تعزز التحالف الأمني والعسكري..

تحليل « القمة » عقيمة القرارات بتوقيع أمريكي « إسرائيلي »

الساعة 09:07 ص|29 مارس 2017

فلسطين اليوم

أكد محللان سياسيان أن الزعماء والملوك العرب لا يستطيعون اتخاذ قرارات مهمة فيما يخص القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية العالقة، لكنهم يمتلكون القدرة على إعطاء مواقف خجولة دون أي قرارات نافذة.

ويرى المحللان في تصريحات منفصلة لـ« وكالة فلسطين اليوم » أن النظام الأمريكي الجديد بقيادة دونالد ترامب سيدفع الدول العربية، للحديث كثيراً عن عقد مؤتمر دولي « للسلام »، إضافة إلى أن المخاطر التي تواجه الأنظمة العربية تدفع الدول لمزيد من التحالف الأمني والعسكري مع الاحتلال « الإسرائيلي ».

يُشار إلى أن القمة العربية الـ28 انطلقت اليوم الأربعاء في منطقة البحر الميت في الأردن، بمشاركة 16 زعيمًا عربيًا، وسيتغيب منهم 6 لأسباب صحية وأخرى غير معلنة، على أن يمثلهم رؤساء وزراءهم، باستثناء سوريا التي علقت جامعة الدول العربية عضويتها منذ 2011.

كما سيحضر مبعوثون رئاسيون من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا إلى القمة العربية، وستناقش القمة عدة ملفات؛ بينها الإرهاب والقضية الفلسطينية والأوضاع في كل من سوريا والعراق وليبيا.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطني عبد الستار قاسم أكد، أن الواقع العربي يبحث دائماً عن ايجاد تحالف مع الاحتلال الإسرائيلي، لترسيخ نظامه السياسي وحمايته من الانهيار والسقوط، لذلك سنسمع أحاديث كثيرة لدفع السلطة الفلسطينية عن إجراء مؤتمراً « للتسوية » مع « إسرائيل » أو إجراء مفاوضات مباشرة، فهذه الرؤية العربية منذ عشرات السنين.

وأوضح قاسم في تصريح لـ« فلسطين اليوم الإخبارية »، أن القادة والزعماء العرب هم من يبحثون عن تعزيز العلاقة مع الاحتلال، وسنشهد خلال الأيام القادمة مزيداً من التحالف الأمني والعسكري مع « إسرائيل » في مواجهة « إيران ».

وقال: الحكام العرب دائماً منفصلين تماماً عن الشعوب العربية، فهم يعملون على ترسيخ قواعد النظام السياسي، وليس على نهوض الانسان العربي، فنحن كشعوب لا علاقة لنا فيما يجري بكواليس القمم« .

وأضاف: الحكم العرب هم من يشكلون خطراً على الشعوب العربية فهم سبباً؛ في ضعفنا وهزائمنا وجهلنا وفقرنا، ولا أرى أن هناك متغيرات ستؤدي بهم إلى تغير سياساتهم التي عهدناها في السنوات القديمة من الخنوع والفساد والظلم ».

وفيما يتعلق بدفع العرب لمفاوضات مباشرة بين السلطة و« إسرائيل » أشار قاسم إلى أن المفاوضات مع الاحتلال لم تتوقف قط، فهي مستمرة من تحت الطاولة والدليل « التنسيق الأمني » بين السلطة والاحتلال.

من جهته أكد المحلل السياسي طلال عوكل، أن المحددات السياسية الأمريكية إحدى المحفزات التي تدفع العرب للحديث عن إجراء مؤتمراً للـ« تسوية » بين السلطة الفلسطينية و« إسرائيل ».

وقال عوكل في تصريح خاص لـ« وكالة فلسطين اليوم »: العرب يتصرفون على ردود الفعل، وينقصهم المبادرة على أساس رؤيتهم للقضايا التي تخصهم، فموعد القمة العربية يأتي وعليهم أن يجيبوا على تساؤلات يطرحها الأخرين، فمثلاً القدس، هناك قرارات مهمة لكنهم يجبوا فقط عن محاولات أمريكية لنقل سفارتها من « تل أبيب » إلى القدس، ولا يُجيبون عن كيف سيتم حمايتها؟.

وأضاف: الحديث عن مؤتمر دولي للـ« تسوية » يمكن أن يتم إذا كان الوضع الفلسطيني صحي ومُجمع عليه فلسطينياً وعربياً، عندها يمكن أن يتم التوجه إلى المجتمع الدولي بقوة والتخلص من الهيمنة الأمريكية على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لافتاً إلى عدم وجود إرادة عربية موحدة، خاصة وأن أغلب الدول العربية منشغله بظروفها الداخلية.

وتأتي القمة في وقت أدت فيه أزمات متفاقمة في المنطقة العربية إلى أوضاع مأساوية للملايين في عدد من الدول العربية، بعضهم نازح وبعضهم مشرد، وآخرون قرروا المخاطرة بالهجرة إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل.

كلمات دلالية