خبر في النقب.. صراعٌ مفتوح منذ 68 عاماً

الساعة 07:23 ص|30 يناير 2017

فلسطين اليوم

لم يكن هدم الاحتلال « الإسرائيلي » لقرية أم الحيران بالنقب الفلسطيني المحتل منتصف الشهر الحالي، وما تبعها من ارتقاء شهيد ومظاهرات، الاعتداء الأول ولن يكون الأخير على البدو الفلسطينيين في هذه المنطقة، فمنذ احتلال فلسطين التاريخية في العام 1948 بدأ الاحتلال بتنفيذ خططه بتهجير السكان وإحلال مستوطنيه بدلاً منهم.

وبالقوة السلاح والتهجير أخلت خلال هذه السنوات بعض قرى النقب وقامت بتجميع سكانها منهم في مناطق معزولة، فيما بقيت عشرات القرى في حربها الدائمة للبقاء على الأرض بالرغم من كل الإجراءات الاحتلالية بحقها.

تقول الناشطة في النقب هند سليمان لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »: إن منطقة النقب كما غيرها من أراضي فلسطين تم احتلالها في العام 1948 وقام الاحتلال بتهجير أغلب السكان الذين كانوا موجودين، حيث خرج أكثر من 90% من السكان إلى الأردن وغزة، وبعضهم إلى قرى الخليل.

العشرة بالمئة الباقين تم اقتلاعهم من أراضيهم الموجودة غربي النقب وتم تركيزهم في منطقة ما يعرف بالساج، وهي منطقة تمتد من عراد إلى بير السبع، واليوم من تبقى بالنقب موجود داخل سبع قرى المعترف بها من قبل الاحتلال « الإسرائيلي » و45 قرية لا يعترف بها الاحتلال ولا يوجد بها خدمات صحية مثل الماء والكهرباء.

والفرق بين القرى المعترف بها والغير معترف بها، فإن القرى المعترف بها بناها الاحتلال فوق القرى المهدمة الموجودة في النقب وهي سبع قرى يوجد بها بنية تحتية ومجلس بلدي ويوجد بها خدمات تعليمية وصحية مثل (الكهرباء والماء)، وبالعكس هي القرى الغير معترف بها، حيث لا تزال تعيش بلا أيه نوع من الخدمات.

وسبب عدم الاعتراف كما تقول سليمان، هو أن دولة الاحتلال لا تعترف بها، ويصفوهم بالغزاة وبالرغم من امتلاك المعظم لأوراق تركية وكواشين ملكية للأرض إلا إن دولة الاحتلال لا تعترف بها. وتشير سليمان إلى أن القرى المعترف بها لا تعيش رفاهية، وما تتمتع به من خدمات تعتبر بدائية مقارنة بالمستوطنات المحيطة.

ومنطقة النقب كانت ولا تزال منطقة استراتيجية، فهي كل الأرض الفلسطينية الممتدة من جنوب الخليل وحتى خليج العقبة وهي منطقة نشطة وكانت حلقة الوصل ما بين مصر وفلسطين والمنطقة، ونقطة التقاء حيوية.

يقول الباحث في شؤون النقب نهاد أبو غوش:« النقب لم تؤخذ من أسمها الكثير، فهي لم تكن صحراء قاحلة وإنما منطقة مزدهرة، وكانت تشكل سلة فلسطين الشتوية من المزروعات، حتى تعرضت للاحتلال والذي تلاه عمليات تطهير عرقي منذ بدأ الاحتلال وحتى الخمسينيات ».

ويتابع أبو غوش في حديث لــ « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية »، إنه وبالرغم من عمليه التطهير العرقي والمذابح التي ارتكبت بحق فلسطيني النقب بقي أكثر من عشرة الاف منهم، تكاثروا محافظين على ترابطهم ووجودهم بأرضهم، واليوم يقدر أعدادهم مئة وخمسين ألف فلسطيني عربي.

وبحسب أبو غوش فإن هذه المخططات، ولعل أشهرها مخطط برافر الذي ناهضة فلسطين الداخل وتصدوا له، لا تستهدف السكان وحقوقهم المدنية والقانونية والسياسية، وإنما كل منطقة النقب التي تشكل 35 الى 40 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية.

وحتى الآن تحاول دولة الاحتلال فرض العيش في المدن التي بنتها على أنقاض بعض القرى التي قامت بتهجيرها، وتجميع الفلسطينيين فيها وحرمانهم من أراضيهم وطريقة حياتهم البدوية، وهو ما قاومه السكان هناك وأصروا على استقرارهم في اراضيهم، فهم يعلموا جيدا أن الهدف ليس تطوير البدو كما تدعي إسرائيل، وإنما السيطرة على أراضيهم و تحويلها لمستوطنات.

 

 

كلمات دلالية