بالفيديو الطفل « كريم » يحفظ القرآن ويلقي دروسا دينية أمام المصلين

الساعة 01:04 م|05 مارس 2017

فلسطين اليوم

طفلٌ لم يتجاوز التاسعة من عمره، تخطى حاجز الخوف من الوقوف أمام جمع غفير من المواطنين.. لم يرتجف جسده أو احمرّ وجهه أو يُتأتأ في الحديث.. ويوقف بكل شموخ وعزة ليلقي خطبة دينية لم تخلو من الاستشهاد بآيات من الذكر الحكيم والسنة النبوية.

الطفل « كريم زهير صيام »، أنعم الله عليه باللباقة وسرعة البديهة وطلاقة اللسان والثقة بالنفس وهي من الصفات الهامة التي يجب أن يتحلى بها الخطيب، الأمر الذي جعله يلقي محاضراته الدينية على الناس دون رهبة.

ولد الطفل صيام في حي الزيتون أحد أحياء مدينة غزة، لأسرة متدينة تربي أبنائها على مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف، وترسيخ حب الوطن، وعُرف بذكائه منذ طفولته، فرغم صغر سنه إلا أنه يحفظ القرآن الكريم كاملاً.

اكتشفت موهبة « كريم » في سن الثامنة من عمره، حين كان شبلاً في مركز تحفيظ القرآن الكريم، ليقرر ذويه بتسجيله في دورة مبتدئة لإعداد الدعاة الصغار، وفوجئ شيخه « أشرف حجاج » بالجرأة التي يمتلكها « كريم »، أثناء إلقاءه خطبة قصيرة أمام لجنة وعاظ من المسجد.

وما أن فوجئ شيخه بجرأة الطفل حتى أفرد له عناية خاصة خلال دورة إعداد الدعاة الصغار، حتى وصلت جرأته لإلقاء خطبه أمام جمع كبير من الناس في المسجد.

وتحدث الطفل « كريم » بأنه كان في بداية الأمر يهاب مواجهة الناس ولكن مع التكرار والتعود أصبح الأمر عادياً، وأردف قائلاً: أطمح لأكون خطيباً وداعية مشهور مثل الداعية العريفي ومحمد حسان« .

ويسعى والده زهير صيام جاهداً لكي يُربي ابنه على موائد القرآن الكريم، منذ نعومة أظفاره لما لها من تأثير على حياته، مضيفاً إن تعلم وفهم الدين الإسلامي له انعكاس إيجابي على الأطفال داخل المنزل وفي الشارع والمدرسة أيضاً.

الشيخ أشرف حجاج الذي يتابع الطفل ويعلمه قال للرواد: أن الطفل »كريم« من أنّجب الطلاب سواءً على صعيد حفظ القرآن، أو على صعيد الخطابة، مضيفاً، يجب على وزارة الاوقاف أن تقدم الامكانيات والاعتناء بهكذا مواهب لما فيه من خير للدين وللمسلمين.

وكان للمسجد الذي تعلم فيه كريم فنون الخطابة وحفظ القرآن فيه، الدور الكبير في تنمية موهبته وصقلها، حيث تتلمذ على يد متخصصين بالشريعة وأصول الدين، وعقد الدورات الفقهية ودورات الأحكام التأهيلية والعليا، وأفرد له عناية خاصة عن غيره من الطلاب في المسجد بتخصيص درس أسبوعي له ليلقي دروسه وخطبه الدينية على المصلين.

وتحدث حسن »أحد المستمعين الدائمين لكريم« : أنه فوجئ بالجرأة التي يمتلكها الطفل »كريم« في أول درس له في المسجد، مضيفاً: أحب الاستماع لدروسه ومتابعتها بشكل دوري، لأن وقوف »كريم« أمام الناس وبهذا السن الصغير دون رهبة وبحركات اليد وبتعابير الوجه الطبيعية يشكل حافزاً كبيراً لنا للاستمرار في الاستماع له.

وزارة الاوقاف والشؤون الدينية أشارت إلى أنها تُفرد عناية خاصة للطلاب الذين يتمتعون بمواهب دينية كبيرة كموهبة »كريم« ، وتعقد لهم دورات خطابة ودورات أحكام وفقه على يد مدربين ومشايخ أكفاء، وتقوم بالعمل على برنامج »الوعاظ الصغار" للاعتناء بالطلاب الذين على شاكلة كريم وتصقل مهاراتهم الخطابية وتنميتها، وتقيم لهم احتفالات تكريم سنوية.



الداعية الصغير كريم صيام

الطفل كريم صيام

كلمات دلالية