بالفيديو الطفلة « شذا » تقلد صوت « الحنجرة الذهبية » و8 قُراء للقرآن

الساعة 12:42 م|22 فبراير 2017

فلسطين اليوم

استمعنا لصوت قرآني داخل بيت متواضعٍ شمال مدينة غزة، فانطلقنا برحلة روحانية وإيمانية إلى مصرَ، ثم إلى السعودية، وزرنا أرض الحبشة « اليمن »، وعدنا عدة مرات إلى صعيد مصرَ، ومدينة النبي محمد صل الله عليه وسلم (المدينة المنورة)، ولم تكن الرحلة سهلة على الإطلاق في « غمضة عين »، غير أن الممارسة والعمل الشاق على الدوام، ساعد قادة الرحلة بأن تكون انطلاقتهم سهلة لإتقان أصوات عمالقة قراءة القرآن الكريم.

الجميل أن الرحلة الروحانية كانت بقيادة طفلة لا تتجاوز الـ13 عاماً من عمرها، وشقيقها الذي يكبرها بسنوات قليلة، تحت إشراف والديها اللذان ساعداها في الانطلاق، لتلبسهما تاج الوقار في جنات الخلد « بإذنه تعالى ».

الطفلة « شذا أبو سلمية » كانت تجلس بالقرب من والدها أثناء ترتيله آياتِ عطرة من الذِكر الحكيم، فحاولت أن تُقلد صوته، دون أن تدري أن والدها يحاول هو الآخر تقليد « الحنجرة الذهبية أو صوت مكة » الشيخ القارئ عبد الباسط عبد الصمد، لتتقن بعد ممارسة، صوت الحنجرة الذهبية بنسبة عالية جداً إضافة إلى 9 شيوخ من قُراء القرآن الكريم.

لم يكن صوت والدها يُسرى سبباً وحيداً في إصقال موهبة الصوت لدى طفلته، فوالدتها كان دورها واضحاً في تنمية قدرات « شذا »، من خلال دفعها للجلوس في جلسات تحفيظ القرآن الكريم، التي كانت والدتها تقودها في أحد المسجد القريبة من منزلها.

« فلسطين اليوم » تعرفت على عدد القراء التي تُقلدهم الطفلة شذا وهم: « القارئ عبد الباسط عبد الصمد، القارئ محمد متولي الشعراوي، القارئ محمد المنشاوي، القارئ سعد الغامدي، القارئ ادريس أبكر، والقارئ فاري عباد، والقارئ ياسر الدوسري، والقارئ محمود الحصري، القارئ عبد الرحمن السديس ».

تقول شذا: بدأت أتعلم تجويد القرآن الكريم بصوت القارئ العملاق عبد الباسط عبد الصمد في الصف الرابع الأساسي، كنت أتقن صوته الملائكي بشكل كبير ما لفت انتباه معلماتي في المدرسة، وأصبحت أقرأ القرآن في الإذاعة المدرسية، وخضت مسابقات محلية، وما أن وصلت للنهائيات حتى اندلعت حرب 2014 لتتوقف المسابقة.

وتضيف الطفلة شذا: كنت استمتع وأنا أراقب والدي أثناء قراءته للقرآن الكريم، فذهبت إلى جلسات حفظ القرآن مع والدتي وبدأت أتعلم القراءة والتلاوة والحفظ، وبدأت موهبتي تظهر تدريجياً، حتى وصلت لتقليد 9 قراء بشكل كبير جداً وخاصة القارئ عبد الباسط عبد الصمد« .

وتُشير إلى أن أمنيتها الوصول إلى العالمية والشهرة، عسى الله أن يهدي بصوتها الجميل أُناس جحدوا به، كما فعل العديد من قراء القرآن الكريم بهداية الكفار، عملاً بقوله تعالى: (الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) سورة إبراهيم.

وتبادلت الطفلة »شذا« وشقيقها محمد تلاوة آياتِ عطرة من الذكر الحكيم بأصوات عدد من القراء، ليُعبر والدهما يسرى بالفخر والعزة لإصقال موهبة تقليد عمالقة قراء القرآن الكريم لدى أطفاله.

وعن رسالته لأولياء أمور الأطفال قال: أتمنى أن يحاول كل أب وأم أن يُنموا أصوات أطفالهم منذ الصغر في تلاوة القرآن الكريم بدلاً من الأغاني الماجنة، لما له من حلاوة وطمأنينة ورضا من الله عز وجل، مطالباً المسؤولين والمثقفين في فلسطين وغيرها لإنتاج برامج ومسابقات خاصة لقراءة القرآن الكريم.

وأشار إلى أن القرآن الكريم هو مصدر العلم والمعرفة، فهناك اكتشافات جديدة لعلماء أجانب، ذكرها القرآن الكريم قبل آلاف السنين، وقال: كلما قرأنا القرآن تعلمنا أشياء جديدة ».

ولفت إلى أنه يسعى لأن يتمكن أطفاله من هداية الكفار بأصواتهم الجميلة ويكونوا شفعاء لنا يوم لقاء الله عز وجل.

وتمتلك الطفلة « شذا » إلى جانب تقليد عدد من أصوات قراء القرآن الكريم موهبة الرسم والأناشيد الإسلامية والوطنية.

كلمات دلالية