خبر مفارقة سيناء -معاريف

الساعة 08:57 ص|25 فبراير 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ميلمان

(المضمون: العلاقات الامنية مع مصر هي بالذات ما يقيد حرية عمل اسرائيل ضد قوات داعش في سيناء. والعلاقات مع تركيا تعود الى مسارها الطبيعي الذي سبق مرمرة نظرا للمصالح المشتركة بين الدولتين - المصدر).

 

1. اطلقت 6 صواريخ هذا الشهر من سيناء الى النقب. وهذا الاسبوع سقط اثنان منها في أرض مفتوحة في النقب الغربي، وقبل اسبوعين من ذلك اطلقت 4 صواريخ نحو ايلات: واحد سقط في ارض مفتوحة، واعترضت الثلاثة الاخرى القبة الحديدية المنتشرة قرب المدينة وتغطي مساحة واسعة. ويجدر بالذكر انه اطلقت في الماضي صواريخ من سيناء نحو العقبة.

 

6 صواريخ في شهر واحد هي أغلب الظن رقما قياسيا في اطلاق الصواريخ من شبه جزيرة سيناء نحو إسرائيل. ومطلقوها هم رجال فرع سيناء في « دولة إسلامية » – داعش. ويدل الأمر على أن التنظيم يعيش تحت ضغط كبير ويزيد اهتمامه باسرائيل. ويعبر التصعيد ليس فقط عن اطلاق الصواريخ بل وعن الخطاب الحماسي من فرع سيناء على مواقعه في الانترنت، حيث تنشر تهديدات ضد اسرائيل.

 

كل هذا ينبع ضمن امور اخرى من الضربات الشديدة التي تلقاها رجال داعش في سيناء في الاشهر الاخيرة من الجيش وقوات الامن المصرية: فقد صفي قادة كبار الى جانب نشطاء ميدانيين كثيرين، مخزونات سلاح ووضعت اليد على مخازن للسلاح واكتشفت شقق اختباء في شمال سيناء (في منطقة العريش – رفح، بوابة الحدود على غزة). انجازات يمكن أن تعزى أيضا لتحسين القدرات الاستخبارية وسرعة الرد العملياتية من الجيش المصري، ما يسمى اغلاق دائرة النار – نقل المعلومات الى القوات البرية والجوية التي تهاجم الهدف.

 

وحسب منشورات اجنبية، تمنح الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا مساعدة استخبارية لمصر في معركتها ضد الارهاب في سيناء، وكذا اسرائيل تساعد منذ نحو سنتين نظام الرئيس السيسي. وحسب التقارير، فقد وجدت المساعدة تعبيرها في تعاون استخباري وثيق مع وحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية « أمان ». وفي جهاز الامن العام « الشاباك » تعمل « دائرة سيناء » التي تتركز مهامها في احباط الارهاب.

 

وحسب المنشورات، فان سلاح الجو الاسرائيلي هو الاخر يساعد الجيش المصري ويستخدم الطائرات الصغيرة التي تهاجم داعش. وادعت « اماك » وكالة أنباء الدولة الاسلامية يوم الاحد بان طائرة اسرائيلية صغيرة اطلقت صاروخا قتل أربعة من رجالها. ورد التنظيم في الغداة باطلاق الصواريخ نحو غربي النقب.

 

لا ترد اسرائيل على المنشورات التي تقول انها تساعد الجيش المصري. فلا حاجة دوما لان نقبل كتوراة من سيناء ادعاءات داعش بعمل الطائرات الاسرائيلية الصغيرة. فالجيش المصري هو الاخر تزود مؤخرا بطائرات صغيرة من انتاج الصين. ومهما يكن من أمر، يتبين من المنشورات الجارجية بان اسرائيل ومصر تقيما تعاونا امنيا واستخباريا، مثلما يعلن أيضا وزراء وناطقون رسميون اسرائيليون في الفترة الاخيرة. وفي اساس التعاون تقبع مصالح واعداء مشتركين – حماس في غزة وفرع سيناء من داعش.

 

في الماضي غير البعيد جرى تعاون وثيق بين التنظيمين الارهابيين. فقد ساعد فرع سيناء حماس في تهريب السلاح الى غزة، وبين الحين والاخر نفذ مهامات ارهابية على سبيل المقاولة الفرعية، مثل النار نحو ايلات (ليست هذه هي النار التي اطلقت هذا الاسبوع). وبالمقابل درب رجال حماس ارهابيين داعش ومنحوهم علاجا طبيا في المستشفيات في غزة. ولكن مؤخرا تقلص التعاون وحماس – على الاقل قيادتها السياسية المنصرفة، برئاسة خالد مشعل واسماعيل هنية – تحاول الحوار مع حكم السيسي واعادة بناء العلاقات معه. وهذا خلافا للذراع العسكري الذي يسعى الى تطوير العلاقات مع ايران، كي تزيد هذه المساعدات المالية، التدريبات وتوريد السلاح.

 

مع انتخاب يحيى السنوار من الذراع العسكري لرئاسة حماس في غزة وبعض رفاقه في المكتب السياسي، ليس واضحا كيف سيسوى الخلاف وكيف ستنجح حماس في المناورة في علاقاتها الحساسة مع فرع سيناء وحكم السيسي.

كلمات دلالية