خبر مسؤول عسكريّ سابق: أداء المخابرات « الإسرائيليّة » تراجع

الساعة 09:04 ص|29 يناير 2017

فلسطين اليوم

منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المُتحدّة الأمريكيّة، تعمل « إسرائيل » مباشرةً أوْ بصورةٍ غيرُ مُباشرةٍ على تأليب الرأي العّام الغربيّ ضدّ الاتفاق النووي، الذي تمّ إبرامه بين مجموعة دول (خمسة+واحدة) والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة.

ومؤخرًا نُشر أنّ « إسرائيل » لن تتورّع عن طلب الحصول على ضوءٍ أخضرٍ من أمريكا لتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للمنشآت النوويّة الإيرانيّة.

في السياق عينه، نشر موقع (نيوز وان) الإخباريّ-« الإسرائيليّ » نتائج بحث أجراه معهد “هدسون” في العاصمة واشنطن، والتي أكّدت على أنّه يجب منع دولةٍ إسلاميّةٍ من الحصول على أسلحةٍ نوويّةٍ، ذلك أنّ هذا الأمر، شدّدّ البحث من شأنه أنْ يؤدّي إلى تحوّل منطقة الشرق الأوسط لمنطقة نوويّة متعددة، الأمر الذي سيدفع العالم إلى اللا مجهول، ومن غير المُستبعد بتاتًا أنْ تنتهي هذه القصة بشكلٍ مأساويٍّ، قال المعهد الأمريكيّ في بحثه.

وتابع البحث الأمريكيّ قائلاً، بحسب الموقع « الإسرائيليّ »، إنّه إذا حصلت إيران على السلاح النوويّ، فإنّ دولاً أخرى في الشرق الأوسط ستسعى لامتلاك هذا السلاح من أجل الدفاع عن نفسها، وكلمّا زادت عدد الدول التي بحوزتها أسلحة نوويّة، أكّد البحث، تزداد المخاطر لاشتعال حربٍ إقليميّةٍ، والتي لا يُمكن السيطرة عليها، على حدّ تعبيره.

وتابع البحث قائلاً إنّه بسبب ما يُطلق عليه الربيع العربيّ تحولّت منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة غير مستقرة بالمرّة، جازمًا أنّ وصول بعض الدول في المنطقة إلى الأسلحة النوويّة سيجعل الشرق الأوسط منطقة خطيرةً للغاية.

وبطبيعة الحال، فإنّ البحث يُلقي باللائمة على إدارة الرئيس الأمريكيّ السابق، باراك أوباما، الذي عوضًا عن منع إيران من الوصول بشكلٍ أوْ بآخر للسلاح النوويّ، قام بالتوقيع على اتفاقٍ معها، سيسمح لها بعد عدّة سنوات من الوصول إلى أهدافها في المجال النوويّ.

على صلةٍ بما سلف، قال مسؤول سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيليّة “أمان” اللواء احتياط إيلي ديكل، إنّ وسائل الإعلام والخبراء الإسرائيليين، يتجاهلون أوْ يستبعدون إمكانية قيام مصر اليوم بتطوير سلاحِ نوويٍّ.

وأضاف المسؤول الإسرائيليّ الذي وجه، فيما مضى، انتقادات كبيرة للمخابرات العسكريّة، خلال محاضرة ألقاها حول إمكانية حدوث هجوم نوويّ على إسرائيل، ونشرها موقع (نيوز وان)، أضاف قائلاً إنّ مصر أقامت عام 1954 لجنة لتطوير الطاقة النووية، ومنذ تلك اللحظة والمصريون مهتمون بهذا الموضوع، وفي عام 1958 باشروا في بناء المفاعل النووي في أنشاص، وبدأ العمل عام 1961، ومنذ ذلك العام وحتى اليوم، تضاعفت المساحة الخاصة بالمفاعل حوالي 4 مرات، لتمتد على مساحة 3 كيلومتر مربع. ولفت المسؤول الإسرائيليّ إلى أنّ فترة الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، شهدت تركيب مفاعل نووي كبير تمّ الحصول عليه من الأرجنتين.

وتابع ديكل قائلاً إنّ مصر مثل إسرائيل، دائمًا ما تؤكّد أن مفاعلاتها مخصصة للأغراض السلمية، تحلية المياه على سبيل المثال، لكنّ هذه التصريحات، استدرك، غير منطقية وغير مقبولة لأنّ مصر لديها مياه كافية تأتيها من نهر النيل وسدّ أسوان، ولا يمكن أنْ نستبعد أنّ دولة تحكمها القوات المسلحة لم تفعل أي شيء عسكري في المفاعلات على مدى 50 عامًا، بحسب تعبيره.

وتابع ديكل أنّ ما يقلق في الموضوع هو أنّ المنطقة المقام بها المفاعل النووي يوجد فيها قاعدة عسكرية مخصصة لكتيبة يبلغ قوامها 600 جندي، ومحاطة بسياج وحوالي 25 برج حراسة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ مصر بها عدد قليل جدًا من المنشآت التي يتم حراستها بهذا الشكل.

وشدد المسؤول السابق بالمخابرات العسكرية الإسرائيليّة على أن مفاعل أنشاص استمرّ في التوسع خلال فترة حكم مرسي والسيسي، لافتًا إلى الاتفاق الذي تمّ توقيعه بين مصر وروسيا للحصول على مفاعل للأغراض السلمية. ووصف ديكل الاتفاق بأنّه مثير للقلق، وأكّد أنّ ضباطًا مسؤولين بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية أصيبوا بالدهشة من توسع المفاعل النووي المصري، والتي تم التوصل إليها بواسطة صور (غوغل إيرث)، على حدّ زعمه.

وقال مدير الندوة الدكتور أوري ميلشتاين، وهو من أشهر المؤرخين العسكريين في إسرائيل، إنّ القوات الإسرائيليّة تكبدت خسائر فادحة في معركة “المزرعة الصينية” عام 1973 لأنّها تجاهلت المعلومات التي جمعتها شعبة المخابرات العسكرية من على الأرض، لافتًا إلى أنّ القوات الإسرائيليّة وخاصة المظليين هربوا من أمام القوات المصرية في تلك المعركة.

وكان ديكل قد أصدر كتابًا تحت عنوان: المخابرات منقطعة عن الأرض، جاء فيه أنّ المخابرات الإسرائيليّة، التي تعتمد على المعلومات الواردة من أرض العدو، تُعاني اليوم من تراجعٍ حادٍّ في قدراتها، لافتًا إلى أنّ هذا التراجع برز واضحًا في حرب لبنان الثانية، صيف العام 2006، بحيث أنّ شحّ المعلومات منع الجيش الإسرائيليّ من تنفيذ مهامه بصورةٍ ناجحةٍ، على حدّ تعبيره.

علاوة على ذلك، انتقد ديكل في كتابه تبدّل العنصر الإنسانيّ بالعنصر التكنولوجيّ، الذي فشل في أكثر من مرّة في عملية تزويد القوّات بالمعلومات الاستخباريّة اللازمة. يُشار إلى أنّ ديكل، وخلال خدمته الطويلة في المخابرات العسكريّة الإسرائيليّة كان مختصًّا بالشأن المصريّ. وفي حديثٍ لموقع (NRG) الإخباريّ-الإسرائيليّ قال ديكل إنّه عندما سينهار السلام فإنّ الحرب ستندلع مرّةً أخرى بين مصر وإسرائيل. ولفت إلى أنّه لا يستبعد نشوب مواجهة بين الدولتين في شبه جزيرة سيناء، مُوضحًا أنّ إسرائيل أخطأت في العام 2001 عندما سمحت لمصر بإدخال قواتٍ عسكريّةٍ إلى شبه الجزيرة، بشكلٍ يتعارض مع المُلحق العسكريّ لاتفاق السلام بينهما (كامب ديفيد).

كلمات دلالية