خبر قمة عربية معزولة تماما عن الإعلام والأردن يمنع «الاستعراضات»

الساعة 06:23 ص|28 مارس 2017

فلسطين اليوم

تعكس حالة العزلة التي وجد الإعلاميون والصحافيون أنفسهم فيها بعيدا تماما عن مداولات القمة، ليس فقط الحرص او المبالغة في الحرص على»الترتيبات الأمنية» تجنبا لأي مفاجآت، ولكن تعكس أيضا الحرص على أن تتمكن رئاسة القمة الأردنية من «احتواء» أي خلافات او تجاذبات في الاجتماعات المغلقة بعيدا عن أعين الإعلام حيث يستضيف الأردن القمة العربية.

وقد قرر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مسبقا أولا عدم الإفراط في التفاؤل وتجنب رفع سقف التوقعات، وثانيا عدم الحماس لعام صعب يتضمن الحراك والتحرك أردنيا وسط حقل الخلافات البينية بصفته «رئيسا للقمة»، حيث لا يتطلع الأردن، كما سرب لـ»القدس العربي» أحد المسؤولين، لتلك الرئاسة ولا يتحمس لها او يراهن عليها.

بهذا المعنى تتطلب الحكمة مخالفة حتى البروتوكول المعتمد لدى الجامعة العربية بخصوص الحضور الإعلامي، حيث لا بطولات فردية ولا مخاطبات مباشرة لحشد الإعلاميين المتجمهر على بعد كيلومترين من موقع الاجتماعات وسط حراسة مشددة.

عمان تحتوي الكثير بهذا الإجراء الشكلي وتمنع الروايات وتلك المضادة المعتادة، من دون ان تتمكن بطبيعة الحال من وقف التسريبات التي تطل برأسها هنا وهناك بين الحين والآخر.

هو نفسه السياق الذي دفع الوزير أيمن الصفدي بعد ظهر الإثنين لتقديم بيان موجز جدا عن الاجتماعات أعلن فيه أن وزراء الخارجية توافقوا على صيغة التوصيات ورفعوها للقادة العرب دون الخوض في تفاصيل او نقاشات.

قمة النقطة الأخفض في الكرة الأرضية عمليا تعقد بعيدا عن الإعلام والهندسة الرئيسية للتفاصيل تكفل بها اللقاء المغلق بين عاهل الأردن وأكبر ضيوفه الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي حل ضيفا مبكرا على الأردنيين وسط مهرجان كرنفالي من الترحيب الشعبي.

والتفاوض على صيغة البيان الختامي تركت للاعب الجديد في الدبلوماسية الأردنية وزير الخارجية ايمن الصفدي، الذي يتولى مهمته بإسناد من رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي، ورئيس ديوان الملك المخضرم الدكتور فايز طراونة، الذي شوهد عمليا وخلافا لمتطلبات وظيفته في أروقة الصحافة مرتين على الأقل. عموما تبرز الجرعة الأمنية الأردنية بوضوح، والأسباب مفهومة وتوازيها بالبروز استراتيجية الاحتواء للتجاذبات، حيث لا جديد في خطاب الصفدي الافتتاحي بخصوص ملفي سوريا والعراق خارج الكلاسيكيات المعتادة، وحيث لا نقاش على الاقل خلال اليوم الأول لافتتاح اجتماع وزراء الخارجية للملف الملغوم والمثير للتجاذب وهو اليمن، ولا حتى لملف الحوار مع إيران او تبني قرارات ضدها مع التركيز على عبارة «حل الدولتين» عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

الجرعة الأوضح والأجرأ في الحديث عن الملف السوري برزت أمس مع دعوة المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا للتحدث مع وزراء الخارجية في لقاء مغلق.

دي ميستورا حسب مصادر «القدس العربي» سجل المفاجأة الأولى عندما ألمح على هامش حضوره لعمان إلى أن عدم اتفاق الدول العربية على «أجندة واحدة وواضحة» بخصوص الوضع الميداني في سوريا أضعف هامش المناورة العربي، مقترحا أن الخطاب السياسي يختلف عن الميدان، وأن بعض القوى الدولية والإقليمية تفرض إيقاعها ما دام الموقف العربي الموحد غير موجود، منتقدا الأجندات التي تخفق في ضبط الأداء «الفصائلي».

المبعوث الدولي تحدث ـ كما قال للوزراء العرب ـ عن الواقع كما هو، وهو واقع كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد أشار إليه بدوره عندما استقبل قبل القمة وفد لجنة مجلس الشؤون العربية.

كلمات دلالية