خبر الاخلاء الوهمي -هآرتس

الساعة 11:29 ص|02 فبراير 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

أثبتت شرطة اسرائيل والجيش الاسرائيلي أمس بأنهما عندما يريدان يمكنهما ألا يكونا عنيفين كعادتهما. وأثبت المستوطنون، بان قوة الابتزاز لديهم لم تنقضي بصفتها هذه وانهم لا يترددون في استخدام أي وسيلة كي يحققوا المزيد فالمزيد من الانجازات. وأثبتت الحكومة ومعظم وسائل الاعلام في اسرائيل بانها دوما ستتعاون مع الالاعيب التهكمية للمستوطنين، الذين سجلوا أمس انتصارا حقيقيا آخر.

نفذت قوات الشرطة والجيش أمس امر المحكمة وأخلت حفنة من المستوطنين، ممن بنوا بيوتهم على ارض خاصة مسروقة. وكان ينبغي لهذا الاخلاء أن ينفذ منذ زمن بعيد، وهو أمر مسلم به في دولة القانون، وما كان يفترض أن يصبح قضية وطنية تشغل على مدى اشهر بال اصحاب القرار والجمهور. ولكن المستوطنين، بمساعدة الحكومة، قرروا جعل ما هو مسلم به دراما مفبركة – وكل ذلك لتهيئة التربة لتشريع قانون المصادرة الفضائحي الاسبوع القادم.

وبهذه المناسبة هدمت الحكومة أيضا منازل في أم الحيران وفي قلنسوة، كعملية تدفيع ثمن حكومية ترمي الى تلطيف حدة أثر الاخلاء في عمونه في أوساط مصوتي اليمين، الذين من ناحيتهم مسموح للمستوطنين أن يعملوا كما يشاؤون في المناطق المحتلة.

 

كان واضحا مسبقا بأن استعراض الاخلاء الذي كان امس استهدف فقط وحصريا خدمة هذه الاهداف. فقد كان المخلون من عمونه يعرفون منذ البداية بانهم مستوطنون على ارض خاصة مسروقة، ولكن الامر لم يقف دونهم. وعليه فانهم غير جديرين في أي رأفة أو تعويض. وانتظامهم بالذات ضد قوات الامن الذين جاءوا لانفاذ القانون هو الفعل الخطير. فليس صعبا التخمين كيف كان افراد الشرطة سيردون لو كان راشقو الحجارة وساكبو الكلور عليهم عربا اسرائيليين او فلسطينيين.

كما أن التعويضات الحكومية – في كل التصريحات عن بناء الاف اخرى من وحدات السكن في المناطق كرد على عمونه – هي جزء من استعراض عابث مخطط مسبقا. ومثلها ايضا تصريح وزير التعليم، نفتالي بينيت، أمس وبموجبه المستوطنون « خسروا في المعركة ».

هذا قول مغلوط: المستوطنون انتصروا امس في معركة اخرى. فمقابل الاخلاء شبه الوهمي هذا، بكل الدراما التي احاطت به، سيبتزون الان المزيد فالمزيد من الانتصارات لمشروعهم الاجرامي. لقد سبق لبينيت أن وعد بمستوطنة جديدة، ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان وعد بـ 3 الاف وحدة سكن اخرى، ووزير الامن الداخلي، جلعاد اردان، قال ان « هذا يوم صعب وحزين لشعب اسرائيل ».

يوم ينفذ فيه القانون في دولة اسرائيل ليس يوما حزينا. فلولا المقاومة العنيفة وابتزاز المستوطنين، كان يمكن له ان يكون حتى يوما باعثا على الرضى وبالتأكيد في نظر الوزير المسؤول عن انفاذ القانون في الدولة.

 

كلمات دلالية