصهيوني بالتخطيط والمشاركة في العديد من العمليات العسكرية ضده، إضافة لدوره المهم في عملية « بيت ليد » الاستشهادية التي أوقعت 24 قتيلاً صهيونياً في شهر كانون الثاني عام1995م، كما زعم أن الشهيد كان يعد العدة لعملية كبيرة ضد الجيش الصهيوني المتواجد في قطاع غزة آنذاك.