شمس مسلطة على الرؤوس، وحفرة طويلة جداً من الرمال بداخلها شاب يعكف باستخدام أدوات بسيطة على تشكيل حبات الرمل لتتحول لكلمات وحروف تروي حكايات طوال.
منحوتة رملية تروي تاريخ نكبات وانتفاضات فلسطين بالتسلسل، استطاع الفنان أسامة سبيتة بعد عمل شاق ومتعب أن يقدمها لأعين الزائرين على شاطئ بحر مدينة غزة، في معرضه الأول الذي حمل عنوان « الأرض بتتلكم عربي ».
تكلمت الأرض بيدي سبيتة في المعرض الأول من نوعه للنحت على الرمال في الوطن العربي، عن تاريخ طويل وأزمنة عدة مرت على هذه الأرض المباركة، بدءاً بالنكبة وحتى يومنا هذا.
الإتقان والحرفية العالية بدت واضحة جداً ومتجلية في منحوتات الفنان أبو سبيتة، ما عكس دهشة وإعجاب الحضور، الذين جابوا الشاطئ ذهاباً وإياباً للمرور على جميع التفاصيل التي تركها الفنان على رمال غزة.
اتفق الصحفيون والحضور على فعل واحدٍ أمام هذا الجمال وهو « التصوير »، حيث انكب الجميع على أخذ اللقطات المتنوعة بين الصور ومقاطع الفيديو، ليثبتوا هذه اللحظة في ذاكرة وسائل الاعلام وفي ذاكرتهم.
ويقول الفنان أبو سبيتة (26 عاماً) لمراسل « فلسطين اليوم الإخبارية »، إن شغفه الفني منذ الصغر وعدم قدرته على إيجاد فرصة بعد حصوله على شهادة في المحاسبة، دفعه إلى تطوير مهاراته في الفن التشكيلي بشكل عام، والتخصص في فن الرمل.
وأشار أبو سبيتة، إلى كونه أول فنان فلسطيني متخصص في فن الرمل، في ظل عدم وجود هذا الفن بشكل كبير في الوطن العربي، مؤكداً أنه سخر أعماله لتجسيد أحداث القضية الفلسطينية، وإبراز ظلم وهمجية الاحتلال.
ولفت إلى أن أول رسمة كانت له في مطلع عام 2015، وهي التي دفعته إلى الاستمرار في فنه، بعد التفاعل الكبير جداً محلياً وعالمياً مع رسمته، مشيراً إلى أن أغلبية أعماله عبارة عن شعارات وكلمات تخدم القضية الفلسطينية.
وأضاف، « معرض الأرض بتتكلم عربي، كان حصاد مجهودي طوال الأعوام الماضية، وأصررت أن يكون فلسطينياً خالصاً، يعكس التاريخ الزمني لهذه القضية وويلاتها بداية بالنكبة والنكسة مروراً بالانتفاضات والأحداث البارزة في القضية ».
وشدد أبو سبيتة على أن « المعرض يؤكد أن الفنان الفلسطيني وكل أهل غزة قادرين على خلق شيء من لا شيء، ومنافسة مواهب العالم أجمع ».
ونوّه إلى أن يحضِّر الكثير من الأعمال خلال الفترة القادمة، أهمها محاولة تحيطم رقم موسوعة « غينيس » لأطول لوحة على الرمال.