خبر باسل الأعرج.. نبض الضفة المقاوِم

الساعة 11:08 ص|06 مارس 2017

فلسطين اليوم

كتب: هيثم أبو الغزلان

« طلّت البارودة والسبع ما طل     يا بوز البارودة من دمو مبتل »

الصور التي نُشرت عقب استشهاد المقاوم البطل باسل الأعرج (31 عاما) من بيت لحم، وتظهر فيها بندقية (M16) وأخرى بنوع (كارلو)، مع خوضه الاشتباك إلى آخر رصاصة ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي يشير إلى جملة مسائل أهمها حيوية الشعب الفلسطيني، خصوصًا في الضفة المحتلة وإصراره على مواصلة مقاومته وجهاده ونضاله ضد الاحتلال، واستمرار انتفاضة القدس، والاستمرار على طريق المقاومة التي سطرها أبطال يحتذى بهم: نشأت ملحم، ومهند الحلبي، وعصام براهمة.. وقافلة المجد المستمرة..

إن المحاولات الإسرائيلية لاعتقال الباسل لم تفلح طيلة أشهر عديدة، رغم مداهمة منزله والتضييق على عائلته. ورغم مطاردته من قبل قوات الاحتلال، اعتقلته أجهزة أمن السلطة مع خمسة من المناضلين لمدة ستة شهور، فخاضوا إضرابًا متواصلًا عن الطعام حتى أُطلق سراحهم فاعتقلت قوات الاحتلال الخمسة وظل الباسل مطاردًا ومقاومًا على طريق الشهادة حتى استشهد مقبلًا غير مدبر.

إن رفض الباسل تسليم نفسه للاحتلال وإصراره على المقاومة حتى الرمق الأخير يدلل على استمرار المقاومة بوسائلها المختلفة، ويؤكد المخاوف الإسرائيلية الأمنية من تفجر الأوضاع في الضفة المحتلة. فقد حذر رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية، هرتسي هليفي، من أن الوضع في الضفة ينحو باتجاه التفجر إذا شعر الفلسطينيون بفقدان الأمل. وهو يدرك جيدًا أن هذا الأمل بالنسبة للفلسطينيين يصنعه أبطال أمثال باسل الأعرج وكل المقاومين القابضين على جمر القضية.

لقد عكس الباسل في حركته واحتجاجاته ضد المحتل حيوية الشباب الفلسطيني، فقد كان ناشطًا جماهيريًا تصدّر المظاهرات الشعبية الداعمة لمقاطعة إسرائيل، ومن أبرزها الاحتجاجات على زيارة وزير جيش الاحتلال السابق « شاؤول موفاز » عام 2012، حيث تعرض للضرب من أفراد أمن السلطة وأصيب على إثرها بجراح.

والباسل الشهيد خريج تخصص الصيدلة من الجامعات المصرية، وعمل في مجاله قرب القدس، وعُرف بمقالاته العميقة الداعمة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي والداعية لمقاطعة جميع أشكال الحياة معه في فلسطين وخارجها. ويصفه أصدقاؤه بأنه يتمتع بثقافة واسعة صقلت شخصيته في مخاطبة الشبان والحديث معهم في القضايا الوطنية الفلسطينية.

إن خوض الشهيد الباسل المعركة لنهاياتها ضد جنود العدو يؤكد صوابية خيار المقاومة، وهو دعوة إلى وجوب تعزيز ورفد الانتفاضة بمقومات الصمود والاستمرار، وهو تأكيد واضح على فشل كل الخيارات الداعية للتسوية مع العدو، وضرورة التمسك بالمقاومة والانتفاضة طريقاً للوحدة والعودة والتحرير الكامل..

يصنع شهداء شعبنا الأبرار ملحمة البطولة والفداء، ويكرسون خيار المقاومة بدمهم، ويحفرون بالصخر أن الأرض لا تتسع إلا لشعبنا..

كلمات دلالية