خبر مراهقات في مطاعم غزة.. ثقة زائدة من الاهالي أم مواكبة للتحضر!

الساعة 07:02 ص|24 يناير 2017

فلسطين اليوم

بينما كنت أجلس أشرب فنجان قهوتي في أحد المطاعم بقطاع غزة مع عائلتي، استدرت يميناً وشمالاً، وجدت نفسي في مكان ممتلئ بالفتيات صغار السن « المراهقات »، لدرجة أنني شككت أن المكان مخصص للفتيات فقط, وسط ضحكات وهمزات ولمزات من بعضهن مع « جارسونات »، كانوا متواجدين في المكان، مما جعلني أتساءل هل أصبح مجتمعنا متحرراً لهذه الدرجة أم أن الثقة الزائدة باتت هي العنوان الأكبر لدى العائلات دون ضوابط .

المنظر لم يكن جديداً بالنسبة لي وللمجتمع، كون أن العديد من طالبات الجامعات، هن من يتواجدن في مطاعم القطاع خلال فترة الدراسة, ولكن ما لفت نظري، أن الظاهرة تتزايد وتأخذ منحى جديداً، وخاصة من المراهقات وصغار السن « بنات الثانوية »، وكأن الحرية زادت من قبل الأهل، وتغيير الجو بات يأخذ طريقاً آخر من وجهة نظرهم« .

فضولي دفعني لسؤال فتيات جلسن بجوار طاولتنا »وكان السؤال مقصوداً..« هل انتهت امتحانات المدارس ؟؟ فردت الفتاة : نعم الحمد لله .. فزاد فضولي، وخاصة أن الفتاة تجاوبت معي: صديقاتك ... فردت قائلة : لا بنات خالي وعمي؛ لأننا مجتمعون عند دار سيدي، ونحن خرجنا للتفسح، وصمّتُ قليلاً: وعدت مرة أخرى لوحدكم وفي المطعم : ردت هذه المرة بسخرية مني : هو نحنا صغار طبعا لحالنا، وأطلقت الضحكات هي ومن معها، مما لفت نظر الجميع ممن حولنا ... فتركت المكان مسرعة،  لحزني لما وصلنا له من الجرأة.

التربية وفقاً للعائلات تختلف من عصر لآخر، ولكن هل العادات والتقاليد أيضاً تغيّرت، »وكالة فلسطين اليوم« خلال تقريرها الحالي ليست ضد فكرة خروج الفتيات للمطاعم ضمن قالب اجتماعي محافظ، أو خروجهن في جماعات مع المحافظة على الملبس والطريقة والعادات والتقاليد إنما, تنتقد زيادة الحالة ووجود العديد منهن وتحدثهن بطريقة ملفتة دون دراية منهن لعواقب تلك الأساليب في تقليدهن لعادات وتقاليد المجتمعات الغربية.

أبو أحمد، قال أنه لن يرسل بناته للمطاعم، ولن يكون ذلك إلا عند دخولهن الجامعة لخوفه عليهن في هذا السن الصغير، وعدم قدرتهن على التصرف في أي موقف قد يقعن فيه، مشيراً إلى أنه تعرض عدة مرات لطلب بناته البالغات من العمر 12 عاماً بالخروج مع بنات أعمامهن، ولكنه يتدارك الأمر بعد رفضه ويتصرف بسرعة وينظم رحلة عائلية جماعية.

وتابع: عائلتي تهاجمني »بالعقلية القديمة« ، وعدم التحضر، ولكني مُصر على رأيي أن الحرية ليست بالخروج إلى المطاعم، إنما بالاعتماد على أنفسهن في كيفية مواجهة ظروف الواقع..

أم سعيد، ربة منزل خالفت أبو احمد, فقالت أنا أثق بابنتي وأعرف أنها تتصرف بعفوية، ولكن لا يمكنها أن تخطأ أبداً، مشيرة إلى أن الظاهرة زادت؛ لأن المطاعم هي المتنفس الوحيد في مجتمعنا.

خالد فضة، نائب مدير عام الارشاد بقسم التربية الخاصة في التربية والتعليم، قال إن »ترك الحبل على الغارب« للفتيات، وخاصة المراهقات، يشكل قابلية للانحراف، وخاصة في ظل التقليد الأعمى للمجتمعات الغربية والتطور التكنولوجي.

وأشار فضة لـ »وكالة فلسطين اليوم الإخبارية« إلى أن وجود الفتيات في المطاعم بدون ولي أمر، قد يشكل خطراً على الفتيات، وخاصة المراهقات, إذا ما خرجن عن العادات والتقاليد والضوابط التي تحكم مجتمعنا، فلا بد للحرية أن تكون محكومة بضوابط.

وتابع فضة، التربية في المجتمع ليست بنفس المقدار، والمجتمع ليس كله واعياً, فلا بد من الأهالي إذا ما أعطوا ثقة لأبنائهم، أن تكون بضوابط في الملبس والمشرب »الشيشة وغيرها« ، التي قد تكون مخالفة للعادات والتقاليد والعرف والعادة، وغيرها من الأمور، كالحديث بصوت عالٍ، والضحك والصديق المرافق لأبنائهم، كون أن صديق السوء الأكثر ضرراً.

وبيّن فضة، أن المجتمع متطور ومتغير ومنفتح للنت والتلفزيون والمسلسلات المدبلجة. فالتقليد لا يقتصر على مجتمعنا انما على جميع المجتمعات العربية.

وقال فضة »لا نريد محاربة التطور، بل لا بد من وضعه في قالب العادات والتقاليد، مشيراً الى ان مجتمعنا يحكمه الغيرة « وتقليد الغير » في العديد من الأحيان، وقد يشعر الشخص انه منتقد ولا بد منه، ان يواكب الجميع حتى لو كان ضد نفسه.

وطالب الأهالي، في نهاية حديثه، بضرورة مراعاة أبنائهم، وترك مجال للتنفس، وفقاً للضوابط والعادات والتقاليد مع المتابعة المستمرة.

كلمات دلالية