خبر مديرة سابقة في « الموساد »: « إسرائيل » غير قادرة على إضعاف إيران وحزب الله

الساعة 05:13 م|06 مارس 2017

فلسطين اليوم

رأت المديرة السابقة لوحدة الأبحاث في جهاز الموساد « الإسرائيليّ »، سيما شاين، أنّ التوتّر في العلاقات الإيرانيّة-الأمريكيّة تصاعد منذ دخول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، لافتةً إلى أنّ الإدارة الجديدة تسعى لإفهام طهران بأنّها لم تمرّ مرّ الكرام على خطوات إيرانيّة استفزازيّة كما كان الحال في حقبتي الرئيس السابق باراك أوباما، على حدّ تعبيرها.

وتابعت قائلةً إنّ الرئيس الإيرانيّ، حسن روحاني، ليس معنيًا بتصعيد الأمور مع واشنطن، لأنّه يخشى أنّ من شأن ذلك، أنْ يُقوّي المعسكر المحافظ في الجمهوريّة الإسلاميّة، علمًا أنّه سيخوض الانتخابات الرئاسيّة للمرّة الثانيّة في شهر أيّار (مايو) القادم.

وبحسب الدراسة التي نشرتها شاين على موقع مركز أبحاث الأمن القوميّ « الإسرائيليّ »، التابع لجامعة « تل أبيب »،  فإنّ الإدارة الجديدة في واشنطن تسعى لتغيير قواعد اللعبة مع إيران، والتي تشمل تقليل تأثيرها الإقليميّ، ولكن دون الانجرار إلى مُواجهةٍ عسكريّةٍ، ومن دون أنْ تقوم إيران بالردّ على ذلك، أيْ أنّ واشنطن تسعى لتعزيز قوّة ردعها أمام إيران.

ومن أجل تطبيق هذه الإستراتيجيّة، أضافت الباحثة « الإسرائيليّة »، فإنّ « الإدارة الأمريكيّة تُواجه عوائق كثيرة، الأمر الذي يجعلها بعيدة المنال، في ظلّ التعقيدات والتركيبات في الوضع بالمنطقة، وهذه العوامل تتطلّب ردًا ليس موجودًا لدى الإدارة الأمريكيّة الجديدة »، بحسب وصفها.

بناءً على ما تقدّم، شدّدّت شاين، على أنّ واشنطن وطهران ليستا معنيتين بأنْ يتصاعد التوتر بينها ويقودهما إلى نزاعٍ مسلحٍ، ولكنّها مع ذلك أشارت إلى أنّ التوتّر في التصريحات بين الطرفين من شأنه أنْ يُفهم لدى الطرف الآخر بأنّه نواة لعدوانٍ.

ووفقًا لها فإنّ المباحثات بين « تل أبيب » وواشنطن حول الموضوع الإيرانيّ يجب أنْ تتركّز على النقاط التالية للوصول لتحقيق الأهداف المبتغاة من الدولتين: « تغيير سياسة إيران في الشرق الأوسط، منع تآكل العقوبات المفروضة على إيران، والتي يشملها الاتفاق النوويّ الذي تمّ التوقيع عليه بينها وبين مجموعة دول (5+1) »، وشدّدّت على أنّ الدمج بين عوامل الردع من جهة وبين الانفتاح من الجهة الأخرى، سيؤكّد للرئيس الإيرانيّ روحاني، أنّه سيكون المُستفيد الأكبر من عدم كسر قواعد اللعبة الجديدة مع إدارة ترامب، على حدّ قول شاين.

علاوة على ذلك، لفتت إلى أنّه في السنة الأخيرة شهدنا تقاربًا خارجًا عن المألوف بين إيران وروسيا، مُضيفةً إنّ هذه التطورات تُساهم في تقوية مكانة إيران كلاعبٍ مركزيٍّ في الشرق الأوسط، وكطرفٍ له دور مهم في أيّ اتفاقٍ مستقبليٍّ في سورية وفي العراق.

وبحسبها فإنّ « النتيجتين المترتبتين عن هذه التطورات، تصاعد قوة إيران وحزب الله، والمس بمحور الدول السُنيّة بقيادة السعودية التي تحاول كبح نفوذ إيران، تتعارضان مع مصالح إسرائيل ». وأشارت أيضًا إلى أنّه ظاهريًا شهدت السنوات الأخيرة تقاربًا مهمًا في علاقات « إسرائيل » مع روسيا.

لكن، استدركت متسائلةً، هل يدل هذا الواقع على تطابق في المصالح في ما يتعلق بقضايا أساسية تتعلق بالأمن القومي في « إسرائيل »؟ وردّت قائلةً: حتى الآن يتضح أنّ مصلحة روسيا هي تقوية النفوذ المستقبليّ لأعداء « إسرائيل »، إيران وحزب الله في سورية والعراق ولبنان.

وأضافت أنّ « هذه التطورّات تحدث في ظروفٍ مريحةٍ بصورةٍ خاصّةٍ لروسيا وحلفائها في المنطقة، فالولايات المتحدة ليست مهتمةً بتعميق تدخلها في المنطقة، وهي مستعدة للقبول ببقاء الرئيس السوريّ، بشّار الأسد وزيادة تدخل روسيا في المنطقة شرط مساهمتها في القضاء على »داعش« ، أمّا تركيا التي تتخوف من انعكاسات تفكك سورية والعراق على موقع الأكراد، فإنّها مستعدة هي أيضًا للقبول ببقاء الأسد وتزايد قوة إيران وروسيا ».

بالنسبة للسعوديّة، قالت شاين، فإنّها « تنظر بقلقٍ إلى تعاظم قوة ما أسمته بالمحور الشيعيّ، لكن باستثناء الاستمرار في تقديم السلاح والمال إلى أطراف المعارضة في سورية، فإنّها غير قادرة على تغيير التوجه، كما أنّ الدولة العبريّة لا تستطيع التأثير في اتجاهات الأحداث ».

بناءً على ذلك، خلُصت شاين إلى القول إنّ إن استمرار الحوار مع روسيا أمر مهم ويجب تطويره على الرغم من التعارض في المصالح، واحتمالات التعاون مع الدول العربيّة السنيّة يمكن أنْ يبدو أقّل جاذبيةً إذا ضعف الـ« محور السنيّ » في مواجهة الـ« محور الشيعيّ »، وفي مواجهة هذا كلّه، فإنّه من الضروريّ لـ « إسرائيل » تعزيز الحوار مع الإدارة الأمريكيّة الحاليّة قدر الإمكان، من أجل حماية مصالحها الإقليميّة.

 

كلمات دلالية