خبر المؤتمر الإقليمي فشل معروف مسبقا- يديعوت

الساعة 11:42 ص|12 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: جلعاد شارون

« أعطوه ماء، أعطوه ماء » – يمكن أن نسمع هذا النداء الغبي في كل مرة يصطدم به الناس بحالة طوارىء لا يعرفون كي يعالجونها. مثلا، حين يستلقي احد ما فاقدا الوعي ومن شأن الماء « ان تغرقه ». وبنفسي منعت عصبة من ذوي النوايا الحسنة من سقاية الماء لرفيقهم الذي اصيب بجراح شديدة في حادثة طرق وكان لا بد سيختنق بها. « الماء » اذا كان لاحد ما كسر، « الماء » اذا كانت تطلق صواريخ على اسرائيل. ماء، ماء بسرور، لكل مشكلة هي الحل، اكثر مما ستساعد المحتاج فانها لتساعد المقترح العبقري.

  أتذكر ذلك في كل مرة أسمع فيها الاحاديث عن مؤتمر اقليمي. عندما لا تكون لاحد ما أي فكرة ويريد أن يقول شيئا يبدو ذكيا، حلا عاما يغلق له زاوية هذه المشكلة مع اولئك الفلسطينيين، فانه يطلق شعار المؤتمر الاقليمي وكل شيء على ما يرام.

  ماذا سيحصل حقا في مؤتمر كهذا، اذا ما انعقد لا سمح الله؟ سيجلس هناك مندوبو دول عربية الى جانب الفلسطينيين، فمن سيدعمون بالضبط؟ هل سيدعون الفلسطينيين للاعتراف بحق اليهود في دولة قومية خاصة بهم؟ هل سيوضحون للفلسطينيين بان لمئة سنة ارهاب يوجد ثمن؟ وان ما كان بوسعهم ان يحصلوا عليه قبل 70 سنة ولم يكن يكفيهم، لم يعود بوسعهم ان يحصلوا عليه بعد حرب الاستقلال وما كان في ايديهم ولم يكفيهم قبل 50 سنة، بات ضائعا بعد حرب الايام الستة، وما لم يوافقوا على تلقيه من باراك ومن اولمرت لم يعد بوسعهم أن يتلقوه؟ هل سيشرحون للفلسطينيين بان للرفض ثمنا؟ وان الشكل الذي اداروا فيه شؤونهم بأنفسهم في غزة يؤثر على ما سيحصل في يهودا والسامرة، إذ انه لا يمكن الاعتماد عليهم، وانه اذا لم نكن نحن نتواجد على الارض فانها ستتحول الى دولة ارهاب؟ الى من سيوجه ضغط الدول العربية؟ ممن سيطالبون، كما يظهر في المبادرة السعودية، تلقي « اللاجئين » الفلسطينيين؟ ومن سيتهمون حين يفشل المؤتمر؟

          لا حلا الان، ولن يجدي نفعا أي سبيل يحاولون الوصول به اليه- محادثات مباشرة على اتفاق دائم، مؤتمر اقليمي، او أي ابتكار آخر. هذا لن يحصل. الاتفاقات، اذا ما كانت ستستغرق الكثير من الوقت، وفي هذه الاثناء، فضلا عن الهدوء لا نطلب شيئا ولا نعطي شيئا.

          واضافة الى ذلك، دوما يوجد في الخلفية حل منطقي، لن يحبه الملك، ولكن ما هي مصلحة شخص واحد مقابل مصلحة العموم؟ « ضفتان للاردن »، هذه لنا وتلك للجار. ثلاثة أرباع بلاد اسرائيل الانتدابية توجد شرقي نهر الاردن، واذا ما اعلنت هناك دولة فلسطينية فسنكون معفيين من الحاجة الى التفاوض مع العصبة الفاسدة للسلطة الفلسطينية. فهم لن يشكلوا بعد اليوم أي جهة، وستنتهي « صناعة السلام » عديمة الغاية، التي ترزق غير قليل من الآكلين بالمجان والمشهرين بنا. ستكون لهم هناك دولة، وسيتمكنون من الترشيح والانتخاب للبرلمان الذي في عمان، تماما مثلما كان في حينه في عهد الحسين، وهذا لم يكن منذ زمن بعيد.

كلمات دلالية