اثارت ضجة واسعة​

خبر وحوش بشرية حركها الفيس والاختلاط والمسلسلات فأنجبت ضحايا بغزة

الساعة 08:50 ص|05 فبراير 2017

فلسطين اليوم

صرخاتٌ مدويةٌ تستجدي من ينقذها .. بعد أن تخلى عنهم من هم « أقرب الناس » إليهم في أشد الأيام قسوة وبرودة .. تاركين خلفهم بجحود وقسوة قلب طفل خرج للدنيا دون أي ذنب سوى أنه « طفل غير شرعي »، فبأي ذنب يُترك أطفال حديثي الولادة مُلطخين بدمائهم، في أماكن مختلفة في قطاع غزة ؟، وسط حالة من الصدمة والغضب والسخط من المواطنين، تائهين في وضع تفسير لما يحدث.

اثنان من الأطفال حصيلة أخطاء لا تُغتفر خلال أقل من أسبوعين آخرها فجر أمس حيث عثر مواطنون على طفل مُلقى أمام أحد مساجد الشيخ رضوان، وقبله بأسبوع عثر على طفلٍ صورته ملائكية شديد الجمال وخَرَبت ملامحه علاقة مشوهة، عُثر عليه قبل أسبوع أمام معهد الأيتام.

هاتان الحالتان شكلتا صدمةً لدى سكان القطاع عن أسبابهما ودوافعهما، كون أن المجتمع الغزي محافظ ويحكمه الشرع والدين والعادات والتقاليد.

فمجرد التفكير ملياً بالأسباب بعيداً عن التخفي بـ « شماعة الأسباب الجاهزة »، كالفقر، والبطالة، وفوات قطار الزواج لدى عدد من الشبان والشابات، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، والحرية المطلقة والثقة الزائدة من قبل الأهالي، وانتشار الاختلاط في الأماكن المختلفة، وغيرها من الأسباب التي قد تكون متواجدة، وكل ما ذكر سابقاً يحكمه الوازع الديني الذي إذا ما غاب تحركت الغرائز.

قد يكونوا شرعيين

من جانبه، قال الداعية الشيخ سميح حجاج: إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان على فطرة، فكل شيء وجد على خير فهو محبب للنفس وكل أمر يحمل أموراً سيئة فهو مذموم، وعلى الإنسان أن يغذي فطرته على الخير، واصفاً العثور على طفلين في غزة خلال أقل من شهر « بالظاهرة العابرة التي ستتلاشى » إذا ما وضعنا أيدينا على السبب الحقيقي« .

وأضاف الشيخ حجاج خلال تعليقه عن الأسباب التي دفعت عائلات بغزة للتخلي عن أبنائهم وإلقائهم في الشارع، أن باب الزواج هو الباب الوحيد الذي يصل الرجل بالمرأة، وميز عقد الزواج عن غيره من العقود لقوله تعالي »أخدنا منكم ميثاقاً غليظاً« صدق الله العظيم.

ورفض الشيخ حجاج، سبب إلقاء الأطفال في الشوارع بأنهم »غير شرعيين« ، مصنفاً الأطفال »الضحايا « إلى أنواع أولاها من جاء بعلاقة غير شرعية، وأخرى بعلاقة شرعية ويُعاني أهله الفقر المدقع، ولا يستطيعون إطعامه، أما النوع الثالث فهم شرعيين ولكن تحكمهم النعرات الجاهلية »كقول الزوج إذا ما كانت بنت فتصرفي وإلا الطلاق«

الاختلاط

وعن أبرز الأسباب التي رأى الشيخ حجاج أنها قد تكون سبباً للوقوع في الفاحشة: فأولاها هي عدم الالتزام بأحكام الشرعية الإسلامية، وثانيها انتشار الاختلاط في الجامعات والمراكز وغيرها دون ضوابط، وتساهل الكثيرين مع الاختلاط دون مراعاة للعواقب.

ولم يعفِ الشيخ حجاج المسلسلات التركية المسؤولية من كونها أحد الأسباب التي أدت لانتشار العديد من الظواهر السلبية والذي أطلق عليه مصطلح »العشق الممنوع« وأدى إلى زيادة زنا المحارم، وتسهيل الفاحشة، مشدداً على أن العقوبة مضاعفة عند الله سبحانه وتعالى لما لها من شذوذ وتحليل المحرم.

واعتبر، أن عزوف الشباب عن الزواج وإصرار عدد من العائلات على الكماليات، مُطالباً الأهالي بتسهيل أمور الزواج »لا يكلف الله نفساً إلا وسعها« ، وأشار إلى أن هناك مسميات للزواج »كالزواج العرفي« ، قد يكون أحد الأسباب رغم قلته وعدم انتشاره كالمجتمعات العربية الأخرى.

وعن المتطلبات والحلول للخروج من الظاهرة العابرة، أكد الشيخ حجاج على ضرورة عمل برامج وحملات توعية للشباب بعدم الانصياع لمسميات الحب والعشق الكاذبة البعيدة عن الدين، بالإضافة إلى توعية الأسر بتحمل مسؤولياتهم، ومراقبة سلوكيات أبنائهم وعدم ترك الأجهزة الحديثة بأيديهم باستمرار دون مراقبة.

وطالب الحكام بضرورة الاهتمام بالأسر الفقيرة، لأن الحاجة إذا ما غاب الوازع الديني عنها قد تكون هي النقطة الأضعف والأسهل سقوطاً، مناشداً الخطباء في المساجد أن يتركوا السياسة جانباً، وأن يهتموا بقضايا الشباب ويقوموا بتوعيتهم.

حالتان فقط

من جانبه، نفى مؤمن بركات مدير جمعية مبرة الرحمة لـ »فلسطين اليوم« أن يكون عدد مجهولي النسب الذين تم العثور عليهم مؤخراً هم ثلاثة أطفال، مشيراً إلى أن طفلين فقط هما من تم العثور عليهما »، طفل معهد الأيتام، وطفل الشيخ رضوان فقط، مرجحاً أن تكون الإشاعات وراء طفل المنطقة الوسطى.

وبخصوص أعداد الأطفال الذين تحتضنهم جمعية مبرة الرحمة فبين الأطفال الموجودين حاليا هم 15 طفلاً دون الطفلين اللذان تم العثور عنهما مؤخراً اقلهم طفل يبلغ من العمر عام واحد والباقي في الجامعات والمدارس.

وقال عن عدد الأطفال مجهولي النسب الذي وصلوا للجمعية منذ نشأتها بلغوا 173 طفلاً، منهم152 طفلاً احتضنتهم عائلات من قطاع غزة.

وبالرغم من الضجة حول عدد مجهولي النسب هذه الأيام، اعتبر « بركات » أن العدد قليل فهو من 3-4 خلال السنة، لافتاً إلى أن العام 2016 بلغ عدد مجهولي النسب 3 فقط وقد جاءوا في نفس هذه الأيام من العام الماضي، معتبراً أن أكبر رقم وصل للجمعية أيام الاحتلال في العام ما بين 97 و98 حيث وصل إلى الجمعية 11 طفلاً في عام واحد.

وأشار إلى أن الأطفال يتم احتضانهم لمدة 7 شهور حتى يتم اختيار عائلة غير منجبة لتكون حاضنة للطفل، معتبراً أن الجمعية تقوم باستخراج شهادة ميلاد رسمية، وإعطائهم الاسم الأول فقط والباقي تختاره الأحوال المدنية بوزارة الداخلية بحيث لا يتعارض مع أي عائلة من عائلات قطاع غزة.

كلمات دلالية