خبر والدا الشهيد فقهاء:الاحتلال حرمهما من لقاءه مبعداً ومن عناقه شهيداً

الساعة 09:05 ص|25 مارس 2017

فلسطين اليوم

لن تتمكن أم مازن الفقهاء من توديع أبنها للمرة الأخيرة، فالاحتلال منعهم منذ إبعاده إلى القطاع من الوصول إليه، وستكتفي اليوم بمتابعة جنازته التي ستنطلق ظهرا في القطاع من خلال الفضائيات. الوالدة تلقت نبأ اغتيال أبنها بصبر كبير واحتسابه شهيداً عند الله كما يقول الوالد محمد الفقهاء.

وتابع الوالد الذي بدى صابرا ومحتسبا:« الاحتلال حرمنا من مازن مطاردا ومعتقلا مبعدا، وها هو اليوم يحرمنا رؤيته ووداعه الأخير و المشاركة في تشيعه شهيدا ».

ومازن (38 عاما) هو الأبن البكر لعائلة محمد الفقهاء من مدينة طوباس شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية، كان قد أعتقل بعد تخرجه من الجامعة بعام في العام 2002 وحكم عليه بالسجن المؤبد تسعه مرات وعشرات السنوات، قبل أن يفرج عنه ضمن صفقة وفاء الأحرار وإبعاده على القطاع في العام 2012.

في ذلك الحين اختارت العائلة فتاه من محافظة نابلس لتكون زوجه له و بالفعل سافرت برفقتها إلى القطاع و أتمت زفافه وقضت معه أخر شهر معا، على أمل اللقاء الذي بات في الدنيا محالا بعد إستشهاده أمس، حيث منعت الوالدة و الوالد من زيارته بعد ذلك بعد إغلاق المعبر من الحدود المصرية، و الرفض الأمني من جهة الضفة الغربية.

يقول والد مازن لفلسطين اليوم:« كنا نتواصل عبر الهاتف وحاولنا خلال السنوات السابقة أن نستصدر تصريح لرؤية إلا أن الاحتلال كان يرفض بحجة المنع الأمني، وقبل عام بدأت المداهمات لمنزلنا وتهديد مازن في حال عدم توقفه عن نشاطه بالعمل ضد الاحتلال بالضفة، علمنا أن الأمر لن يكون ممكنا فتوقفنا عن المحاولة ».

وأشار والدة مازن أن العائلة تلقت نبأ استشهاده بصبر وإيمان كبير، فهو خياره الذي نذر نفسه وروحه له، منذ إلتحاقه للحركة الإسلامية التي عمل كل ما يستطيع لمقاومة الاحتلال من خلال تشكيل خلايا قسامية في الضفة الغربية و الرد على جرائم الاحتلال قبل استشهاده.

وتابع:« قبل عام كانت الاقتحامات متتالية لمنزلنا وكان ضابط المخابرات في كل مرة يهددني بقتله في حال لم أنصحه وأطلب منه الكف عن العمل في الضفة لأن إديهم طويلة ويمكن أن يطاله الاغتيال، كان يقول لي أنه لم يتوقف نشاطه منذ إبعاده إلى القطاع و أن يعمل على تنفيذ عمليات ضد الاحتلال من هناك ».

هذه التهديدات لم تمنع مازن، والذي عرف منذ صغره بتصميمه على إنجاز أهدافه و عناده في مقاومة الاحتلال، من مواصلة الطريق، فكانت العشرات الخلايا التي كشفت في الضفة الغربية من كوادر حركة حماس يقف الفقهاء وراء تشكيلها وتخطيط تنفيذها للعمليات، وهو ما جعل الاحتلال يضعه على قائمة المطلوبين له.

ومازن هو الأبن الثالث للعائلة المكونة من ثلاثة شقيقات وشقيقين هو الأبن الأكبر بينهم، يقول والده أنه كان الأكثر تميزا من بين أبنائه بذكائه وقدرته على الوصول لهدفه بصمت وحكمه، فلم يكن يترك شيئا للصدفة وكان يعمل بجد في دراسته حتى تخرج من الجامعة بتفوق من قسم الاقتصاد، وتفوق فيما بعد بالعمل المقاوم.

وخلال زواجه القصير رزق مازن بطفلين الأكبر محمد 4 سنوات، وسما عامين لم تتمكن عائلته ولا عائلة زوجته من رؤيتهما بسبب منعهما من الزيارة. وتحدث والده عن زوجته في القطاع التي تواصل معها عبر الهاتف وقال إنها صابرة و محتسبه زوجها شهيدا بالرغم من البعد والأبعاد.

كلمات دلالية