قائمة الموقع

خبر غزة: في النهاية سيضطرون للقرار -اسرائيل اليوم

2017-03-04T08:07:21+02:00
فلسطين اليوم

بقلم: شلومو تسيزنا

(المضمون: السؤال هو اذا كان ممكنا قطع غزة عن المشكلة الفلسطينية بعمومها. أمر واحد واضح الان وهو انه في موضوع غزة لا يزال لا يوجد في الكابنت السياسي الامني اجماع استراتيجي - المصدر).

أحد الادعاءات المركزية في تقرير مراقب الدولة عن الجرف الصامد يقول أن القيادة السياسية لم تعالج الازمة في غزة كي تمنع التصعيد. والان ايضا لم يجري عمل شيء في هذا الشأن. فحكومة اسرائيل لا تعرف بالضبط ما الذي تريده من غزة. المعطيات واضحة: القطاع يوجد اليوم كله تحت سيطرة عدو لا يتطلع غربا، الى التقدم، بل شرقا وشمالا، نحو المس باسرائيل. والسؤال يبقى على حاله: كيف نتصدى لغزة ونشوش خطط الحكام فيها؟

احدى الامكانيات هي اقامة ميناء بحري امام مدينة غزة. هذه خطة الوزير اسرائيل كاتس، التي يؤيدها اليوم كل وزراء الحكومة، باستثناء نتنياهو. فاقامة جزيرة امام غزة ستسمح بخلق اماكن عمل وتوفير بنى تحتية مستقلة، غير مرتبطة باسرائيل. وهي كفيلة بان تزيل عنها الضغط الدولي وتفتح للغزيين بابا للعالم، يوضع تحت رقابة امنية ويكون ممكنا اغلاقها بسرعة. السؤال هو اذا كان ممكنا قطع غزة عن المشكلة الفلسطينية بعمومها. أمر واحد واضح الان وهو انه في موضوع غزة لا يزال لا يوجد في الكابنت السياسي الامني اجماع استراتيجي.

 

ما الذي يرونه بالفعل في نهاية النفق؟ متطرفان اثنان يديران غزة اليوم: يحيى السنوار ومحمد ضيف. والتقدير هو ان الان، حين تشدد اسرائيل ردها على كل نار من القطاع، يفهمان بان مشروع حياتهما من شأنه أن يتحطم. هل سيجلسان مكتوفي الايدي؟

 

روايات متضاربة

 

ادعاءان مركزيان اطلقها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل نشر تقرير المراقب عن حملة الجرف الصامد. الاول بانه أشرك الكابنت السياسي بشكل كامل في تهديد الانفاق المتسللة الى الاراضي الاسرائيلية. والثاني، هو أن هدف الحملة تحقق، والنتائج تتحدث من تلقاء نفسها: الانفاق دمرت، حماس تلقت ضربة شديدة وفي غزة وقع دمار شديد، يحقق الردع.

 

ليست هذه هي المرة الاولى التي يقول فيها نتنياهو هذا. فقد طرح هذا لاول مرة علنا في ندوة للحكم المحلي في تشرين الثاني الماضي. في الندوة، وقبلها ايضا، اجرى سلسلة من الاستعراضات الطويلة مع مندوبي وسائل الاعلام واشار الى كل مواضع الذكر للانفاق في بروتوكولات جلسات الكابنت.

 

وحتى هذا الاسبوع، قبل نشر التقرير، قال نتنياهو ان « تهديد الانفاق عرض بالتفصيل على وزراء الكابنت في 13 جلسة منفصلة. وقد بحث بكل خطورته. ومن جهة اخرى، على مدى اشهر طويلة، سمعت الروايات المضادة، ضمن امور اخرى من رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت، ومن رئيس يوجد مستقبل يائير لبيد، اللذين ادعيا بان الكابنت السياسي الامني لم يطلع على الموضوع وانه لم يجرِ نقاش ذو مغزى ومرتب في تهديد الانفاق في غزة.

 

نتنياهو عرض رواية واحدة، ولكن مراقب الدولة لم يقبلها وعرض رواية اخرى: من آذار 2013 وحتى تموز 2014، لم يجرِ نتنياهو، الذي يترأس الكابنت، اي نقاش مفصل في تهديد الانفاق او في المسألة الاستراتيجية في موضوع غزة. ومن بين مئات ساعات المناقشات في الكابنت، اقتبس في الاشهر الاخيرة اقوالا منفردة اسمعها في موضوع الانفاق.

 

عمليا، لم يجرِ اي لقاء للكابنت كان عنوانه مسألة الانفاق، او نقاش فرعي أو نقاش نصف ساعة أو عشر دقائق. اضافة الى ذلك، في نهاية الجرف الصامد اعلن نتنياهو، يعلون غانتس وقائد المنطقة الجنوبية بان الانفاق دمرت، ولكن تقرير المراقب يفيد بان الامر صحيح بالنسبة لنصفها فقط، هكذا بحيث أن هدف الحملة لم يتحقق.

 

الريح السيئة التي هبت

 

تخلى المراقب شبيرا في التقرير الحالي عن نصيحة سلفه، الذي قرر »مسؤولية خاصة« عن الاخفاقات التي تبينت في مصيبة الكرمل في 2010. هذا الاسبوع، كان يخيل أنه ندم على ذلك. فبعد اقوال نتنياهو قال المراقب ان التقرير »يكشف عن مواضع خلل في سلوك الكابنت السياسي – الامني، الذي يترأسه رئيس الوزراء. من الحيوي للغاية ان يركزوا في القيادة السياسية على دراسة التقرير وعلى استخلاص الدروس منه وليس على التشهيرات« .

 

تفيد مراجعة التقرير بالمشكلة المركزية لرئيس الوزراء نتنياهو: الاسناد والتعاون مع وزير الدفاع في حينه، موشيه يعلون، ومع رئيس الاركان في حينه، بني غانتس، اللذين يفيد التقرير بحجم قصورهما في المعركة في الجرف الصامد.

 

نبدأ بالذات بالنقد الاقل انتشارا في الاعلام، والمتعلق بالغاء الحراسة في بلدات غلاف غزة – والذي تبين انه كان يمكن أن يكلف ثمنا دمويا باهظا. قصور ثان يرتبط بابعاد قائد الجبهة، اللواء سامي ترجمان عن الكابنت السياسي – الامني: فقد جاء ترجمان الى مناقشات الكابنت مرة واحدة فقط والتي تبين فيها بانه مع خطوة عسكرية في غزة – بخلاف موقف يعلون ورئيس الاركان غانتس. فقد قال ترجمان انه يمكن الدخول الى القطاع، لمعالجة التهديد والخروج، حتى بدون احتلال مدينة غزة كاملة.

 

قصور ثالث في هذه السياقات يرتبط بالهجوم من الجو على فتحات الدخول الى انفاق حماس، والذي تبين بانه خطأ جسيم. فقد أضرت هذه الخطوة بالقوات البرية للجيش الاسرائيلي، التي اضطرت الى اخلاء حطام المباني التي دمرت من أجل الدخول الى الانفاق، وقد فعلت هذا في ظل انتظار الاليات الهندسية الثقيلة التي لم تكن متوفرة. في هذا الوقت قتل 30 جنديا، وليس في المعركة أو في اطار الحركة، بل في الانتظار بسبب قصورات استراتيجية.

 

قصور رابع يتعلق بالموافقة على الدخول في توقفات النار الكثيرة، التي مست بروح المقاتلين وكانت تنتهي دوما بمبادرة حماس وليس بتحكم وبمبادرة اسرائيل. سهل النسيان بانه في زمن وقف نار واحد قتل ثلاثة: الرائد بنيا شرال، العريف الاول ليئال جدعوني والملازم هدار غولدن، الذي اختطفت جثته في نفق ارهابي. وقد عمل الثلاثة في نفق »على الناشف" كي يحترموا وقف النار وليس في النظام المتبع لاطلاق النار في داخل الانفاق.

 

بوغي وغانتس هما لباب الريح التي هبت في حينه. لا يمكن الا نتفق ما مع يقوله الوزير يوآف غالنت: في نهاية المطاف المواطنون يعطون وزير الدفاع ورئيس الاركان افضل ابنائهم

 

ويمنحونهما في كل سنة عشرات مليارات الشواكل. لديهما صلاحيات تكاد لا تكون محدودة، ويطلبون منهما السعي الى الاشتباك والانتصار. هذا الاسبوع، بعد أن تلقى ملايين المواطنين الذين كانوا تحت تهديد الجرف الصامدـ التقرير، فان احساس تفويت الفرصة في حينه استبدل بالغضب.

 

اخبار ذات صلة