خبر إرتبط بالواقع- معاريف

الساعة 11:46 ص|26 فبراير 2017

فلسطين اليوم

إرتبط بالواقع- معاريف

بقلم: د. حاييم مسغاف

(المضمون: أريد أن اقول لرئيس الاركان شبعنا تبجحا وتقديرات عن عدم استعداد العدو للحرب ضدنا. قم بواجبك وأعد الجيش للحرب. فاسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها حتى ولا بهزيمة واحدة في الحرب - المصدر).

يذكرني رئيس الاركان جادي آيزنكوت، أدام الله عليه صحته، برؤساء أركان سابقين. الكثيرون منهم كانوا معتدين، مغرورين، مع وفرة من التبجح الذي لم يتناسب تماما والواقع. ولمن نسي، فقبل حرب يوم الغفران ساد في الجيش  الاسرائيلي مفهوم « الاحتمالية المتدنية »؛ بمعنى، ان احتمالية أن تندلع حرب هي احتمالية متدنية. هذا ما باعه رئيس الاركان وضباطه الكبار للقيادة السياسية. لن تكون حرب مع مصر، هكذا قال دافيد اليعيزر (« ددو ») للجمهور، باسناد من وزير دفاع مغرور ووقح معا، كان يسمى موشيه دايان. ولكن اذا ما تجرأ الجيش المصري على اجتياز القناة، قضى رئيس الاركان، « فسنحطم لهم العظام ».

اعتداد بالنفس من هذا النوع لف أيضا دان حلوتس، رئيس أركان حرب لبنان الثانية، التي انتهت بقصة فظيعة. فقد تحدث عن أن أدوات حزب الله الحربية لا بد أنها « صدأت الان » – وعندها عقد حزب الله كمينا لجنود الجيش الاسرائيلي، قتل ثلاثة وأخذ في الاسر ايهود غولدفاسر والداد ريغف (اللذين اعيدا بعد ذلك في تابوتين). الجيش الاسرائيلي، بادارة حالوتس وباسناد من وزير دفاع غير مجرب، عمير بيرتس، خرج الى الحرب وتكبد هزيمة إثر هزيمة. حسن نصرالله اطلق مئات الصواريخ نحو اسرائيل حتى آخر يوم من الحرب. الكثير جدا من الجنود والمواطنين دفعوا بحياتهم ثمن هذا التبجح اياه. وفقط بعد ذلك نجح بيرتس في اقناع هيئة اركان سمينة بالبدء في تطوير وسيلة دفاعية ضد الصواريخ. يمكن ايضا ان يكون بعض من الضباط حتى لم ينصتوا له لانهم كانوا منشغلين في التشهير الواحد بالاخر.

وبالتالي فاني أسأل نفسي الان ما الذي يتعين علينا أن نتوقعه وحين يظهر رئيس الاركان الحالي في لجنة الخارجية والامن في الكنيست ويعلن بان حزب الله « يعاني من أزمة معنويات »، الامر الذي هو بعيد جدا عن الواقع. هذا لا بد ليس صحيحا عند الحديث عن منظمة ارهاب اسلامية اصولية.

بل وقال ايضا: « لدى حزب الله ايضا نقص في الجيب، وعليه فهو لا يتطلع لان يبادر الى حرب مع اسرائيل؛ ومثله، كتنظيم حماس. هكذا همس رئيس الاركان في آذان اعضاء اللجنة، ممن لا بد كانوا عطشين لان يسمعوا عن جاهزية الجيش الاسرائيلي وليس عن عدم الجاهزية (المعنوية) لحزب الله.

توقعات وهمية سمعناها حتى التعب غير مرة قبل حرب الايام الستة ايضا. في حينه روى لنا قادة شعبة الاستخبارات العسكرية بان جمال عبد الناصر، الرئيس المصري، لا يخطط لحرب مع اسرائيل، لان جيشه »مشغول« في حرب في اليمن. وتلك الحرب أيضا اندلعت وكذا حرب يوم الغفران وحرب لبنان الثانية. والان كل ما علينا أن نعمله، على ما يبدو، هو الانتظار الى أن يملأ الايرانيون جيوب نصرالله بالاموال النقدية ويخرجوه من »الازمة المعنوية" التي يعيشها، زعما.

وعليه، فهذا ما اريد أن اقوله لرئيس اركاننا: لقد مللنا من لجان التحقيق. اثنتان منها اطاحتا في الماضي برئيسي اركان قائمين. لا نريد المزيد من الاطاحات. ولا نريد كلمات التهدئة. ينبغي القيام بالعمل وعدم التبجح بخطابات الغرور.

لقد سبق لنا أن كان لدينا من كل الأنواع ومن كل الاصناف، ضباط جيش مغرورون تحدثوا معنا عاليا عاليا؛ احبوا الحديث، وبالاساس عن جيش أخلاقي – وهذا جميل، ولكن اسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها ولا حتى بهزيمة واحدة في الحرب. وحين يكون ظهرنا الى الحائط، فانه لا يكون أي مكان للادعاءات. فهي تضعفنا فقط. في الشرق الاوسط لا يوجد الا معنى واحد لاقوال من هذا النوع. وبالتالي لماذا، يا عزيزي، رئيس الاركان، الانشغال باليئور أزاريا حين تكون السماء من فوقنا تتكدر؟ 

كلمات دلالية