خبر الوجه الحقيقي لغطاس - اسرائيل اليوم

الساعة 11:00 ص|21 مارس 2017

فلسطين اليوم

الوجه الحقيقي لغطاس - اسرائيل اليوم

بقلم: د. رؤوبين باركو

          (المضمون: عضو الكنيست السابق باسل غطاس كفر بالدولة التي أقسم يمين الولاء لها، وهو يقول « أنتم اليهود ونحن الفلسطينيين » - المصدر).

          الى حين قيام عضو الكنيست باسل غطاس بـ « اعطاء التفسير » لم نكن نعرف أن الشخص الذي أقسم بالولاء لكنيست اسرائيل، أنه عمليا محارب فلسطيني من اجل الحرية الضمير. يتبين أن غطاس سيسجن لسنتين فقط، رغم أنه في اطار « محاربته » قام بتهريب الهواتف المحمولة للارهابيين وسمح بوجود أدوات لتنفيذ عمل ارهابي ونقل وثائق ليس عن طريق ادارة السجون. اضافة الى مخالفة الخداع وخيانة الثقة بصفته موظفا حكوميا.

          إن من يسمع صرخة غطاس الارهابية العبثية، الذي هو استمرار للجاسوس السابق، عضو الكنيست عزمي بشارة، الذي هرب الى قطر، لن يستغرب سلوكه هذا. فهذه هي طبيعة « بلد » المليئة بالكراهية والتي تعمل في خدمة اعداء اسرائيل بتمويل من قطر. إن مجرد مشاركته في القوافل البحرية المؤيدة لحماس هي تأييد للاسلاميين الذين يقتلون طائفته المسيحية في الشرق الاوسط. عندما حرض وأنكر حق اليهود في الحرم في صالح المسلمين، خان سيده اليهودي. وعندما قدم المساعدة للارهاب خان قسم الولاء لدولته الذي أقسمه في الكنيست.

          في المقابلة التي اجراها غطاس أمس مع « صوت الجيش »، قام مهرب الهواتف بالتذكير بما قيل في رواية الفصح القريب: « ما الذي يقوله الشيطان؟ ما هذا العمل؟ لكم وليس له. وقبل اخراج نفسه من المجموع، كفر بالشيء الاساسي ».

          لقد كفر غطاس فعليا بدولة اسرائيل، التي أقسم يمين الولاء لقوانينها على شاكلة « أنتم اليهود ونحن الفلسطينيين ». إن مفتاح هذا السلوك يوجد في تعريف جرائمه كأفعال « ضمير وانسانية ». لأنه بناء على المحاكمة الاخلاقية للارهابيين، فان قتلة المدنيين ايضا هم مقاتلون من اجل الحرية، هذا ما أعلنه عضو الكنيست السابق المحترم عشية دخوله الى السجن، « أنتم قبيحون وتعيشون في فقاعة ولا تعرفون ظروف الاسرى الفلسطينيين. أنا اؤيد نضال الشعب الفلسطيني. أنتم تسمونهم قتلة، ولكن هم حسب رأيي ورأي الشعب الفلسطيني هم ليسوا قتلة بل مقاتلي حرية ».

          في المقابلة زعم غطاس أنه ينظر الى الاسرائيليين « من أعلى »، وطرح بصيغة تهديدية افكاره: « نحن العرب في اسرائيل ندرك أنه قد حان الوقت لبلورة استراتيجية جديدة في مواجهة الدولة. وجودنا في الكنيست يصل الى حدوده لأنه لا توجد الهوامش الديمقراطية، التي اعتقدنا أنها توجد منذ العام 1948 ».

          بحماسة « أنتم ونحن » نسي المساعد للارهاب الذي يهدد بأن عدد اعضاء الكنيست العرب في القائمة المشتركة وفي الاحزاب الاخرى هو عدد غير مسبوق قياسا بالسابق. هل يبدو أن غطاس يتوق الى الحكم العسكري الذي تم فرضه على عرب اسرائيل في العام 1948؟ يحتمل أنه يفكر بالهامش الديمقراطي الذي تحظى به قرى المثلث قبل ضمها الى اسرائيل في خمسينيات القرن الماضي.

          أو أن غطاس يحلم بهامش ديمقراطي يقوم الشباك فيه بـ « تفويت » المنظمات الارهابية. وهكذا يتمكن هو وزملاءه من قتل، « بحرية وباسم الحرية »ـ المواطنين الاسرائيليين. ولأن الشيطان يختبيء في الاحرف الصغيرة، فان « الهامش الديمقراطي » لغطاس يتم تفسيره بأحرف صغيرة قام بوضعها أول أمس باللغة العربية في هامش رسالة استقالته من الكنيست، والتي وعد فيها بـأن « ساحات النضال الاخرى تنتظر ».

          كان يجدر بغطاس، « الاستراتيجي الذي يكفر بالمباديء والذي يهدد » أن يتذكر دروس احداث تشرين الاول 2000. عندها كان سيعرف أن التآمر والقتل والانفصال التي يحرض عليها، قد تحول اقتراحات وزير الدفاع ليبرمان بشكل سريع من حلم الى واقع.

          حكماء اسرائيل قالوا ذات مرة إنه « يجب اقتلاع أسنان الشر اذا كان الحديث يدور عن فرد، لكن لا يجب التحرش بالشر اذا كان جماعيا، لا سيما اذا كان التحرش في صالحه ». ولأن غطاس ينكر الدولة ويؤيد الارهاب ضد مواطنيها، يجب اقتلاع أسنانه في السجن. لأن الافعال تأتي بعد التفكير. يحتمل أنه سيجد هناك أحد الهواتف التي قام بتهريبها. ويجدر بمن يقوم بتهريب الهواتف ومساعدة الارهابيين، تذكر الرنة الاخيرة التي سمعها « المهندس » يحيى عياش. ونحن لا نعرف من الذي سيسمع الرنة في المرة القادمة.

كلمات دلالية