خبر في اليوم العالمي للمرأة.. تعرف على نساء يعملن في المجال الإنساني

الساعة 10:55 ص|08 مارس 2017

فلسطين اليوم

في اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف اليوم الأربعاء 8 من آذار/مارس، سلطت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الضوء على الدور البارز الذي تقوم فيه المرأة من أجل تقديم الخدمات في المجال الإنساني، رغم المخاطر التي تتعرض لها، سيما في مناطق النزاع.

وأبرز تلك النساء العاملات في هذا المجال في اللجنة الدولية على ساحة الأراضي الفلسطينية المحتلة، عدوية بلتاجي 33 عاماً من مدينة الخليل بالضفة الغربية، فتقول:« »في إطار كوني عاملة في المجال الانساني، أقابل أناساً يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية. وكوني امرأة يسمح لي بالاقتراب من الفئات الأكثر ضعفا. يبدو أنهم يتحدثون إليَّ براحة أفضل.  وبالقيام بهذا، أقدر على تحديد ودعم احتياجاتهم الإنسانية. الناس في مجتمعي يعرفونني باسم « امرأة الصليب الأحمر ».

« في مجتمع محافظ مثل الخليل، امرأة تقود الاستجابة الإنسانية هي بادرة جريئة من أجل التغيير. وهو يدل بوضوح على أن المرأة تستطيع أن تفعل نفس العمل الذي يؤديه الرجال، تتواصل مع المجتمعات المحلية وتعتني باحتياجاتهم. أفخر بكوني جريئة من أجل التغيير.

 

 

أما مها صيداوي والتي تعمل على لم شمل العائلات لمدة 20عاماً في مدينة القدس المحتلة، تقول: »عندما أبدأ في العمل على مساعدة امرأة أو طفل بجمع شملهم مع أسرهم بعد سنوات من الانفصال، تنشأ بيننا علاقة خاصة، وأنا أتفهم حالتهم وحاجتهم الماسة لشخص ما أن يأخذ بيدهم لتحقيق حلمهم في التواصل مع أسرهم مرة أخرى. وظيفتي ليست وظيفة عادية. إنها وظيفة من القلب إلى القلب.

لقد جعلت مني وظيفتي قدوة لأطفالي. فهم يكررون دوما كم هم فخورين بي وبالعمل الذي أقوم به، لمساعدة المحتاجين.

جيل اليوم من النساء جيل جيد التعليم، مدرك لحقوقه، ويمتلك الشجاعة للتعبير عن أفكاره. علينا أن نتحدى أية قوالب نمطية تقيدنا أو تضع لنا حدوداً. انها مسؤوليتنا أن نلاحق أحلامنا.«

فيما أماني محمد طاهر محمود من مدينة طولكرم بالضفة الغربية 53 عاماً، وتعمل مساعدة في برنامج الزيارات العائلية، برنامج تديره اللجنة الدولية للمعتقلين في السجون »الإسرائيلية« . تقول: » « العمل مع اللجنة الدولية على مدى السنوات 28 الماضية، جعلني من الأشخاص المعروفين محلياً.

في بلدتي المحافظة، قد تعبس بعض الوجوه تجاه امرأة تعمل في المجال الإنساني. فعليك أن تكوني قوية وأن تثبتي نفسك باستمرار.

عائلتي فخورة بي وبإنجازاتي ولأنني تحديت قواعد مجتمعنا المحافظ. العمل في المجال الإنساني يمكن أن يكون متعب بعض الشيء.

فالأشخاص غالباً ما يفرغون معاناتهم وإحباطهم وأحزانهم عليّ وعلى زملائي.

أحمل على عاتقي تخفيف جزء من تلك المعاناة، والاستماع والمساعدة إلى أقصى حد ممكن. وفي المقابل، أشهد فرح وسعادة عندما يتمكن الآباء والأمهات والزوجات والأطفال من رؤية أحبائهم. وهذا يسعدني دائماً. »

وفي مدينة غزة، تعمل الموظفة غادة زيدان 41 عاماً في دائرة الصحة النفسية. تقول:« »أعمل لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة في برنامج الصحية النفسية الذي يُركز على ذوي البتر.

عملي في المجال الإنساني حرروني من أعباء النزاع السياسية. فمن خلاله، أساعد كل من يحتاج المساعدة، بغض النظر عن دينه أو ثقافته أو جنسيته أو معتقداته.

وقد غيّر هذا العمل أولوياتي في الحياة بعد رؤية هذا الكم من البؤس.

أدرك أنني لست هنا من أجل عائلتي ونفسي فقط بل لدي دور أكبر في هذه الحياة، وهو مساعدة الآخرين.

زوجي وأطفالي يدعمونني دوماً وهم فخورون بما أقوم به. فابنتي تدرس الطب وتحلم بأن تعمل في العمل الإنساني في يوم من الأيام.«

وفي نابلس، تعمل نانا أحمد خليلي، وتجلب الفرح للناس في إطار برنامج الزيارات العائلية في السجون الإسرائيلية. تقول: » « منذ أن بدأتُ العمل مع اللجنة الدولية في عام 1987 وانا أتعامل مع المرأة المستضعفة.

من تجربتي، غالباً ما تفضل النساء التعامل مع نساء أخريات لأنهن يشعرن بالراحة والطمأنينة للحديث عن همومهن مع نساء. عدا عن ذلك، في مجتمع محافظ كمجتمعنا النساء يمكنهن التواصل بشكل أسهل مع النساء.

عملي مهم جداً بالنسبة لي وهو جزء لا يتجزأ من هويتي. العمل في المجال الإنساني صقل شخصيتي وعزز ثقتي. كما أثر على حياتي الشخصية وعائلتي. فأولادي يتعاطفون بشكل أكبر مع الضحايا والمحتاجين. الاحترام الذي أحصل عليه من الرجال والنساء يشجعني.

إذا ما أتيحت لهن الفرصة، ستتمكن النساء من تغيير العالم إلى مكان أفضل. ولكي يحدث ذلك، يجب أن تتوقف جميع أشكال العنف ضد المرأة، ويجب مواصلة السعي لتحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين. »

وفي مدينة رام الله بالضفة الغربية، تعمل سهى مصلح، 54 عاماً، مديرة مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في رام الله. وتقول:« إن العمل في المجال الإنساني أثّر إلى حد كبير على حياتي وتوجهي في الحياة. كما جعلني أرى الإيجابية في كل شيء تقريباً، ».

وأضافت: « انضممتُ للجنة الدولية كمساعدة قبل نحو 33 عاما. واليوم، أنا فخورة بأن أكون مديرة مكتب رام الله.

وكانت الشجاعة والنزاهة والصبر هي المكونات الرئيسية على طول الرحلة. وأعتقد أن النساء قياديات بالفطرة. والعيش في مجتمع أبوي لا شك يُصعب على المرأة أن ترقى إلى كامل إمكاناتها. ولحسن الحظ، التغيير يلوحُ في الأفق وتجد النساء المزيد والمزيد من الفرص.

ولكننا لسنا هناك بعد. يجب أن يبدأ التغيير من الداخل. على الآباء والحكومات وأرباب العمل، العمل جميعاً لتمكين المرأة وتمهيد الطريق من أجل عالم أكثر عدالة. »

كلمات دلالية