خبر خفض نسبة الحسم -هآرتس

الساعة 10:14 ص|14 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: يجب خفض نسبة الحسم في الانتخابات القادمة كي تكون هناك احزاب صغيرة اخرى، لا سيما في الوسط العربي - المصدر).

 

عندما أقول إنه يجب خفض نسبة الحسم، يسألني اصدقائي اذا كنت قد جُننت. ألا تعرف أن جذور الازمة السياسية المتواصلة في اسرائيل تكمن في زيادة عدد الاحزاب في الكنيست – يسألون – اسرائيل بحاجة الى حكومة مستقرة، لذلك علينا تقليص عدد الاحزاب في الكنيست.

 

يجب علينا التفكير في هذا الادعاء. في آذار 2014 سنت الكنيست قانون رفع نسبة الحسم الى 3.25 في المئة، بذريعة أن هذا الامر سيزيد الاستقرار السياسي. والنتيجة هي حكومة ضيقة تعتمد على اغلبية بسيطة من 61 عضو كنيست. هكذا نجح افيغدور ليبرمان في نهاية الامر في تحقيق هدفه، وأصبح وزيرا للدفاع من خلال توسيع الائتلاف الى 66 عضو كنيست. السياسة ليست حساب جبر، يصعب التنبؤ بنتيجة التغيير في الدستور، وهذا ينطبق ايضا على من يعتبرون انفسهم خبراء في هذا. لم يكن من المبالغ فيه الادعاء أن تغييرا كهذا يتطلب فحصا اساسيا للتأثير المحتمل وتأييد أكثر من اغلبية بسيطة. يجب أن يعكس ذلك اتفاقا واسعا يشمل عددا من احزاب المعارضة.

 

هذا لم يحدث عندما تم رفع نسبة الحسم في المرة الاخيرة. ولم يحدث ايضا في العام 1992 عندما صادقت الكنيست على قانون الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة، وتم عرض القانون كدواء لجميع المشكلات السياسية الاسرائيلية، وترافقت معه حملة مكثفة جندت تأييد الجمهور الواسع. وكان عضو الكنيست امنون روبنشتاين شخصية بارزة في هذه الحملة، وهو بروفيسور في القانون الدستوري وحاصل على جائزة اسرائيل. يبدو أنه لا يمكن طلب توصيات أفضل.

 

القانون الذي شمل أحد البنود الاساسية التي نجحت بفارق صوت واحد، تبين أنه فشلا ذريعا وأدى الى ضعف الحزبين الكبيرين – الليكود والعمل – وزيادة قوة الاحزاب الصغيرة وعدم الاستقرار في السياسة البرلمانية. وعندما اصبح الفشل واضحا للجميع بعد تسع سنوات تم الغاء هذا القانون وعادت اسرائيل الى الانتخابات الكلاسيكية. والدرس الذي كان يجب استخلاصه من ذلك هو أن التغيير في العملية الانتخابية يجب أن يتم بشكل حذر.

 

إن تأثير زيادة نسبة الحسم وجد التعبير عنه في الوسط العربي. وخشية الاحزاب من عدم تجاوز نسبة الحسم جعلت الاحزاب العربية الثلاثة تتوحد في قائمة مشتركة. ويمكن القول إن هذه الاحزاب لا تعبر عن الاغلبية في الوسط العربي، لكن بالنسبة للناخب الاسرائيلي العربي ليس هناك امكانية للتعبير عن أولوياته.

 

كثير من المواطنين العرب في اسرائيل يؤمنون بالاندماج في المجتمع الاسرائيلي. أما الاحزاب العربية المتطرفة فهي لا تتفق معهم، وبدل الاندماج هي تطلب الفصل والمواجهة والاعتماد على أعداء الدولة. ومثال جيد على هذا الصراع هو الموقف من الخدمة الوطنية، حيث يعارضها اعضاء القائمة المشتركة، في الوقت الذي يزداد فيه عدد المتطوعين العرب لهذه الخدمة كل سنة.

 

لمن سيصوت العرب الذين يؤمنون بالاندماج في الانتخابات القادمة؟ اذا كانت نسبة الحسم كما هي الآن، سيحتاجون الى الاختيار بين القائمة المشتركة والامتناع عن التصويت. ومن شأن خفض نسبة الحسم أن يشجع على اقامة حزب عربي معتدل يمثل مصالح المواطنين العرب الساعين الى الاندماج في المجتمع الاسرائيلي. وقد تكون هذه خطوة هامة في مسيرة الاندماج وايجاد التقارب بين العرب واليهود.

كلمات دلالية