خبر متى تتحرر المرأة في بلادنا ؟.. عبد الرحمن شهاب

الساعة 06:38 ص|08 مارس 2017

فلسطين اليوم

كلما فكرت في هذا السؤال اتذكر باننا نعيش قبل التاريخ ، تاريخ الجاهلية الاولى، تاريخ وأد البنات، تاريخ قتلها لان قريب اراد لها ان تسقط بين يديه فاستعصمت ، تاريخ شيخ يخشى الافصاح بان كل اللواتي رجمن على طول اربعة عشر قرنا لم يكن ذلك من الاسلام ،وتاريخ مفكر لم يستطع ان يعلن قناعته بان فكرة بيت الطاعة فكرة استبدادية ، وتاريخ قضاء لا يستطيع ان يشرع للمرأة بان ترد الاعتداء اذا الزوج لطمها ،وتاريخ خطيب كلما صعد المنبر ذكرنا يتواضع عمر في « اصابت امرأة واخطأ عمر » ولا يعلم انها هي التي سمع الله جدالها للنبي فانزل حكما يعزز موقفها ، ولذلك خضع لقولها عمر، فليس تواضع من عمر بل خضوعا لصوابها ، وتاريخ لغة تسمي ناظرة المدرسة القوية رجلا كي يحول بينها وبين انوثتها اذا اكتشفت طاقتها ، وتاريخ سياسي ناكف اخر في يوم المرأة كي يعوض عن ضعفه الدفين عند فراشه ، وتاريخ مدير يسرق عرقها لينفقه في اسفاره ،ويحرمها من راحة كي لا يتعب ذكوره ، وتاريخ مؤسسة تحمل اسمها وتخضع للسيد مثلها ، وتاريخ دعوة زفاف تعد عارا اذا تضمنت اسمها .

كلما فكرت في هذا السؤال ، ايقنت ان ثقافة كالجبال يجب ان تزول ، وشيخ لا يرى المرأة الا في رضاع الكبير يجب ان يغيب ، وتحرق اسفار عالم يتردد في اعلان قناعته عن كل حقوقها، وتغلق محكمة شرعية تكتب ما لم يقله الله ورسوله عند زواجها وعند طلاقها ، والاهم عندما تدرك المرأة ان تحررها لا يعني عارها وان زواجها ليس حكرا لوليها ولا شرفا لأبيها، وان مهرها قرارا لها ان شاءت اخذت وان شاءت تركته ، وان شقيقها وابيها وابن عمها ليسوا آلهة تعبدهم من دون الهها .

كلمات دلالية