خلال ندوة نظمها مركز أطلس للدراسات

خبر مثقفون وسياسيون: « إسرائيل » دولة أبرتهايد بامتياز ويجب دعم حملة BDS

الساعة 03:42 م|23 مارس 2017

فلسطين اليوم

عقد مركز أطلس ندوة بعنوان « إسرائيل والأبرتهايد »، شارك فيها عشرات الكتاب والسياسيين والمثقفين في قاعة اللاتيرنا بمدينة غزة، وأدارها مدير المركز عبد الرحمن شهاب، الذي أوضح أن هذه الندوة تهدف إلى فهم أعمق للنظام الإسرائيلي وكيفية الاستفادة من تجارب الشعوب في مواجهة الاحتلال، والتجربة الجنوب افريقية نموذجًا.

وأشاد شهاب بالموقف البطولي والشجاع لرئيسة الهيئة الأممية د. ريما خلف لتقديمها استقالتها احتجاجًا على المعايير المزدوجة من وكالة أممية خاضعة للابتزاز الإسرائيلي.

الدكتور حيدر عيد ، المتحدث الرئيسي في الندوة، عضو الحملة الفلسطينية للمقاطعة، أكد في كلمته على أن إسرائيل دولة أبرتهايد حسب التعريفات الدولية والأمم المتحدة، وأن مواجهة إسرائيل يرتكز على مقاطعتها فلسطينيًا وعربيًا، وصولًا إلى مقاطعة دولية وعالمية لها، وفرض عقوبات مثلما حصل مع نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، للضغط عليها لإحقاق الحقوق الفلسطينية المتمثلة بحق العودة، والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 67 ، وإنهاء نظام التفرقة العنصرية الذي تطبقه إسرائيل ضد 1.4 مليون فلسطيني يسكنون داخل فلسطين التاريخية.

وأوضح أن هناك أوجه تشابه وأوجه اختلاف بين الحالة الفلسطينية والجنوب افريقية، وأن هناك نداء صدر عام 2005 عن حملة المقاطعة إلى المجتمع الدولي لضرورة مقاطعة إسرائيل كي تستجيب للشرعية الدولية، وتناول بعض القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التي تجرم الأبرتهايد وكافة أشكال التفرقة العنصرية وتطالب بمقاطعة الدول التي تمارسه ومقاطعتها، كما تناول جهود حركة المقاطعة وإنجازاتها.

ولفت إلى أن التقرير الذي صاغه البروفيسور ريتشارد فولك، وما تحدث فيه كُتب في تقرير الاسكوا، والذي قام بصياغته مع فرجينيا تيري، وهي بروفيسورة أمريكية كانت تدرس في جنوب أفريقيا، وكتبت كتابًا غاية في الأهمية « حل الدولة الواحدة » نظرة تاريخية وسياسية.

وحول تجربة جنوب افريقيا، ذكر بأن فكرة مناهضة الأبرتهايد بدأت من قبل عشرة أشخاص من أعضاء المؤتمر الوطني، اجتمعوا عام 58 في مدينة لندن، وذلك بعد عشر سنوات من مأسسة الأبرتهايد في البلاد.

وفيما يتعلق بإسرائيل، فإن مأسسة الأبرتهايد الإسرائيلي تتمثل في عشرات القوانين الأساسية التي صاغتها الكنيست والتي تطرق إليها تقرير الاسكوا، منها قوانين ملكية الأرض والزواج المختلط وقانون العودة وعزل السكان الفلسطينيين في كانتونات في كل من الضفة غزة، بل ان حصار غزة في سجن كبير هو أقبح اشكال الأبرتهايد. وهذا يشبه جنوب افريقيا من حيث ان العرق الأبيض يسيطر على أكثر مساحة من الأرض (88%) وأكثر الموارد.

وقد تحدث عن أربعة أعمدة ارتكز عليها النضال الافريقي في مواجهة الأبرتهايد: الكفاح المسلح، والذي ظل معتمدًا من قبل المؤتمر الافريقي، ولم يتم إدانته على الرغم من تغليب وسائل كفاحية أخرى في مراحل مختلفة وفقًا لمقتضيات الظروف وتوازن القوى. أما العمود الثاني فقد تمثل في النضال السياسي السري، حيث تشكيل جبهة عريضة سميت الجبهة الديمقراطية المتحدة، وهي على شاكلة منظمة التحرير الفلسطينية، ضمت كل القوى اليمينية واليسارية لمناهضة الأبرتهايد، ولكنها لم تؤدّ إلى الحسم وإنهاء الفصل العنصري. العمود الثالث تمثل في الشروع بمخاطبة للمجتمع الدولي لتأييد العملية الديمقراطية في جنوب افريقيا، وتمت الحملة، وكان المقر الرئيسي لها في لندن، ومن مؤسسيها المناضلين جيرمي كورمن. العمود الرابع هو التعبئة الجماهيرية، لضمان مشاركة الكل الجنوب افريقي، وليس فقط نخبة كما في الكفاح المسلح الذي يعتمد على جزء من الشعب، وتم التركيز على حملة المقاطعة الدولية حتى وصل الأبيض في جنوب أفريقيا إلى حالة يشعر نفسه بأنه منبوذ لو خرج إلى أي مكان.

وعن معيقات استلهام التجربة فلسطينيًا، قال عيد ان التنسيق الأمني يمثل العائق الأكبر، وهو أحد أشكال التطبيع الفج مع الاحتلال. وأضاف بأن أي لقاء بين فلسطيني وإسرائيلي لا يأخذ فيه الطرف الإسرائيلي بالحسبان كافة الحقوق الفلسطينية التي كفلها القانون الدولي ومنها ضمنها حق المقاومة؛ فان هذا يعتبر تطبيعًا، وهذا ما تمسك به الجنوب افريقيين، لدرجة أنهم قاطعوا كل ما هو أبيض حتى الأفراد، بما فيها الخارج.

وعن إدراك إسرائيل لخطورة حملة المقاطعة في مواجهة عنصريتها، فقد أطلقت حملة دعائية عام 2004، وأنفقت فيها ملايين الشواقل حتى عام 2011، حيث تولت وزارة الخارجية الأمر في البداية، تم تحويل ملف مناهضة BDS إلى وزارة الشؤون الاستراتيجية، إضافة إلى منع دخول نشطاء المقاطعة العالمية لفلسطين، وإنشاء قاعدة بيانات لنشطاء المقاطعة، وملاحقتهم، واعتقلت عددًا منهم، بينهم عضو سكرتارية الحملة صلاح الخواجا، ومنعت رئيس حملة التضامن البريطانية من دخولها وأرجعته من مطار اللد.

وأشار إلى انه يمكن الاعتماد على أخلاقيات المواطن الأوروبي، مستدلًا على النجاح عام 2014 في استجابة ملايين الأوربيين ونزولهم إلى الشوارع، وكانت المسيرة الأكبر في لندن بعد زوال نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا. وأكد على أن العالم مؤيد للشعب الفلسطيني، وأن الخطوات تأخذ وقتًا، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي استغرق نحو 30 عامًا عندما استجاب لجنوب افريقيا.

وذكر بأن نشطاء دوليين عندما زاروا فلسطين أكدوا أن نظام القمع الإسرائيلي يتخطى بمراحل ما عاشته جنوب افريقيا في نظام الأبرتهايد.

 

الأبرتهايد جزء من الاحتلال وليس العكس

من ناحيته، أكد إسماعيل مهرة، الباحث في مركز أطلس والمختص في الشأن الإسرائيلي، على أن القضية الفلسطينية هي قضية شعب يناضل من أجل تحرره الوطني ونيل حقه في تقرير مصيره، وأنه لا توجد جريمة أكبر من جريمة الاحتلال الاستيطاني الإحلالي الذي قام على المجازر والإرهاب والتطهير العرقي والتهجير، وأن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم فصل عنصري هو جزء من جريمتها الكبرى والفصل العنصري هو أداة من أدوات انجاح مشروعها في القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني.

وأعرب مهرة عن خشيته من أن يستهوينا شعار النضال ضد الأبرتهايد وتحشيد الرأي العام الدولي ضده على حساب مشروعنا التحرري، لما يحمله هذا الشعار من جاذبية، وربما سهولة تحشيد وعدم تكلفة أدواته وآلياته واعتماده على المقاومة السلمية.

وعبر عن مخاوفه من أن الرواج لمواجهة إسرائيل كدولة أبرتهايد يأتي في سياق ترجمة مخرجات الشعور بفشل مشروع دولة على حدود الـ 67، مثل الحديث عن مشروع الدولة الواحدة او دولتين ووطن واحد أو مشروع الفيدرالية بين النهر والبحر؛ ممّا يعمق حالة التشتت والشعور بفقدان البوصلة.

وأشار إلى أن الفلسطينيين نجحوا سابقًا في إصدار قرار من الأمم المتحدة يصف الحركة الصهيونية بالعنصرية، ثم تم إلغاؤه سنة 1991 بمجرد موافقة إسرائيل على المشاركة في مؤتمر مدريد.

ورأى مهرة ان إسرائيل لا تستطيع الدفاع عن نفسها كدولة احتلال استيطاني، لكنها تستطيع على الأقل ان تخلق تصدعات في اتهامها بأنها دولة أبرتهايد، وتستطيع ان تحاجج بالاستناد إلى قوانينها واحتواء هذا الاتهام.

وأوضح أن تحويل غزة إلى بانتوستان حقيقي، والضفة إلى مدن وبلدات خلف الحزام الاستيطاني المتصل، هو جزء من آليات الاحتلال الاستيطاني، وآليات فرض الأمر الواقع للقضاء على مشروعنا الوطني.

 

يمكن الاعتماد على المجتمع الغربي

أما الدكتور أحمد يوسف، القيادي في حركة حماس، فأكد أنه من المهم الاستفادة من التجربة الجنوب افريقية، وأننا طالبنا السفراء الجنوب أفريقيين بتقديم التجربة لنا.

وأشار إلى الحراك الشعبي الأمريكي المناهض لنظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا دفع الحكومة الأمريكية التي كانت تأخذ موقفًا مضادًا إلى موقف شعبها، وأعلنت مقاطعة نظام الأبرتهايد مؤخرًا وقطع العلاقات معه، وهو ما أدى إلى سقوطه.

وقال يوسف « خط المقاطعة الإسرائيلية مهم جدًا ويجب ألا نتجاهله، وفي نفس الوقت إسرائيل دول قوية ويمكن نصل للحالة التي وصل لها مانديلا بعدم القدرة على مواجهة إسرائيل عسكريًا، واللجوء لوسائل أخرى لمواجهة إسرائيل ».

ولفت إلى أن هناك تحولًا في الرأي الأمريكي لأكثر من 50% باتجاه دعم القضية الفلسطينية، والاحساس بالتعاطف مع الفلسطينيين. وأكد على ضرورة تفاعل المؤسسات الفلسطينية بشكل جيد مع هذا توجه المقاطعة، لأن إسرائيل متضايقة جدًا منه لأنها تشكل خطرًا عليها.

 

الـ BDS تتفادي التناقض

من جهته، رأي عبد السلام الحايك ان حركة BDS بكونها حركة تطرح مسألة الحقوق لا الحلول المتعلقة بالقضية الفلسطينية، فهي تحاول الخروج من مأزق التناقض والصراع القائم داخل الحركة الوطنية الفلسطينية حول صيغة الحل المطروح للقضية هل هو دولتان أو دولة من البحر إلى النهر.

وأردف الحايك بالقول « بخروجها من هذا التناقض فإن BDS إنما تعمل على هوامش الحركة الوطنية الفلسطينية وليس في داخلها، وهذا ما يجعل دورها غامضًا وبعيدًا عن الجدل الدائر في الساحة الفلسطينية بين الأطراف المختلفة ».

 

لن تنجح التجربة في فلسطين

من جهته، أكد المحلل في الشأن الإسرائيلي عامر عامر على أن مسار السياسيات الإسرائيلية ضد نشوء الكيانية الوطنية الفلسطينية يتشابه جزء منها بما قام به النظام العنصري في أفريقيا، مع الأخذ بالاعتبار التفرقة بين شيئين، وهما أن النظام الأفريقي كان فيه دولة واحدة وعرق أسود، أما حالتنا الفلسطينية فتقع تحت احتلال استعماري يريد أن يصفي القضية الفلسطينية، وأن الأبرتهايد في إسرائيل لا يمارس بنفس الطريقة التي مورست في جنوب افريقيا.

ورأى أن تأثير حملة المقاطعة الفلسطينية وتوصيفها لإسرائيل بدولة الأبرتهايد لن تؤتي أكلها، كما حدث في نظام الأبرتهايد في افريقيا.

وقال: « يجب ألا نهول في موضوع المقاطعة كثيرًا وحصد نتائج من الموضوع، لأن واقعنا لا توجد فيه دولة تقاطع إسرائيل، والاتحاد الأوروبي الذي اتخذ قرارًا بمقاطعة منتجات المستوطنات لا يطبقه نظرًا لأن إسرائيل تصل إلى حلول معه كلما اقترب من التنفيذ ».

وأشار إلى أن الجمهور الفلسطيني لديه لبس وخلط حول حملة المقاطعة الفلسطينية، من حيث ما هي BDS؟ وما هي اللجنة الوطنية للمقاطعة؟ وما هي المؤتمرات التي تعقد في العواصم هنا وهناك؟ وما هو نداء المقاطعة؟

وأوضح عامر أن الإعلام الإسرائيلي يصف الفلسطينيين بسكان المناطق، لأن الرؤية الإسرائيلية قائمة على نفي الآخر، بالتالي إسرائيل لا تعتبر بأن هناك شعب فلسطيني وإنما شعوب وقضايا متعددة وحلول متعددة، حيث توجد خمسة تكتلات فلسطينية في القطاع والضفة والقدس والداخل والشتات، وكل كتلة لديها مشاكلها وهمومها، وحلولها من وجهة النظر الإسرائيلية.

 

فكرة الأبرتهايد تعميق لفهم إسرائيل

من جهته، نوه عبد السلام أحمد إلى أن « وصفنا لإسرائيل بالأبرتهايد ليس بديلًا، ولا يقلل من واقع إسرائيل كدولة استعمار إحلالي واحتلال عسكري، وأن هذه الندوة تأتي لاستكمال فهمنا القانوني والسياسي للنظام الإسرائيلي ».

وقال « إسرائيل لا تحتاج إلى مجهر لإثبات أنها أبرتهايد »، مضيفًا أنه لو نظرنا إلى الجانب الأيديولوجي الفكري للحركة الصهيونية لاتضح الأمر جليًا، حيث الفرضية الأساسية: ان اليهود هم قوم مميزون، ومن حقهم ان تكون لهم دولة يهودية؛ لذلك من البديهي ان هذا الدولة ستقوم باضطهاد الآخرين الذين هم من وجهه نظرها أغيار خلقوا لخدمة اليهود. ومن هنا كانت أول خطوة أقدمت عليها الدولة الصهيونية هي تهجير السكان الفلسطينيين عام 48 وعدم الاعتراف بحقهم في العودة بهدف إبقاء اليهود كأغلبية ديموغرافية« .

وفي المقارنة بين إسرائيل وجنوب افريقيا، قال احمد »في حالة جنوب افريقيا كان نظام الحكم القائم هناك يتبنى العنصرية كسياسة رسمية بشكل علني وصريح، ويعتبرها السياسة الرسمية للدولة، لذلك لم تحظ جنوب افريقيا بتعاطف العالم، وهذا سهل المهمة على المناضلين الأفريقيين لتعريتها في تحشيد المجتمع الدولي وكسب المعركة ضدها، بينما في الحالة الإسرائيلية فان إسرائيل لا تعلن عن سياستها العنصرية صراحة، وإنما تموه عبر حيل وسياسات إعلامية كثيرة« .

وتساءل: هل يمكن ان يتخلى الغرب الرسمي عن إسرائيل وينزع عنها الشرعية مثلما تخلى عن دولة البيض في جنوب افريقيا؟ وهل يشهد العالم انطواء صفحة الصهيونية كما طويت مثيلتها العنصرية في جنوب افريقيا؟

 

نحن العائق

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن هذا النقاش مهم جدًا ومميز، لأن عملية التوعية والجسيد ومقاومة العقبات الفلسطينية البطيئة محدودة.

وقال »في الواقع الفلسطيني مالم تعمر البيت الفلسطيني لا تستطيع أن تطالب الآخرين ان يقوموا بواجباتهم« ، مضيفًا أن »هناك عقبة فلسطينية، نحن أقوى مؤشرات العنصرية والأبرتهايد من قبل الحكومة في المناطق المحتلة 48، لا يجوز ان تشتغل الحملة على خلفية الهدف السياسي".

وأشار إلى أن حركة المقاطعة تعمل على أساس واعٍ مبكر سبق الوعي السياسي الفلسطيني الرسمي، مؤكدًا على ضرورة التركيز على التشريعات والقوانين الإسرائيلية التي تصدر عن الكنيست مدعومة بالممارسات التي تتعلق بالعنصرية بشكل رسمي للاستنهاض على المستوى الخارجي.

ورأى أن ذرائع الحركة الصهيونية الأصلية التي استندت على أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض هي أن أصل الفكرة هي إحلالي استيطاني وتصفية الشعب الفلسطيني، وأن الحال الفلسطيني يشكل العقبة الاساسية أمام نجاح الحملة، خاصة أن إسرائيل ستجرم الحملات وتواجهها.

وتساءل: ماذا نحن فاعلون كفلسطينيين؟ خاصة أننا نقدم مبررات للمتضامنين في المجتمع الدولي لإضعاف حركة المقاطعة وإقناع الآخرين، في ظل أن عددًا كبيرًا من الدول تتعامل مع نصف الحركة الفلسطينية على أنها حركة إرهاب. مؤكدًا أننا كفلسطينيين ساهمنا في صياغة بعض هذه الدول ولهذا غابت الاستراتيجية.

ورأى أن تمسك المجتمع الدولي ببقاء دولة إسرائيل كحل للمشكلة اليهودية هو الفارق بينا وبين التجربة الافريقية، وأن الأيدلوجية اليهودية المرتبطة بالأرض هي أكبر من التجربة الافريقية.

 

المعيقات الخارجية لاستلهام التجربة

من جانبه، عبد الرحمن شهاب، مدير مركز أطلس، تحدث عن  ثلاث معوقات تحول دون استلهام التجربة الجنوب افريقية، وهي ان المجتمع الغربي يعتبر الدولة الإسرائيلية هي مشروعه لحل المشكلة اليهودية من جانب، ولتقسيم  العالم الاسلامي من جانب آخر، وبهذا لن يقبل الغرب بأن توصف  إسرائيل بالأبرتهايد، بخلاف دولة البيض في جنوب افريقيا، حيث لم تكن تشكل مشروعًا استراتيجيا له، والعائق الثاني هي الثقافة اليهودية التي ترتكز على العنصرية، ولا يمكن ان ينتهي الأبرتهايد الإسرائيلي إلا بتفكيك هذه الثقافة التي ستقف بكل قواها للدفاع عن نفسها، بخلاف  ثقافة البيض في جنوب افريقيا، وأخيرًا الارتباط اليهودي بأرض فلسطين ليس كارتباط البيض بأرض جنوب افريقيا، فاليهود يعتبرون ان لا أرض لهم غير هذه الدولة، والتي تمثل يهود العالم، بينما جنوب افريقيا لا تشكل للبيض سوى إيجاد حل لبقايا الاحتلال الكولونيالي هناك.

 

التمييز ضد اليهود أنفسهم

وفي مداخلة للكاتب توفيق أبو شومر، اقترح أن يضاف للأعمدة الأربعة - التي اعتمدت عليها جنوب أفريقيا في مواجهة الأبرتهايد - كيفية ممارسة الأبرتهايد، واصفًا ما يجري في فلسطين من قبل إسرائيل بالأكبر من نظام الأبرتهايد.

وتساءل: ماذا عن الأبرتهايد الذي تمارسه إسرائيل ضد مكوناتها نفسها؟، مشيرًا إلى أن الطائفة السامرية يهودية مضطهدة من قبل إسرائيل، وعندما نستخدم ذلك كفلسطينيين سيكون أفضل لنا في إقناع الأوروبيين.

وأكد على أن المقاطعة الجامعية هي أكثر إيذاءً للإسرائيليين، إضافة إلى أنه يجب التركيز على القوانين العنصرية في إسرائيل وترجمتها للآخرين، مشددًا على أهمية الجهد الذي تقوم به حملة المقاطعة BDS.

 

كلمات دلالية