خبر اختبار ترامب -معاريف

الساعة 11:44 ص|13 فبراير 2017

فلسطين اليوم

اختبار ترامب -معاريف

بقلم: نداف هعتسني

(المضمون: نتنياهو ملزم بان يعرض أمام ترامب موقفا اسرائيليا اقصى، عليه أن يجري مراجعة تامة للمواقف في المسألة الفلسطينية. من يبدأ المفاوضات مع الرئيس الجديد ليس من الخط الموسع عندنا سيخطيء – جوهريا وتكتيكيا على حد سواء - المصدر).

عادة ثابتة كانت لرئيس الوزراء حتى وقت أخير مضى، حين كان يُسأل لماذا يجمد الاستيطان. فقد درج على افشاء سر والقول كيف أن براك اوباما هدده في لقائهما الاول – NOT ONE BRICK - بلا أي طوبة. هكذا، شرح نتنياهو، « أنا أناور، لانه يجلس في البيت الابيض عدو ينتظر فقط أن نعمل كي يثير كل العالم ضدنا ».

وقد استخدم هذا الرد حتى لشرح المنع الذي فرضه نتنياهو على البناء في القدس نفسها. غير أن زعيم الليكود لم يكتفِ بالخنق وبالتجميد الذاتي، بل طوى أيضا العلم المركزي الذي رفعه هو نفسه على مدى معظم سنواته – مصيبة الدولة الفلسطينية. نوصيكم أن تقرأوا المبررات الجميلة التي عرضها نتنياهو في خطاباته في مركز الليكود، عندما شرح لماذا يعد مجرد إقامة دولة فلسطينية خطرا وجوديا على إسرائيل. وها هو، بعد وقت قصير من خطاب القاهرة التاريخي لاوباما، ذعر

 

نتنياهو واستبدل كل فكره بـ « رؤيا » الدولتين. لم يسبق أبدا أن تلقى اسنادا من الحزب لهذه الانعطافة، وواضح أن معظم مقترعيه ومنتخبي الليكود لا يتفقون معه. ولكن الكثيرين اعتقدوا بان هذا تكتيك، وان بيبي يخدع فقط – ينثني مؤقتا الى أن يختفي اوباما.

بأي قدر نجحت سياسة التجميد والخداع هذه تبين لنا في الاشهر الاخيرة، عندما رغم كل التجميدات وابتلاع الدولة الفلسطنية، قاد اوباما الامم المتحدة واوروبا في هجوم على إسرائيل. سياسة نتنياهو هذه فشلت – استراتيجيا وتكتيكيا. ولكن رغم ذلك لم يتراجع نتنياهو بعد حتى الان عن « الرؤيا » الفلسطينية.

يمكن لليسار أن يتسلوا بلا حد بخيالاتهم المحببة بشأن الضغط الدولي، ولكن كيفما نظرنا الى الامر، فان وضعنا الجغرافي – السياسي تحسن من الاساس مع تنصيب دونالد ترامب. فالعطف الاساس من الادارة لاسرائيل، العداء لايران، النظرة الواعية الى الاسلام والتأييد الواسع في الكونغرس – على كل هذه اقيم عهد جديد. ولكن هذا العهد لا يعد بوجبات مجانية ولا يمكنه ان يحل محل ولاء رئيس الليكود لبرنامج حزبه. كل خط يضعه نتنياهو سيكون أساسا للبحث، واذا واصل هذا الخط العمل على « الرؤيا » الفلسطينيين، فسيكون هذا منطلق لمزيد من الضغوط علينا.

عندما نتعرف على نمط سلوك الرئيس الجديد منذ تسلم مهام منصبه، سيكون ممكنا الملاحظة بانه يحترم الجهات الخارجية غير المعادية التي تقف عند رأيها، مثل اليابان والصين مثلا. وعليه، فان نتنياهو ملزم بان يعرض أمامه موقفا اسرائيليا اقصى، عليه أن يجري مراجعة تامة للمواقف في المسألة الفلسطينية. من يبدأ المفاوضات مع الرئيس الجديد ليس من الخط الموسع عندنا سيخطيء – جوهريا وتكتيكيا على حد سواء.

غير أنه يحتمل ألا يكون نتنياهو يوجد حقا على ذات الصفحة مع ناخبيه وكبار رجالات حزبه، وأنه سار فكريا في طريق مسؤولي الليكود السابقين مثل ايهود اولمرت وتسيبي لفني. اذا كان هذا هو الحال، فسيخضع رئيس الوزراء هذا الاسبوع لاختبار ترامب – وأراؤه الحقيقية ستنكشف.

 

أخيرا سيتبين اذا كان لا يزال زعيم « المعسكر الوطني » – أم أن هذا المعسكر يتعين عليه أن يبحث لنفسه عن زعيم آخر.

 

كلمات دلالية