خبر الاغتيال الهادئ.. خالد صادق

الساعة 10:11 ص|27 مارس 2017

حالة من الترقب تسود الأوساط الفلسطينية في أعقاب إقدام الاحتلال الصهيوني على ارتكاب جريمة جديدة تضاف إلى سجله الدامي المليء بالجرائم, حيث اغتال الشهيد القسامي البطل مازن فقها احد محرري صفقة وفاء الأحرار, الشعب الفلسطيني كله يترقب رد المقاومة الفلسطينية على هذه الجريمة الخطيرة, والتي تكمن خطورتها في الأسلوب والتكتيك والأدوات والوقت الذي استشهد فيه الشهيد فقها, ونحن على ثقة ويقين ان مقاومتنا الفلسطينية قادرة على الرد, وتتحين الفرصة والوقت والزمان المناسبين للرد على الجريمة, ولا نريد ان نكون عنصر ضغط وتوتير لها كلي لا نربك حساباتها, فنحن نثق فيها ثقة عمياء, ونوقن تماما ومن خلال تجارب سابقة قدرتها على إيلام الاحتلال وتوجيه الضربات القاصمة له.

استشهاد مازن فقها فتح أمامنا أبواباً كثيرة لتمتين جبهتنا الداخلية, من خلال بذل جهود اكبر لإنهاء الانقسام الفلسطيني, وتنسيق المواقف بين «الفرقاء», والتعاون الأمني بين فصائل المقاومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية, وزيادة الرقابة على العملاء وعلى مناطق التماس مع الاحتلال, ومحاسبة المتورطين في التعامل مع الاحتلال وتقديمهم للعدالة لكي يكونوا عبرة لغيرهم, وزيادة الحماية والتوعية الأمنية على المناضلين المطلوبين للاحتلال وخاصة أولئك الذين أطلق سراحهم بعد تنفيذهم عمليات بطولية أدت لمقتل عشرات الصهاينة, فهؤلاء باتوا على أجندة الاحتلال, ويحاول إما ان يعيدهم إلى السجن ليقضوا فترة محكوميتهم حتى الموت, أو يقوم بتصفيتهم واغتيالهم وفق مخطط مفضوح.

الاحتلال يحاول فرض معادلة جديدة, مستخدما سياسة الاغتيال الهادئ, والذي يؤدي إلى تنفيذ مخطط الاحتلال بالتصفية والقتل للعناصر المطلوبة, وفي نفس الوقت لا يؤدي إلى اشتعال حرب, أو شن عدوان جديد, أو استئناف للعمليات الفدائية, لكن قياسات الاحتلال لهذا المخطط لم تكن دقيقة, ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان تقبل به المقاومة الفلسطينية, التي ترى أنها تجاوزت إلى حد بعيد مرحلة الصمت على جرائم الاحتلال, خاصة تلك الجرائم التي تستهدف قادة كباراً من أمثال الشهيد مازن فقها (أبا محمد) رحمه الله, والذي انتزع حريته انتزاعا من بين أنياب الاحتلال, واستمر في رحلة جهاده وعطائه من اجل شعبه حتى لقي ربه شهيدا.

إن تجارب كثيرة سبقت استشهاد أبا محمد, لم تنجح في كسر إرادة الفلسطينيين أو إضعافهم, فاغتيال الشهيد فتحي الشقاقي رحمه الله , والشيخ احمد ياسين, وأبو علي مصطفي, وعبد العزيز الرنتيسي, ويحي عياش, وهاني عابد وغيرهم الكثير لم ينل من عزيمة الفلسطينيين, بل زادهم إصرارا وثباتا على المضي في طريق الجهاد والمقاومة, وقد خاب فأل الاحتلال, وأحبطت كل مخططاته وأهدافه, والتي تكسرت على قاعدة المقاومة الصلبة, والتي تصمد دائما في وجه الضربات, والضربة التي لا تميتها تزيدها قوة وصلابة.

بقى ان نقول ان «إسرائيل» لم تعترف بجريمتها بعد, ولم تتبن عملية اغتيال الشهيد فقها حتى الآن, هذا لأنها تخشى من ردة فعل المقاومة الفلسطينية, وواهم من يعتقد غير ذلك, كما أنها لا تريد ان تنجر إلى حرب جديدة, لأن جبهتها الداخلية تعاني من حالة ضعف وترهل, وهى تترك لنفسها إمكانية إنكار تنفيذ هذه العملية الجبانة أمام المجتمع الدولي في حال احتاجت لذلك, وتترك فرصة أمام المقاومة للتشكك في الجهة المنفذة, لكن المقاومة قالت بوضوح ان يد الموساد الصهيوني حاضرة في تفاصيل الجريمة, وإسرائيل ستدفع الثمن مهما حاولت ان تتملص من جريمتها, لكن الواجب يحتم علينا ان لا تمارس أية ضغوط على المقاومة للرد السريع, فهي وحدها التي تملك الحق في تحديد متى وكيف وأين يمكن ان ترد على هذه العملية الجبانة, كونوا على يقين وثقة ان المقاومة لن تدخر جهدا, ولن تتخاذل لحظة عن الرد الموجع على هذه الجريمة, فهي تدرك واجبها نحو شعبها, ونحو الشهداء الأبرار, ولن تفرط أبدا في هذا الواجب.

 

كلمات دلالية