خبر دونالد ترامب يريد صفقة- يديعوت

الساعة 10:28 ص|15 مارس 2017

فلسطين اليوم

اللوثة الاسرائيلية – الفلسطينية لدى ترامب

بقلم: اورلي أزولاي

(المضمون: ترامب غير القادر على أن يقرأ وثيقة استخبارية فيها أكثر من تسع فقرات غير معني بالتفاصيل، بالتاريخ، بالتعقيدات وبمشاعر ابناء المنطقة. حلمه ان يرى ابراجا تزدهر على جانبي الخط الاخضر، مع نوافير مياه وبلاط رخام. هذا ما يعرفه - المصدر).

واشنطن. لساعة طويلة تابعت أمريكا بالتصفيق عرض ترامب، الذي القى خطابا أمام مجلسي الكونغرس ونجح في اخفاء الدونالد جيدا. صحيح أنه تحظم معظم الوقت عما يحبه كثيرا، عن نفسه، غير أنه استرق هنا وهناك بضع جمل سوية ومتصالحة عن الحاجة للعمل معا والتعاون، مما جعل حتى أشد منتقديه في « الاعلام المعادي » يشيرون بانفعال بان هذا كان اليوم الذي تحول فيه ترامب ليصبح رئيسا مسؤولا ومكبوح الجماح.

كانت هذه ليلة سعيدة في العاصمة الامريكية، من اليمين ومن اليسار كان للحظة احساس من سمو الروح استقبالا لوعد ما. ولكن ما أن طل الصباح، حتى تبددت مع الظلام ذرات الأمل. فقد استيقظ دونالد العظيم من جديد لصباح من التغريدات العصبية. وبعد وهم لحظي بأن الزعيم هدأ، كان بوسع معجبيه أن يتنفسوا الصعداء: فقد عاد دونالد للركل، اتهم اوباما بانه تنصت عليه في الانتخابات، واصل شتم وسائل الاعلام وعاد مرة اخرى للسير في أروقة الحكم الذي يدور في دوائر من الجنون، الاكاذيب وعالم الحقائق البديلة.

في ظل هذه الفوضى، في موضوع واحد بالذات، يتعلق بنا، يجري في البيت الابيض وكأنه في فقاعة عمل شامل: كيف تعاد اسرائيل والفلسطينيون الى طاولة المفاوضات وتجسيد التطلع العظيم لترامب لتحقيق تسوية سلمية تاريخية تصدح في المنطقة وفي العالم كله. وكمن تلبسه هوس دخل الى الموضوع، ربما بسبب أن أسلافه فشلوا وهو يريد أن يري بانه هو وحده – دونالد العظيم – يستطيع.

في قنوات سرية وطرق التفافية يدير ترامب مفاوضات مع السعودية، التي يرى فيها دولة أساس أيضا لخلق جبهة سنية أمام ايران. اوباما جاء الى الموضوع انطلاقا من احساس بالرسالة، مع فكر، تطلع الى العدالة ومع مثل عليا: أراد أن يضع حدا للمعاناة الفلسطينية وانقاذ اسرائيل والحفاظ على مكانتها كدولة يهودية ديمقراطية. في اسرائيل رأوا فيه مقتلعا. اما الان، امام نشاط ترامب، فمن المتوقع لليمين الاسرائيلي ان يتوق له. لان اوباما جاء الى الموضوع ببرودة اعصاب

زعيم يبحث عن حل فيما يهرع ترامب عديم الراحة بشكل ليس واضحا بما يكفي لماذا تلبسته اللوثة بالذات في هذا الموضوع، حين لا يزال لم يبدأ بعد بجمع حطام امريكا الممزقة.

ينظر ترامب الى خريطة الشرق الاوسط بعيون العقاري: فهو سيعيد التقسيم في الضفة الغربية، اجراء مساحة للاراضي، ترسيم الحدود، وهو الذي سيقوم بقص شريط الافتتاح. الرجل غير القادر على أن يقرأ وثيقة استخبارية فيها أكثر من تسع فقرات غير معني بالتفاصيل، بالتاريخ، بالتعقيدات وبمشاعر ابناء المنطقة. حلمه ان يرى ابراجا تزدهر على جانبي الخط الاخضر، مع نوافير مياه وبلاط رخام. هذا ما يعرفه.

دبلوماسيون في واشنطن، كانوا مشاركين من خلف الكواليس، أرشدوا أبو مازن قبيل حديثه الهاتفي مع ترامب: لا تناكفه، لا تجادل ولا تتجرأ على الشكوى من أنه في جانب نتنياهو. كل ما يريده هو ان يتلقى الحب والامتنان، لانه دونالد المحبوب. وطبق أبو مازن، فاذا بالمكالمة تنتج أيضا تفاهما ودعوة الى البيت الابيض.

في الايام القريبة القادمة ستتواصل أعمال جس النبض، حين يكون الميل هو الشروع بخطوة لامعة تتمثل بمؤتمر اقليمي. والصيغة التي ستسمح بذلك وفقا لفرضية العمل في البيت الابيض هي ان ينتزع ترامب من نتنياهو موافقة على الا يبني مستوطنات جديدة، يعطي أبو مازن وعدا بان السفارة الامريكية لن تنتقل الى القدس، يمنح السعودية، مصر والاردن مكانة لاعبين شركاء ويحاول عمل ما يؤمن بانه ممكن – تحقيق اتفاق سلام.

لماذا يراهن ترامب بالذات في هذا الموضوع؟ لانه بحاجة الى انجاز في مجال السياسة الخارجية، وليس لانه يهتم حقا. يريد صفقة عظمى، وقد جاء اليها عديم المشاعر. فبالنسبة له الفشل يعني جرح نازف في أناه. وهو لن يسمح لهذا أن يحصل. سيحاول أن يثني ليس فقط ابو مازن بل ونتنياهو أيضا. إذ مثلما تعلم في عالم الاعمال « لا تنزيلات للاصدقاء ». اما نتنياهو، الذي لا يستطيع ولا يريد، فسيحاول جر الوقت إذ انه يعرف بانه عندما لا ينجح شيء ما لترامب حسب طريقه، فانه يدير الظهر ويتوجه للبحث عن دمية أخرى. رغم أن البيت الابيض يريد جدا، من الصعب التصديق بانه حانت الساعة التي يسمع فيها في المنطقة رفيف أجنحة التاريخ.

 

 

كلمات دلالية