مختص يتحدث عن الخيارات الفلسطينية والعربية

حوار تفاصيل مستقبل القضية الفلسطينية والمنطقة في ظل إدارة ترامب

الساعة 05:17 م|21 يناير 2017

فلسطين اليوم

لا يخفى على أحد التوجه العدائي للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وإدارته للفلسطينيين، والتي بدأها ترامب من حملته الانتخابية حتى تسلمه مهامه رسمياً في البيت الأبيض في 20 يناير الحالي، والتي أكد فيها أنه سيفي بوعده لإسرائيل بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، في تحدٍ واضح للعرب والمسلمين والفلسطينيين، ضارباً بعرض الحائط كل الاتفاقات والقوانين الدولية في هذا الشأن.

وإلى جانب ذلك، فإن تصريحات ترامب وتشكيلة إدارته تدل عن توجه عدائي للفلسطينيين والعرب، والدفاع عن « إسرائيل » ومصالحها بطريقة عمياء.

ولتسليط الضوء ومعرفة توجهات هذه الإدارة على الملف الفلسطيني والعربي كان لنا هذا الحديث مع الدكتور مخيمر أبو سعدة المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر.

وأكد أبو سعدة، أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة رونالد ترامب هي أكثر انحيازاً وبشكل غير مسبوق من الإدارات الأمريكية السابقة إلى « إسرائيل »، وهو أمر واضح من خلال تعيينات ترامب فيما يخص القضية الفلسطينية أو الصراع (الفلسطيني « الإسرائيلي »)، والتي تجلت في تعيين سفير أمريكا في « إسرائيل » ديفيد والذي هو يهودي صهيوني مؤيد للاستيطان بشكل كبير، وهناك حديث أن له منزلاً في إحدى المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين، والثاني هو تعيين اللبناني الأصل وليد فارس وهو مسيحي ماروني لا ينظر بإيجابية للفلسطينيين بحكم التجربة السابقة بين الفلسطينيين والمارونيين في لبنان. وله مواقف إيجابية تجاه « إسرائيل »، وهو بمثابة مستشار ترامب للشرق الأوسط، إلى جانب تعيين زوج ابنته اليهودي كوشنير، حيث عينه بصفة المستشار الأول، وهو يهودي مؤيد داعم إلى « إسرائيل ».

وأضاف، أنه ضمن هذه التعيينات الثلاثة التي لها علاقة بالملف الفلسطيني، فالفلسطينيين أمام إدارة أمريكية أكثر انحيازا مع « إسرائيل » من ذي قبل، وستكون إدارة غير ملتزمة بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالصراع، وغير ملتزمة بأسس عملية التسوية مع الفلسطينيين.

وأشار، إلى أن إدارة أمريكية تقول أن الاستيطان لا يشكل عقبة أمام السلام، فهذه إشارة واضحة لمدى دعم هذه الإدارة لإسرائيل رغم معرفتها بأن هذا القرار يتعارض مع القانون الدولي، ويمثل أيضاً مشكلة في قدرة أمريكا أن تلعب دور الوسيط النزيه في الصراع.

وتابع، أن النقطة الثانية تتمثل في نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، والتي قد تؤجج الصراع بشكل دموي أكثر مما شهدناه في الماضي، وهذا القرار بما لا يدع مجالاً للشك فإننا أمام إدارة صعبة بكل المقاييس.

الخيارات الفلسطينية لمواجهة الانحياز الامريكي

وحول ما يملكه الفلسطينيون أمام هذه الإدارة الجديدة، أوضح أبو سعدة، أن قيادة السلطة الفلسطينية تملك أكثر من خيار، على الرغم من موقفنا العربي والفلسطيني السيء وأحد هذه الأوراق، أنه في حال نفذت أمريكا وعدها بنقل سفارتها للقدس المحتلة، فالمطلوب موقفاً فلسطينياً يرفض أي دور لأمريكا في أي عملية تسوية مستقبلية، وأن لا يسمح لأمريكا أن تلعب أي دور في الصراع سواء وسيط أو غيره، لأنه إذا قامت بهذه الخطوة فهي تتبنى الرؤية « الإسرائيلية »، وعليه من غير المسموح أن تلعب دور الوسيط في أي مفاوضات مستقبلية بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.

ولفت إلى أن « إسرائيل » هي من أقدمت على ضم مدينة القدس، وهي من أعلنت عن نقل سفارتها من تل أبيب للقدس، ومنظمة التحرير اعترفت بإسرائيل على أساس أن هذا المشروع سيؤدي لدولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف، لذلك لا بد من السلطة أن تضع سحب الاعتراف بإسرائيل على الطاولة إذا نفذ ترامب وعده بشأن السفارة.

والخيار الآخر، على السلطة أن تعيد النظر في موضوع التنسيق الأمني الذي اتخذ فيه قراراً من قبل المجلس المركزي قبل عامين، كما يجب أن لا نبقى صامتين على هذه الجريمة التي ترتكب بحق قضيتنا سواء من جانب « إسرائيل » أو من جانب أمريكا.

مستقبل القرار 2334

وعن مستقبل قرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن الشهر الماضي، بشأن الاستيطان باعتباره عقبة امام حل الدولتين، أوضح أنه حسب نص القرار فيفترض من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم تقريراً كل ثلاثة أشهر حول مدى التزام « إسرائيل » بالقرار من عدمه، ومن ثم تقديمه لمجلس الامن، مع العلم أننا ندرك أن « إسرائيل » لن تلتزم بالقرار، ويبدو أن أمريكا ستسعى إلى إفشال هذا القرار من أي مضمون جدي، وتبقى المسؤولية مسؤولية مجلس الامن، والأمين العام للأمم المتحدة، توضح مدى عدم التزام إسرائيل بالقرار 2334.

ورأى أبو سعدة، أن تنتبه الفصائل الفلسطينية بأن لا تقع في الفخ الأمريكي، ولا تستهدف المصالح الأمريكية عسكرياً، لأن ترامب ينظر للمسلمين سواسية، ولا يفرق بين متطرف ومعتدل، لأن هذا يصب في مصلحة ترامب وإسرائيل، التي تريد أن تقول للعالم أن الفلسطينيين إرهابيين خاصة أن بعض الفصائل الإسلامية مصنفة أمريكيا وأوروبياً على لائحة الإرهاب، لذلك لابد من الفصائل الحذر كل الحذر من الوقوع في الفخ الأمريكي، وضرورة العمل على التعبير عن الرفض الفلسطيني للسياسة الأمريكية بالمسيرات والمقاطعة للبضائع الامريكية، واللقاءات مع المسؤولين في الوطن وخارجه.

الوضع العربي في ظل ادارة ترامب

وحول المطلوب عربياً لمساندة الفلسطينيين أمام إدارة ترامب، أوضح أن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل أن هناك دولاً عربية أخرى وخاصة السعودية ودول الخليج، ولذلك يجب أن تتكثف الجهود العربية والإسلامية التي يبلغ تعداد سكانه نحو سدس العالم بالمقاطعة الاقتصادية لأمريكا وثقافتهم ومسؤوليهم ومنتجاتهم، وأن يتوجه الفلسطينيون إلى المحاكم الدولية.

كلمات دلالية