خبر « الانستغرام ».. متابعون بالآلاف وترويج بالمجان..!

الساعة 08:36 ص|25 فبراير 2017

فلسطين اليوم

هل فكرت يومًا أن تُهدي « كيك » على هيئة طبيب، محامي أو صحفي؟ وهل قدمتِ « كيك » على شكلِ عروس، سيدة حامل، أو طفلٍ صغير « بيبي » أو على صورةِ أي نوعٍ من أنواع أبطال أفلام الكرتون.. لا يتوقف الأمر إلى هُنا بل يمكنك أيضًا أن تُهدي على شكلِ ثوب فلسطيني مطرز وكوفية أو قبعة تخرج، كل ذلك الابداع في دُنيا الحلويات تقوم به الصيدلانية دعاء حسان « 26 عاماً » الذي لم يكن ليخرج للنور بلا عالم « الانستغرام ».

« كانت البداية بعد تخرجي من تخصص الصيدلة.. وبدأت أجرب في المطبخ واكتشفت نفسي في عالم الحلويات فكان الأمر تعليم ذاتي ثم أصبحت أطور من قدراتي في صناعة الكيك وتزيينه بشكل خاص لأنه يتميز من بين الحلويات بكثرة الطلبيات عليه » تقول دعاء، حيث ينفرد عملها الابداعي بشكله المتقن والغريب.

تتابع لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: « كانت بدايتي مع الانستغرام أنني كنت أقوم بتنزيل صور الكيك التي أُعدها بشكل عفوي وقد اخترته هو بالتحديد لأنه أكثر جاذبية من بين مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، أما اليوم فلا يمكنني الاستغناء عنه فهو أساس عملي ».

وبدأ الأمر مع دعاء بإعجاب الصديقات ثم توسع حتى أصبح عدد متابعيها نحو 30 ألف متابع تلبي لهم جميع ما يتخيلون ويتمنون.

ليست « دعاء » الوحيدة التي يعتمد عملها بشكل كُلي على مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما « الانستغرام » الذي تميز بجاذبيته الملفتة في تقديم الصورة للمتابع بشكلٍ أساسي، وهناك الكثير مما يعتبر هذا الموقع هو عصب عملهم والشرارة التي دفعتهم للانطلاق بشكلٍ أكبر وأقوى.

محمد النخالة (25 عاماً) صاحب مشروع « Surprise Company » الذي انطلق بمشروعه قبل عام بفريق مكون من 12 شخصاً لكلٍ منهم مهمته الخاصة بتقديم الهدايا من المنتجات اليدوية بطريقة جديدة للناس لم يتعرفوا عليها من قبل.

« لدينا الحرق على الخشب والرسم على الزجاج أيضًا هناك الاكسسوارات الخشبية واكسسورات الزجاج بالإضافة إلى لف الورق والرسم على بطاقات والكروشيه، حيث يوجد 12 صنف وتحت كل واحد أصناف متعددة ».

ويعتمد مُحمد على الترويج على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أساسي، لقوله « أكثر ما نركز عليه في عملنا هو التسويق فالمشروع مهما بلغت قوته لن ينجح بلا تسويق أما إذا ترويجه ممتاز فإن هذا يضمن له استمرارية وتطور أكبر بإقبال الناس عليه بأفكارهم وطلباتهم ».

وانطلاقًا من تلك الفكرة لدى النخالة استخدم تطبيق « الانستغرام » للترويج لمنتجاته حيث رأى أن اقبال الناس في غزة وميولهم أكثر نحوه لابتعاده عن السياسية وتميزه بالتركيز على تصفح الصور فقط، وفق قوله.

يضيف لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: « اتبعت سياسة تقديم منتجات مصورة بطريقة فنية حتى أصبح الناس يستخدمونها كصور خاصة لحساباتهم، ومن هنا استخدمته بأسلوب جعل الناس أنفسهم يقوموا بإيصالنا لبعضهم البعض من خلال الإشارات لأصدقائهم ما زاد المتابعين وضاعف الطلبات على منتجاتنا وهو طابع الانتشار السلس والسريع وبلا اعلانات ممولة ».

وعلى نحوِ مُشابه إلى حدٍ ما أسس الأخوين « ديما وحمدي شعشاعة » أتليه تذكار الذي يُعنى بتقديم المشغولات اليدوية كالرسم على الخزف والزجاج والعديد من الهدايا المصنوعة يدويًا وقد بدأوا في مشروعهم منذ عدة سنوات إلا أن انطلاقتهم الحقيقة جاءت قبل عام.

يقول حمدي: « نشتري جميع الألوان التي نحتاجها في الرسم من عمان وتتميز منتوجاتنا بتغليفاتها الجذابة ومضمونها الذي نسعى على تميزه دائمًا فهي تأخذ طابع التراث الفلسطيني والفلكور الشعبي مع الحداثة في ذات الوقت ».

وتؤكد ديما، أن تذكار استفاد بشكل كبير من مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لمنتجاته وتعريف الناس عليها وزياده عدد المتابعين لصفحاته، « في الانستغرام تظهر الصور الخاصة للزبون بالمنتج بشكل أدق وتساعده للوصول لأكبر قدر منها سريعًا بالإضافة للصور المباشرة فهي تزيد من كميه المتابعين ».

ومن خلال هذه الاحصائية فيظهر أن الاستغرام ليس مجرد تطبيق تواصل اجتماعي عاديًا بل تعدى ذلك ليُصبح له عالم خاص به وبمتابعيه حيث قفز عددهم إلى 400 مليون متابع نشط يوميًا بحسب آخر احصائية صدرت في 2/2/2017 فيما كان وصل إلى 600 مليون متابع نشط شهريًا في احصائية صدرت بمنتصف شهر ديسمبر الماضي.

وعللّت الناشطة على تطبيق التواصل الاجتماعي « انستجرام » براءة الغلاييني هذا الاقبال الضخم عليه بكون شيفرته الخاصة تصل لنسبة كبيرة من المتابعين وهي أكبر من نسبة الفيسبوك، مبينة أن جمهور الانستغرام يتفاعل مع الصور الجمالية أكثر، « ذلك ما أدى لجعل أرضيته مناسبة لنشر الصور الإعلانية الجذابة ».

وإن زيادة أعداد المتابعين لدى صفحات المشاريع والمحال التجارية تعني زيادة في الطلب عليها، بينما تلجأ الصفحات التي تفتقر لمتابعين كُثر للنشطاء على مواقع التواصل لتُعلن عن صفحاتها لديهم، وتُعد الغلاييني كناشطة على الانستغرام احدى أبرز الناشطين التي تتصدر الاعلانات التجارية صفحتها.

وتقول لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: « بعد وصول عدد متابعي صفحتي إلى 100 ألف متابع أصبحت محط اهتمام الكثير من أصحاب المحلات التجارية في القطاع وهذا ما ضاخم زيادة الاعلانات لدي ». مشيرةً إلى أن الانستغرام يتميز بوصول المنتج من خلاله لعدد أكبر من الجمهور وبتكلفة أقل عن غيره.

وبشكلٍ عام فإن تطبيق انستغرام أتاح مجالًا واسعًا لانتشار المشاريع التنموية الصغيرة من خلال التقاط الصور عبر الهاتف المحمول مع إضافة كلمات مختصرة عنها وأكثر من وسم « هاشتاغ » بحيث تصل لأعداد كبيرة من الجمهور.

وساهم الانستغرام في تلقي العديد من طلبات الشراء عبر الرسائل وتميز بخفض تكاليف المحال في بعض المشاريع الصغيرة التي لا يوجد لديها مقرات، كما قلص من عدد العاملين إلى حدٍ ما واختصر تكلفة الاعلانات الكبيرة والترويج المدفوع الثمن فالكثير سوقوا لمنتجاتهم بلا اعلانات ممولة باستخدام أساليب تسويقية ناجعة.



انستغرام3

انستغرام2

انستغرام1

كلمات دلالية