خبر معجزة مزدوجة – هآرتس

الساعة 11:34 ص|12 مارس 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أمير أورن

الكثير من الاسرائيليين والفلسطينيين احتفلوا في هذا الاسبوع بفوز برشلونة على باريس سان جيرمان في دوري الابطال. مفهوم واحد تكرر وهو الانتقال من اليأس الى الأمل: معجزة. إلا أنه ليس كل المعجزات متشابهة. معجزة مثل الزيت أو الخبز والسمك للمسيح تفيد المحتاجين دون الاضرار بالآخرين، أما معجزة مثل معجزة الخروج من مصر فهي مقرونة بثمن باهظ، فرعون وجنوده، ومعهم الخيول التي غرقت في البحر دون ذنب.

حسب قانون الحفاظ على المعجزة، فان فوز برشلونة هو كارثة باريس بان جيرمان. انبعاث اسرائيل هو نكبة فلسطين. لذلك فانه في السياسة السليمة اذا لم يكن في الرياضة التنافسية، فان الحكمة كلها هي التعالي على ألعاب الطرف الفائز والطرف الخاسر والسعي الى التعادل الايجابي، الذي هو فوز مشترك. هذه هي المعجزة الحقيقية، وليس المعجزة الأحادية، العلم القومي الوحيد لجابوتنسكي، بل معجزة مزدودة.

          إن فرصة ذلك توجد الآن في 2: صفر، نتاج هدفين ذاتيين في دوري دونالد ترامب وسفارته في اسرائيل. مع تنصيبه رئيسا بقي ترامب عالقا في ورقتين للعملة موقعتان منذ الحملة الانتخابية – التعهد بنقل سفارة امريكا الى القدس والالتزام بمكافأة ديفيد فريدمان باحترامه وتعيينه سفيرا. وبعد لحظة سيكود فريدمان مسروروا وترامب لن يكون مسرورا، لأنه اذا امتنع عن نقل السفارة سيتم المس بمصداقيته، واذا عمل على نقلها فهو سيتعرض لمشكلات اقليمية.

          الادارات الامريكية على مر الاجيال تتمثل بأربعة كيانات منفصلة ومختلفة، بين البحر والنهر: اسرائيل، القدس، السلطة الفلسطينية وغزة. القنصلية العامة في القدس، المسؤولة عن السلطة الفلسطينية وعن المستوطنات وعن الاتصالات مع بلدية القدس، تخضع بشكل مباشر لوزارة الخارجية في واشنطن، وليس للسفارة في تل ابيب (التي تقوم ايضا بعلاج غزة ولكن عن بعد منذ سيطرة حماس هناك). فريدمان الذي هو خارج سلسلة القيادة التابعة للقنصل العام في القدس دونالد بلوم، لا يمكنه منع موظفي العلاقات الخارجية في القنصلية من ارسال برقيات متعكرة حول الوضع في الساحة. واذا تم الحفاظ على شروط المراسيم والحدود، فسيرى في المقابل المستوطنة المحببة عليه في بيت إيل، لكنه لن يصل اليها. المغزى الرمزي السلبي لوضعه في اسرائيل سيكون له في الساحة تعبير ضعيف.

          إن طرح موقع السفارة الامريكية خارج القدس كلب المشكلة، هو أمر خاطيء في أساسه، اعتمادا على قرار التقسيم من كانون الثاني 1947، فان تنكر واشنطن ليس فقط لكون المدينة عاصمة اسرائيل، بل ايضا بسبب رفض أسرلتها. هذا الواقع الذي سبق حرب الايام الستة بعقدين ووصول الجيش الاسرائيلي الى شرقي المدينة والى الضفة الغربية، لم يتغير منذ ذلك الحين، بالضبط مثلما أن ضم الشطر العربي للقدس وضم هضبة الجولان لم ولن يتم الاعتراف به.

          في نهاية الثمانينيات في الدورة الثابتة للسياسة الامريكية تم الاعلان بشكل احتفالي وبمباركة الادارة الامريكية والكونغرس أن السفارة ستنتقل قريبا الى القدس. وقد طلب السفير توماس فيكرينغ نقل مبنى السفارة من المبنى المعرض للارهاب الى هرتسليا قريبا من منزل السفير. وتم الحصول على ميزانية لهذا الامر. وقد تصادمت المبادرتان وتدخلت بلدية تل ابيب وتم التوصل الى حل وسط هو تجميد الوضع وعدم الانتقال الى هرتسليا أو الى القدس.

          في الوقت الحالي، وكدبلوماسي متقاعد، يقترح فيكرينغ على ترامب طريقا للخروج من التعهد: إحداث التوازن، مقابل نقل السفارة الى غربي القدس اقامة ممثلية لفلسطين في شرقي القدس. لكن هذا الحل قليل. من الافضل الجرأة واقامة مبنى شامل للممثليات الامريكية بين البحر والنهر مع لافتات ومداخل قريبة للاسرائيليين والفلسطينيين. ارمون هنتسيف أو أبراج ترامب. التعايش، معجزة مزدوجة، كمقدمة للقدس الكبرى مع بلدية مشتركة للطرفين.

كلمات دلالية