خبر يريدون الانتقام – ويخافون المواجهة الشاملة- معاريف

الساعة 09:39 ص|26 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ميلمان

(المضمون: ليس لحماس مصلحة الان في حرب لانهم يعرفون بانهم لم يعيدوا بعد بناء قدراتهم العسكرية منذ حملة الجرف الصامد في صيف 2014. ولكن لا شك أنهم سيحاولون تنفيذ عملية انتقام - المصدر).

 

تصفية مازن فقها ابن الـ 35 في ليل السبت قرب منزله في جنوب غرب مدينة غزة، قرب شاطيء البحر، كان فعلا من مهنيين. فالمغتال او المغتالون عملوا ببرودة أعصاب، اطلقوا النار عليه من مسافة صفر بمسدسات مع كواتم صوت وفروا من الساحة دون أن يخلفوا، حاليا على الاقل، أي أثر. وفي حماس سارعوا الى اتهام اسرائيل. وغرد الناطق بلسان المنظمة حسام بدران بالعبرية على حسابه في التويتر: « الاحتلال هو المسؤول عن اغتيال فقها. نتنياهو يعرف ان هذا لن يمر بهدوء ». وذكر ناطقون آخرون الاغتيال قبل بضعة اشهر في تونس للمهندس محمد الزواري، الذي كان يشير الى المنظمة في كل ما يتعلق بتطوير الطائرات الصغيرة والغواصات. هو الاخر صفي بجانب بيته في عملية نسبت للموساد الاسرائيلي، الذي تنسب له ايضا تصفية فقها.

 

ثلاث جهات كان يمكنها أن تقف خلف الاغتيال. الاولى، منظمات سلفية معارضة لحماس – وفي الفترة الاخيرة هناك تقارير عن توترات شديدة بين الطرفين. فقد اعتقلت حماس مئات الاشخاص المشبوهين بالنشاطات، بمساعدة هذه المنظمات أو بدعمها. ولكن الاحتمالية لذلك متدنية. امكانية اخرى هي أن يكون هذا « عمل داخلي »، بمعنى ان احدا ما في حماس قرر تصفية فقها. في الماضي سبق أن كانت تصفية حسابات في المنظمة على خلفية خلافات او صراعات قوى. ولا بد أن يكون هذا محتملا في عصر يترأس فيه يحيى السنوار حماس غزة، والذي ينسب له على الاقل تصفية واحدة قبل اكثر من سنة لقائد عسكري كبير على خلفية جدال ليس واضحا مضمونه.

 

أما اذا كانت اسرائيل بالفعل تقف خلف العملية، فيحتمل أن يكون الامر يدل على تغيير في النهج. فاسرائيل معنية بالحفاظ على الهدوء في الحدود مع غزة ولهذا فانها لا تبادر الى خطوات ما بل ترد فقط على نار الصواريخ الى اراضيها، والتي تتحمل المنظمات السلفية المسؤولية عنها. وهنا ايضا، فان ردود اسرائيل، التي ترى في حماس هي المسؤولة وصاحبة السيادة عن الهدوء، هي في الغالب محسوبة من أجل عدم تصعيد الوضع.

 

تحافظ اسرائيل الرسمية على الصمت، ولكن اذا كانت بالفعل تنجح في اغتيال قادة أو خبراء حماس دون أن تخلف بصمات، سواء في غزة ام في خارج البلاد، فان هذا يشير الى ان نهجها الان هو اكثر هجومية. يتوعد الناطقون بلسان حماس بالانتقام، ولكن معقول الا ينفذوا عمليات مباشرة من حدودهم، تؤدي الى ردود قاسية من اسرائيل وربما الى مواجهة شاملة. فليست لهم مصلحة الان في حرب لانهم يعرفون بانهم لم يعيدوا بعد بناء قدراتهم العسكرية منذ حملة الجرف الصامد في صيف 2014. ولكن لا شك أنهم سيحاولون تنفيذ عملية انتقام.

 

كلمات دلالية