خبر عناق أليم- يديعوت

الساعة 09:40 ص|12 فبراير 2017

فلسطين اليوم

\بقلم: أورلي أزولاي

(المضمون: في اليمين الاسرائيلي فتحوا قبل الاوان بكثير زجاجات الشمبانيا مع انتخاب ترامب. رئيس يرحل ورئيس يأتي، وفي النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني لا جديد تحت الشمس ولا حل سحري أيضا - المصدر).

يهبط نتنياهو في واشنطن وهو يحظى بمكانة لم يتوقعها على مدى ثماني سنوات: عزيز البيت الابيض.

الرئيس ترامب، الذي يتكبد في كل مناسبة عناء الاشارة كم هو يحب رئيس وزراء إسرائيل، سيغدق عليه الثناء والابتسام ويبث للعالم بان هكذا يجرى لرجل تهم مكانته واشنطن.

غير أنه ي يوم الاربعاء سيرفع ترامب لنتنياهو إشارة تحذير. فهو سيوضح له بان الاحتفال انتهى. فزخم المستوطنات في عمق الضفة الغربية ليس مقبولا عليه. وهو يرى فيها عائقا للسلام. كما أن السفارة الامريكية ستبقى حاليا في تل أبيب. هذا لم يعد جر أرجل من الرئيس بل قرار.

ترامب لم يمر عليه شهر في المنصب واذا به يبدأ في فهم قيود القوة. فم كبير وامتشاق من تحت الابط هما أمور قد تبدو جميلة في حملة انتخابات عديمة اللجام ومحطمة للمسلمات. أما في الواقع فليس لديه القدرة لان يغير أنظمة العالم تماما. فقد صفعه الواقع في وجهه عندما جمدت المحكمة مرسوم الهجرة الذي أصدره ضد المسلمين (وان كان في هذا الموضوع لم تصدر بعد الكلمة الاخيرة)، وكذا في المستنقع الشرق الاوسطي ليس ترامب لاعبا وحيدا. فليس صدفة أن اعلن البيت الابيض بان مستوطنات جديدة هي عائق للسلام بعد ساعات قليلة من لقاء ترامب مع عبدالله ملك الاردن، الذي أوضح له بان توسيع مشروع المستوطنات ونقل السفارة هما كالقاء عود ثقاب في برميل بارود.

لقد قام ترامب بالتفافة حدوة حصان وفرض على مستشاريه، وعلى رأسهم جارد كوشنير ايجاد صفقة مناسبة. وكانت الاوراق التي وضعت أمامه، وكذا خرائط المنطقة مع الحدود المستقبلية تؤشر الى الاتجاه: في هذه المرحلة يتطلع ترامب لان يتبنى أجزاء من المبادرة السعودية التي اقرتها الجامعة العربية، بالضبط مثلما فعل أوباما. وهو يخطط لان يصل الى صفقة بموجبها تضم الكتل الاستيطانية الكبرى لاسرائيل مقابل أرض بديلة للفلسطينيين، بالضبط مثلما اقترح قبله الرئيس بوش. وترامب معني بتعزيز المحور السني مقابل ايران الشيعية، لصد تحولها الى قوة عظمى اقليمية رائدة.

في اليمين الاسرائيلي فتحوا قبل الاوان بكثير زجاجات الشمبانيا مع انتخاب ترامب. رئيس يرحل ورئيس يأتي، وفي النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني لا جديد تحت الشمس ولا حل سحري أيضا. نتنياهو سيستقبل في واشنطن باحترام عظيم، مع الكثير من الضجيج والنغمات اللطيفة على الاذن. ولكن في البيت الابيض ايضا سيجد نفسه تحت التحذير. الا اذا فاجأ نفسه أيضا ووصل مع خطة حقيقية في اليد.

كلمات دلالية