خبر ليبرمان يهدد حرية الرأي- اسرائيل اليوم

الساعة 11:13 ص|16 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: درور ايدار

(المضمون: اذا صدرت اقوال استفزازية من قبل أحد ما فهذا أمر طبيعي ويعتبر جزء من الحق في التعبير - المصدر).

 

« من هم هؤلاء؟ »، سألت الملكة أليس في « بلاد العجائب » في اسبانيا، لويس وهي تشير الى اللصوص الثلاثة. « كي لي أن أعرف، هذا ليس شأني »، أجابتها لويس. « الملكة أمرت بقطع رأسها ».

 

بعد أن قتل اسماعيل هنية، كما وعد أن يفعل عندما يصبح وزيرا للدفاع، توجه ليبرمان لعلاج التهديد المناوب: أم المعارك ما قبل العسكرية، مدعيا أن اقوال الحاخام لفنشتاين أضرت بجمهور واسع. صحيح أن طبيعة الحاخام استفزازية واقواله شديدة، لكن من المسلي الاستماع الى انتقاد من قام ببناء جزء كبير من سيرته السياسية على الاقوال التحريضية، وهو يشتكي الآن من « الطابع الفظ » و« الرغبة في التحرش والتحريض ». حتى الآن ليس واضحا ما هو موقف ليبرمان الايديولوجي في أي موضوع باستثناء كراهية العرب. الآن هو يسعى الى امتطاء موجة الحريق الجماهيري بخصوص خدمة النساء العسكرية. كل يوم يتم سماع اقوال صعبة تغضب أحد ما، فيريد الانتقام: قوموا باقالته، قوموا بكم الافواه، وطلبات اخرى مشابهة تصل الى حد الملكة المذكورة أعلاه، إن كل من قال أو فعل شيئا لا يروق لها، يحصل على الامر الحاسم: « قوموا بقطع رأسه ».

 

من الافضل التهدئة. ساحة السوق بحاجة الى اقوال مختلف فيها، النقاش الجماهيري يستفيد من الاقوال الواضحة والمتشددة التي تدفع الجمهور الى التفكير بمبادئه وقيمه ومواجهة الضعضعة حول صلاحياتها. هذه حكمة تبعث على الملل، أن يتم الاستماع الى مواقف في حدود الاجماع. في حينه قمت بالاحتجاج على عدم منح جائزة اسرائيل للبروفيسور يشعياهو ليفوفيتش، رغم أن اقواله المتطرفة حطمت قدرتي على التحمل. كان دور هام لليفوفيتش في وضع النقاش الجماهيري امام التحدي مثل سقراط في حينه في أثينا.

 

الحاخام لفنشتاين قال امور تبعث على الغضب. ماذا في ذلك؟ من اجل ذلك يوجد حكم الجمهور. يمكن الجدال معه بتطرف معاكس. موضوع الخدمة العسكرية للنساء ليس موضوعا دينيا فقط، خلافا للرياح التي تهب في وسائل الاعلام، فان الجدل حوله لم يحسم وهو يستمر بشكل جريء في مواقع اخرى، بين خبراء الجيش والاطباء والباحثون في الجسم والجهد وما شابه. لا يمكن حل هذا الامر بقرار حاسم لصالح الخدمة الكاملة للنساء، فقط لان الاستقامة السياسية تطلب ذلك. هكذا لا يتم السعي الى الحقيقة ولا يتم التوصل الى تفاهمات شاملة.

 

يجب معارضة محاولة كم الافواه. لا يوجد موضوع غير خاضع للجدل. حرية التفكير وحرية الرأي تم وضعهما بالتحديد من اجل المواقف التي تغضب الآخرين. هكذا كتبت هنا عن حق حنين الزعبي في التحريض ضدنا. حادثة الحاخام لفنشتاين بارزة لأن من يريد اغلاق فمه هو القسم السادي الليبرالي الذي يتحمل الاقوال المتطرفة ضد مؤيدي الليكود والمتدينين والمستوطنين والحريديين، أو أقوال العرب ضد الدولة. مرة تلو الاخرى يتبين ان الليبرالي الاسرائيلي البسيط مستعد للموت من اجل حقنا في التفكير مثله.

 

إن تهديد وزير الدفاع بالحاق الضرر بالمعهد الذي يسبق التجنيد هو أمر يبعث على الغضب بشكل مضاعف. فهو يتدخل أولا بحرية الكلام والتعليم ويضر بالديمقراطية. ثانيا، هو لم يتحول فعليا الى مدافع عن الاستقامة السياسية، بل يقوم بملاءمة اقواله مع جمهور المصوتين الذين يوجدون في الوسط الوهمي، وفي الطريق يحصل على نقاط ممن يعارضون الاستيطان.

 

ثالثا، عشر سنوات اخرى لليبرمان في وزارة الدفاع لن تجعله يقارن اسهامه مع اسهام المعهد ما قبل التجنيد لأمن اسرائيل.

 

هذا المعهد الموجود في عاليه لا ينتمي الى حزب اصولي، بل هو ذخر اسرائيلي. ونأمل أن يكون اليمين في اسرائيل قد تعلم الدرس في موضوع ليبرمان.

 

 

 

كلمات دلالية