خبر هذا هو الالم ذاته -معاريف

الساعة 09:40 ص|26 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: روبي دملين

(المضمون: ألم عائلة غولدن ما كان سيقل اذا كانت اسرائيل واصلت احتجاز جثث سعد محمد علي كيسية وباسل الاعرج - المصدر).

 

لا يوجد ألم أكبر من ألم أبوين ثكلا ابنهما. هذا الألم مشترك لكل الامهات والاباء الذين فقدوا ابناءهم في اثناء عشرات السنين من سفك الدماء المتبادل، اسرائيليين وفلسطينيين، وان كان ثمة من يحاولون اقناعنا بغير ذلك.

 

قبل 15 سنة ثكلت ابني ديفيد بنار قناص فلسطيني. منذئذ وعلى مدى سنوات نشاطي في منتدى العائلات الثكلى الاسرائيلي – الفلسطيني، تعلمت بانه ليس في أي فارق ثقافي او ديني ما يقلل من ألم الاهالي الذين ثكلوا ابناءهم. الألم مشابه: ألم أب أو أم يفقد ابنه. كل أب أو أم بصفته هذه يشعر وكأنه نزع جزء من قلبه، جزء ذهب بلا عودة. ولكن القليل الذي يمكن لكل أب أو أم أن يحصل عليه هو الحق في أن يدفن ابنه. الحق في اليقين، في اغلاق الدائرة الهامة جدا. الحق في مكان يمكنه فيه أن يحزن، مكانا يمثل بالنسبة له الابن أو الابنة الذي اخذوه منه.

 

قبل نحو اسبوع، انتقدت عائلة غولدن حكومة اسرائيل، لافراجها قبل دخول السبت عن جثتي مخربين يتماثلان مع حماس. أنا أتألم لألم عائلتي هدار غولدن واورن شاؤول الراحلين وبودي أن أرى طلبهما دفن ابنيهما يتحقق بالسرعة الممكنة. ولكن السبيل الى عمل ذلك ليس بالحاق معاناة مشابهة لعائلات فلسطينية. السبيل لعمل ذلك ليس الانتقام، بل محاولة حقيقية لوضع حد للنزاع الدموي المتواصل، وفي نفس الوقت الطلب الاسرائيلي والدولة من رجال حماس ان يبدوا هم أيضا الانسانية والرأفة تجاه الاهالي الذين كل رغبتهم هي ان يكون لهم مكان يحزنون فيه.

 

ان حق دفن الميت ليس منوطا بافعاله، بشكل جنازته او بالرغبة في حفظ الجثة لاغراض المساومة اللاحقة. هذا الحق هو قاعدة اخلاقية، لا يمكن لدولة قيمية أن تسمح لنفسها بانتهاكه. كأم فقدت ابنها، اشعر بألم عائلتي غولدن على جلدتي. انا أفهم المهما على أنه اخذ منهما الحق الطبيعي في دفن حقيقي لابنيهما. ولكن ليس هناك في ألم احد ما يبرر الحاق الالم بالاخر.

 

حقيقة أن حماس تحتفظ بجثتي هدار غولدن واورن شاؤول ليس فيها ما يبرر احتجاز جثث الفلسطينيين لاغراض المساومة. تعالوا نتوقف عن حوار الالم ونحاول ادارة حوار الاخلاق. حوار يرى الام الفلسطينية كمن تستحق ذات الحق في الحزن على ابنها مثل الام الاسرائيلية. وكما لا نريد المس بالام الاسرائيلية، هكذا يجدر بنا الا نمس بسلوكنا بالام الفلسطينية.

 

ان العقاب الذي يأتي من الرغبة في الانتقام سيخلق فقط المزيد من الكراهية والمزيد من الانتقام. ألم عائلة غولدن ما كان سيقل اذا كانت اسرائيل واصلت احتجاز جثث سعد محمد علي كيسية وباسل الاعرج. عائلة غولدن وصفت الافراج للدفن عن جثتي كيسية والاعرج بانه ضعف فظيع وتنازل اسرائيلي عن « ذخائر »، ولكن هذا الضعف هو عمليا قوة اخلاقية لمن يفهم بان الجثث ليست ذخرا بل ابناء موتى لاهال احياء يحتاجون لقبر يمكنهم أن يحزنوا عليه. خسارة أن تم الامر متأخرا، وفي حالة غولدن وشاؤول، لم يعد بعد.

كلمات دلالية