خبر السور التهكمي -يديعوت

الساعة 10:56 ص|20 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: نتنياهو وجد نفسه معزولا في فكرة الانتخابات على هيئة البث. فهناك اجماع في الائتلاف وفي الليكود على الا يضحوا بمكانتهم وامتيازاتهم في سبيل شيء غير مفهوم وغير واقعي - المصدر).

 

لم يسبق أن كان هنا توافقا في الرأي كما هو الان. إذ يتبين أنه عند الضغط على مكان حساس، ينشأ تضامن كان يخيل انه لم يكن موجودا على الاطلاق. إذ أنه اذا كان ثمة موضوع تتفق فيه اليوم كل كتل الائتلاف فهو أنه لا يوجد أي مبرر لحل الحكومة والسير الى الانتخابات. وهذا ليس لا سمح الله انطلاقا من الحرص على الدولة، او الخوف على المليارات التي ستبذر بسبب نزوة لرجل واحد. هذه فقط وحصريا انطلاقا من مصالح شخصية: اي من رؤساء كتل الائتلاف ليس له ما يدعوه الى الرغبة في الانتخابات، سواء بسبب الحقيبة الهامة التي يحملها، عدد المقاعد التي تتوقعها له الاستطلاعات، او ائتلاف غير مريح كفيل بان يقوم في الحكومة التالية.

 

لو كان ممكنا الحصول على شيكل في كل مرة قيلت فيها أمس جملة « على موضوع اعلامي لا تحل الحكومة » ما كانت عائلة نتنياهو لتحتاج الى الصدقات كي تمول حياة الثراء لديها. عمليا، كان هذا هو الشعار الذي ساد كل الكتل من البيت اليهودي عبر الاحزاب الاصولية وحتى اسرائيل بيتنا. وناهيك عن كتل الائتلاف.

 

شيوخ الليكود لا يتذكرون متى سجل مثل هذا التوافق بين وزراء الكتلة. فأحد غير مستعد لان يضحي بمستقبله ويدعه لدى رئيس وزراء مغامر. اول من أعطى الاشارة كان اسرائيل كاتس، الذي لم تخلف تصريحاته في برامج الصباح مجالا لانعدام الوضوح: رئيس الوزراء لم يتشاور مع قيادة الليكود، قال كاتس، ملغيا بذلك باحتقار محفل التشاور لدى نتنياهو، الذي ضم ريغف، لفين وهنغبي. وقال ان الموضوع لم يطرح على البحث في محفل وزرائنا، ولا في الكتلة ولا في مؤسسات الليكود. وقال كاتس انه

 

اذا طرح الموضوع فسأقول موقفي ضد الانتخابات وانا متأكد بان معظم اعضاء الليكود سيأخذون بموقفي.

 

فقد كان محقا. فبالنسبة لغير قليل من اعضاء الكتلة، فان معنى الانتخابات هو انهاء الفصل السياسي في حياتهم واحد لا ينوي السير وراء رئيس الوزراء مغشي العينين الى المياه العميقة. كما أن وزير المواصلات هو الذي حدد الشعار الذي يقول انه من أجل جدال اعلامي لا يقدم موعد الانتخابات.

 

يدعي كاتس بانه ليس وحيدا على الاطلاق في موقفه. ففي المرة السابقة التي حل فيها نتنياهو الحكومة، كانت في الائتلاف كتلة كدية من لبيد وبينيت بينما كان الشركاء الطبيعيون خارج الحكومة. وتم تقديم موعد الانتخابات في ظل التوافق مع الاحزاب الاصولية التي تعهدت بالتوصية بنتنياهو امام الرئيس.

 

بزعم كاتس، هذه المرة العكس تماما: اذا ذهبوا الى الانتخابات فسيحصلون على ائتلاف اقل جودة وعدد من المقاعد أدنى مما لدى الليكود الان. فعلى خلفية الوضع الامني، يقول، ليس مفهوما السير الى انتخابات على هيئة البث. ان نطلب من الجمهور التصويت مع أم ضد الهيئة؟ الجمهور لن يغفر لنا ذلك.

 

المؤكد، هو أن رسالة كاتس أعطت ريح اسناد لرفاقه في الليكود. فمعظم اعضاء الكتلة الذين تحدثوا أمس كانوا ضد الانتخابات. وحتى بيتان، يقولون في الليكود، قال في احاديث خاصة انه ضد. اما ريغف، التي عقبت في الصباح باحتقار على اقوال كاتس وقالت: « من يمثل هو على الاطلاق »، في المساء بدت كمن خرج كل الهواء منها. وهي التي ينبغي لها أن تقدم الشروحات. كيف حصل أن واحدة تحترم السبت مثلها، سافرت في السبت الى منزل رئيس الوزراء في موضوع كيف يقال، ليس بالضبط فداء النفس. أم ربما ربها يوجد في منزل رئيس الوزراء؟

 

ومن يمثل كاتس؟ على هذا السؤال تلقت جوابا: هو يمثل معظم وزراء الليكود، كتلة الليكود، مقتلعي الليكود وحتى اغلبية الجمهور الاسرائيلي، الذي يجد صعوبة في أن يفهم ما الذي يريدونه منه. فما هي هذه الهيئة على الاطلاق؟

 

ولكن ريغف هي مجرد رسول. من وجد نفسه في المساء منعزلا تماما (مع نحو مليار ونصف صيني) هو رئيس وزراء اسرائيل. من موقف الحاكم الوحيد مع محفل المستشارين الغريب واللقاء الطواريء في السبت الذي لم نشهد له بديل، تبين أنه في واقع الامر بقي وحيدا.

 

التهور، العاطفية، انعدام العقلانية التي في افعاله، تركته بلا تأييد. فواضح للجميع بان الهيئة ليست هي القصة. وان نتنياهو يركب بالمجان على الهيئة لاسباب شخصية وانطلاقا من مصلحة شخصية. أو كما قال شخص مجرب وفهيم: بيبي لا يرى دولة في العيون، لا يرى الا نفسه.

 

هذا الا اذا كان نتنياهو قصد السير بالدولة الى الانتخابات بسبب التحقيقات. فوجد نفسه أضعف، إذ أن التحقيقات ستتقدم رغم أنفه وهو لا يمكنه أن يمنعها.

 

واذا كانت توصيات لرفع لائحة اتهام – فانه سيكون منعزلا أكثر بكثير. في محاولته التهديد بالانتخابات بسبب الهيئة فقد قدرته على الردع. وقد بات الان يعرف بان اعضاء الائتلاف غير مستعدين لان ينتحروا من أجله. وحتى آريه درعي وضع أمس مسدسا على الطاولة إذ قال ستكون لهذا مضاعفات.

 

ان الدرس الذي تعلمه نتنياهو في اليومين الاخيرين هام بلا قياس. فهو لا يمكنه أن يأخذ جدول أعمال شخصي ويحمله على ظهر الاخرين. فردود فعل كتل الائتلاف واعضاء كتلته لم تدع مجالا للشك: هكذا يتم لمن يحاول اقتياد الناس الى مكان ليسوا معنيين بان يكونوا فيه.

 

كلمات دلالية