بقلم: ايال ليفي
(المضمون: يعتقد عامي أيلون أن الفرصة الاخيرة هي خوض المعركة على الرأي العام قبل أن تصبح الدولة الواحدة حقيقة لا يمكن التراجع عنها. دولة تشبه إما سوريا أو جنوب افريقيا - المصدر).
ما الذي كان سيحدث لو أن عامي أيلون الذي كان قائدا لسلاح البحرية ورئيسا للشباك، فاز على اهود باراك قبل عشر سنوات في الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب العمل؟ لقد خاض الجولة الثانية في المنافسة وخسر. وفي الانتخابات الـ 18 للكنيست في العام 2009 فاز بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة وحزب العمل تراجع الى 13 مقعدا.
منذ ذلك الحين تراجع ايلون عن السياسة التقليدية واختفى من الاستطلاعات، لكنه لم يفقد رغبته في التأثير في العام 2017 ايضا، رغم أن مواقفه تؤدي في احيان كثيرة الى رفع الحاجب في محيطه المحافظ.
« كانت هناك اوقات قلت فيها إن رئاسة الحكومة هي مكان يمكنني التأثير من خلاله، لكني الآن لا أريد ذلك »، قال لي عندما التقينا في منزله في الاسبوع الماضي. « لقد سألوني اذا كنت ملائما للسياسة، وأنا أجبت بلا، لأنني لا أشتاق. القيادة الحقيقية توجد في المجتمع المدني ونحن نبحث طوال الوقت عن القوة لدى الملك. بيبي هو ملك اسرائيل، باراك ملك اسرائيل، كنت أجلس في مركز حزب العمل، وكان الصراخ يفقدني صوابي. أنا لست ملائما لأنني لا اؤمن بالقناعة الادارية وقناعة هذه القوة. لذلك من جهتي حدث شيء رائع. الانقلاب التكنولوجي والشبكات الاجتماعية جعلت القادة شعبويين، والآن هم يقومون بتحطيم الجهات التي تنتقدهم. ولكن نشأت قوة كبيرة ايضا، أنا ألتقى مع شباب صغار، بعضهم رائعين. في دورات الكتائب تنشأ القيادة الحقيقية ».
يوجد لي ختم
عامي ايلول (71 سنة) هو طائر غريب. وهو يعتبر نفسه يساريا، لكن يصعب على اليمين أن يشتمه بعد ماضيه الامني. وهو جنرال احتياط حصل على وسام البطولة.
هل يحزنك ما يحدث لحزب العمل؟
« لم يسبق لي أن كنت عضوا في حزب العمل. كنت رجل حركة العمل. بعد حرب يوم الغفران عندما قتل اصدقاء لي، قلت لقد فهمتكم وقمت بالتصويت لداش خلافا لوالدي ».
هل كان يمكن لداش أن يكون البديل.
« نحن نبحث عن قيادة سياسية في المكان الذي لا توجد فيه. هي موجودة في المجال المدني. أوجدنا اطار سياسي يأخذ القوة من السياسيين. لا توجد لهم قوة. وليكتبوا عشرات رسائل الدكتوراة حول الحكم في عالم شفاف. أنا أقول لك إن لمؤسسي غوغل والفيس بوك قوة أكبر من قوة أي قائد سياسي من حيث التأثير على الرأي العام ».
اهود باراك يريد العود.
أنا لا أهتم بذا الامر. وأدعي أن القائد الذي سيستبدل بيبي قد وُلد. لا أعرف من هو وما إسمه، هذا أقل اهمية، المهم هو ما الذي سيقرأه هذا القائد في الصباح وما الذي سيسمعه في الشبكات الاجتماعية، وأن يعرف أنه اذا فعل ذلك فسيستمرون في انتخابه« .
دراك ايلون أنه لن ينتخب لرئاسة الحكومة أخرجه الى الميدان في محاولة للتأثير من هناك. إنه من مؤسسي حركة »أزرق – ابيض« التي تسعى الى حل الدولتين لشعبين. فهذا الموضوع يشتعل في عظامه.
»الاسوأ هو استمرار الوضع القائم« ، قال أيلون، »كل من له عقل يعرف أن الوضع الحالي سيؤدي الى دولة واحدة لجميع مواطنيها. في هذا الواقع يمكننا الاختيار بين سوريا أو جنوب افريقيا. هل تريدون سوريا؟ لا أعرف اذا كان سيقتل 500 – 600 ألف شخص، لكن هذه ستكون دولة من دول العالم الثالث. اضافة الى ضم ملايين الفلسطينيين في يهودا والسامرة، ولم نحل بعد مشكلة 2 مليون انسان في غزة. في جميع المعايير الاقتصادية سنتراجع. وفي مستوى التعليم والانتاج ايضا. إما أن يكون فصل عنصري على نمط جنوب افريقيا أو سوريا. كما تقول بربارة
توخمان في كتابها « مسيرة السخافة ». هي تأخذ أحداث فوجئت المجتمعات بها من حقيقة انهيارها. كان ذلك واضحا لكل شخص، كتبوا عنه، وفي حالتنا سيكون هذا ضياع الصهيونية« .
هل هناك شريك؟
»لا حاجة الى شريك من اجل خلق واقع الدولتين، نحن بحاجة الى شريك من اجل السلام. أنا أفعل ذلك بصورة بسيطة. لقد نشرنا في حركتنا خطة سياسية. لنفرض أنه لا يوجد شريك، لكن اغلبية الاستطلاعات تفيد بأن 65 – 70 في المئة من الفلسطينيين يريدون الاتفاق. صحيح أنهم يؤمنون بأن الانتفاضة المسلحة هي التي ستأخذهم الى هناك.
« لكن على فرض أنه لا يوجد شريك، وعلى فرض أن رئيس الحكومة يؤمن بهذه الفكرة ويقول دولة يهودية وديمقراطية تحتاج الى اغلبية يهودية. لذلك فان الحدود المستقبلية ستكون ديمغرافية. يوجد لنا ما يكفي من القوة العسكرية لتحديد أمن اسرائيل في الشروط الحدودية التي تضمن هويتنا. معنى الامر أنه في شرقي الجدار الامني لن تكون سيادة سياسية. صحيح أن الشعب اليهودي نشأ هناك ونحن نريد استمرار الحياة اليهودية هناك، لكن الآن في اتفاق سياسي ستكون هذه دولة فلسطينية. المغزى العملي هو أنه في المفاوضات مع الشريك الفلسطيني سنتصرف بناء على حدود 1967، الكتل الاستيطانية ستكون تحت سيادتنا، لكن مقابل تبادل اراضي. المغزى الثاني هو أنه في شرق الجدار يجب تمكين اولئك المواطنين من العودة الى البيت وعمل ذلك كمنتصرين يستحقون التعويض ».
لكنهم لن يرغبوا في العودة.
« حسب الاستطلاعات 30 في المئة يريدون ذلك. وبالتوازي من لا يريدون ذلك سيتحدد مستقبلهم في المفاوضات. نحن لن نستخدم الجيش الاسرائيلي. ولن نكرر الخطأ الذي اخطأناه في
غزة عندما قمنا بالاخلاء بالقوة بدون أفق سياسي وأوجدنا فراغ سمح لحماس بالسيطرة على المنطقة. الجيش سيبقى منتشرا، لكن يحق لاولئك الذين يعرفون أنه في المستقبل لن تكون هناك دولة اسرائيل، بأن يأتوا الى هنا. هكذا نقوم بايصال رسالة للمجتمع الدولي: للمرة الاولى منذ العام 1967 نحن نريد دولتان، ليس بسبب حماس أو الضغط الامريكي. ونبلغ الجانب الفلسطيني: الدولتان هي مصلحة لنا، معكم أو بدونكم. هل تريدون مفاوضات؟ ستكون على أساس خطوط 1967 ».
إنهم لا ينجحون في إزاحة 100كرفان.
« نحن نرسل رسالة للفلسطينيين بأننا نشجع البراغماتيين لديهم الذين هم في تراجع مطلق، أبو مازن في الأقلية. اذا حدثت انتخابات سيتم انتخاب مروان البرغوثي الذي يريد دولتان، لكن من خلال الانتفاضة المسلحة. أو اسماعيل هنية الذي يريد الانتفاضة فقط. اذا رغبنا في قادة براغماتيين يؤمنون بالدبلوماسية يجب علينا التفكير بطريقة مختلفة ».
أي أمن ستحصل عليه؟
« الادعاء الامني غاب في السنة الماضية، وبعد قانون التسوية لم يعد موجودا. أخيرا يسمح لنا عدم الاختباء من وراء الادعاء الامني أو الاخلاقي. 70 في المئة من الاسرائيليين يريدون دولتان، لكن المجتمع يقاد من قبل متطرفين ايديويولجيتهم هي الدولة الواحدة. إنهم ينجحون في التأثير مستغلين التخويف. حتى قبل سنة حاولوا الاقناع بأن الصواريخ ستسقط في مطار بن غوريون. وهذا اختفى. الجهاز العسكري لا يتحدث عن المستوطنات كعامل أمني، هذا ما يستخدمه السياسيون فقط ».
نفتالي بينيت، قانون التسوية. هناك ألغام كثيرة.
« أنا أقول شيئا يبدو صعبا. هناك 15 – 20 في المئة مثل هؤلاء في الجانب الاسرائيلي وفي الجانب الفلسطيني ايضا. لديهم حماس وفي الجانب الاسرائيلي يوجد ايديولوجيون اصوليون يفضلون ارض اسرائيل على صهيونية دولة اسرائيل اليهودية والديمقراطية. لقد أثروا على الشرق الاوسط وأعادوه عشرين سنة للوراء. إن الطريق لتحييد ذلك هي القيادة التي كانت في فترة رابين أو أبو مازن عندما كانت له شعبية. لقد تم انتخابه عندما قال إن الانتفاضة لن تؤدي الى أي مكان. يتم تفويت التوقيت هنا. من كانوا فاعلين في تلك الفترة هم الامريكيون. عندما كنت رئيسا للشباك وخفضنا مستوى الارهاب، كان ذلك بالتعاون مع الاجهزة الامنية الفلسطينية. الرجوب ودحلان لم يثقا بباراك ونتنياهو، لكنهما وثقا بالامريكيين. الافق السياسي سيضائل تأثير المتطرفين ويعيد حماس الى حجمها الطبيعي، وكذلك اليهودية الاصولية ».