تقرير في غزة..معلمات بشهادات عليا يعملن براتب 300 شيكل!

الساعة 09:26 ص|15 فبراير 2017

فلسطين اليوم

إنها الحاجة، وغياب الفرص التي تدفع معلمات يحملن شهادات عليا للعمل في رياض الأطفال، براتب لا يزيد في أحسن الأحوال عن400 شيكلاً، قد تتقاضاه في بداية الشهر أو يتأخر شهراً آخر، إن لم يلتزم الأهالي بدفع أقساط ابنائهم الدراسية.

تحرير، 28 عاماً، و تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، عملت في روضة للأطفال في غزة بعد تخرجها من الجامعة، لكي توفر ما تحتاجه من مصروفات،حيث بدأت عملها براتب 200 شيكلاً، و كانت هناك وعوداً من قبل الإدارة بالزيادة، إلا أن الزيادة لم تتعدى الـ 100 شيكل لعمل استمر اكثر من 5 سنوات.

و تقول تحرير، التي رفضت ذكر اسمها كاملاً، خوفاً من أن تفقد عملها: « عملت منذ أن تخرجت من الجامعة في الروضة، براتب متدني بدأ بـ 200 شيكل، و وصل الى 300 بعد مرور 5 سنوات، و لا أزال أعمل في مكاني لعدم وجود فرصة أخرى ».

حال تحرير لم يختلف حالاً عن حال زميلتها في ذات المهنة فدوى، 35 عاماً التي بدورها عبرت عن شعورها بالظلم نتيجة لتدني الراتب الذي تحصل عليه، لافتة إلى أنه في حال طالبت من أصحاب المؤسسة زيادة، فإنهم سيخبرونها بأن هذا هو المتوفر فقط، و إن لم تقبل فهناك الكثير ممكن يقبلون بالعمل في مكانها.

و أوضحت بأن من أسباب قبول المعلمات بالرواتب المنخفضة هو أن كثيرات يحملن شهادات جامعية، و لم يحصلن على فرص للعمل في سلك التربية والتعليم الحكومي، متمنية أن يتم تطبيق الحد الأدنى للأجور.

وسنت الحكومة قانونًا يقضي بفرض الحد الأدنى للأجور وهو مبلغ 1450 شيقلًا، يشمل العلاوات، لكنه لم يوضح أمورًا أخرى كشموله للمواصلات التي توفرها المؤسسة للعاملين فيها أم لا، ما يتيح لبعض أرباب العمل من التلاعب بالقانون.

وبحسب قرار مجلس الوزراء الصادر، فإن الحد الأدنى للأجور 1450 شهريًا، و8 شيقل ونصف الشيقل على كل ساعة لمن يعمل بنظام الساعة، و65 شيقل يوميًا لمن يعمل بنظام المياومة.

من جهتها أوضحت سهام، 40 عاماً والتي تعمل في إحدى الروضات في قطاع غزة، أن راتبها لا زال بقيمة 400 شيقل فقط، برغم أنها تعمل في الروضة منذ 10 أعوام، ورغم ازدياد متطلبات الحياة وغلاء الأسعار.

و لفتت الى أن المشكلة الأكبر تكمن في الاجازة الصيفية التي تستمر مدتها لــ  3 اشهر، لا تحصل فيها معلمات الروضة على أي مستحقات مالية.

ورغم تدني رواتب معلمات رياض الأطفال في قطاع غزة، فإنهن يقدمن رسالتهن الإنسانية والتعليمية، و يطالبن بتحسين رواتبهن لمواجهة تحديات الواقع المعيشي الصعب الذي يفرض نفسه على العديد من شرائح المجتمع.

و من جهتها قالت « وفاء حسن » مديرة روضة، أنها لا تستطيع زيادة رواتب معلمات الروضة اللاتي يعملن معها، و ذلك نظراً للرسوم المنخفضة التي تجمعها الإدارة من ذوي الطلاب.

وأوضحت، أن الرسوم لا تتعدى (400 شيقل) يدفعها كل طفل في العام الدراسي الذي يمتد لنحو 8 أشهر.

وقالت:« إن الروضة أعلنت عن تخفيض رسوم تسجيل الأطفال لهذا العام نظراً للأحوال الاقتصادية والمادية التي يمر بها شعبنا، و أن الأمر لا يُشجع على زيادة أجور المعلمات ».

و حول دور وزارة التربية والتعليم في دعم رياض الأطفال تحدثت مراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » الى مشرفة رياض الأطفال في مديرية التربية و التعليم بالمحافظة الوسطى، رولا السيد، حيث أكدت بأن الوزارة لا تفرض أي اشتراطات على آلية توظيف معلمات رياض الأطفال، حيث يُترك الأمر لإدارة الروضة، كونها مؤسسة خاصة، رغم إشراف الوزارة على طبيعة عمل الروضة والالتزام بالمواصفات الصحية والتعليمية.

و أوضحت بأن رواتب معلمات الروضة تختلف من منطقة لأخرى، و يصل الى معدلات تتراوح بين 300-600 شيكل، و تعتمد على رسوم الأقساط الدراسية التي تجبيها الإدارة من الأطفال، سواء بشكل فصلي أو شهري.

و أشارت الى أن بعض رياض الأطفال تتدنى فيها الرواتب لأنها تعتمد على الرسوم فقط، و أن بعض الأطفال لا يستطيعون الالتزام بدفع الاقساط بسبب الفقر و الوضع الاقتصادي الصعب، مما يؤثر على نسبة رواتب المعلمات، و يجعل الادارة عاجزة عن تغطيتها.

و لفتت الى أن الوزارة تقوم بدورها في توفير التراخيص اللازمة لرياض الأطفال لتقديمها لجهات داعمة مالياً، أو من أجل الحصول على مشاريع خاصة من خلال مؤسسات راعية، و تطلب أن تكون هذه الروضات مرخصة، كما تقوم الوزارة بتنظيم دورات تدريبية و ورش عمل للعديد من المعلمات و العاملات في رياض الأطفال.

 

كلمات دلالية