تقرير « الذهب الأصفر » يغزو أسواق وشوارع القطاع

الساعة 06:29 م|20 يناير 2017

فلسطين اليوم

رغم اختلاف مسميات الحمضيات وأنواعها، إلا أنها تدخل جميع البيوت بلا استئذان، فمنهم من يطلق عليها الذهب الأصفر وأبو صرة و والشموطي.. وغيرها، والأسعار في متناول الجميع، فتجدها في بيوت الفقراء وصولاً للأغنياء، وهي من الفواكه الشتوية المحبوبة لدى الغزيين.

ولا تكاد تخلو أزقة وشوارع القطاع من الباعة المتجولين والمحلات التي تبيع الحمضيات باختلاف أنواعها وأشكالها، لأنها تلقى قبولاً لدى المواطنين بشكل عام.

« قليل دائم خير من كثير منقطع »، بهذا الشعار بدأ تاجر الفواكه عبود النجار حديثه عن موسم الحمضيات، وبطبيعة الحال فإن ما يمر به المواطنين في قطاع غزة، هو الدافع للبيع بأسعار متوسطة حتى نستقطب جميع الطبقات، ولكي تكون في متناول الجميع، وذلك حسب الجودة والنوع. وفق قوله.

وأوضح النجار لـ« وكالة فلسطين اليوم »، أن الوضع الاقتصادي المتردي كان له أثراً واضحاً على هذا الموسم، كما أنه يلاحظ عزوف نسبة كبيرة من الموطنين عن شراء الحمضيات، وادخار المال لشراء الأساسيات، رغم أن السعر مناسب والربح قليل، مقارنة بالأسعار في المحلات الأخرى.

ويضيف النجار: سعر الحمضيات 3 كيلو بـ 10شيكل، وهناك أنواع أخرى سعر الـ5 كيلو 10 شيكل، ونبيعها بنفس سعر الأسواق العامة والبسطات، حتى نواكب  لا تتراكم في المخازن وتتلف.

وفي سياق متصل، بيَّن النجار أن المشكلة لا تكمن في بيع الحمضيات، بل في الخضروات، معزياً السبب لتصديرها للخارج بأسعار عالية، بسبب تأخر نزول المطر، وبالتالي تزداد المنافسة بين التجار، كما أن موجات الصقيع والبرد قد جمدت النباتات وأتلفتها، وذلك يقلل العرض ويزيد السعر.

المواطن أبو حسين الجبري، أكد في حديثه لـ« وكالة فلسطين »، أن الحمضيات تتوفر في الأسواق والمحلات بشكل كبير، كما أنه قد ابتاع من أحد البسطات 7 كيلو من الكلمنتينا بسعر 10شيكل، مشيراً إلى أنها في حالة جيدة وليست من الأنواع الممتازة.

وأوضح الجبري، أنه لا يستطيع شراء الحمضيات ذات السعر العالي، لعدم استقرار حالته المادية، وأنه يضطر لاصطياد « الشروات » من البسطات والباعة المتجولين، حتى يوفرها لعائلته.

وبدوره، قال صاحب محل عماد للفواكه والخضروات: نبيع الحمضيات حسب الجودة والصنف، فهناك 5كـ بـ10 شيكل، وأنواع أخرى نبيعها 3 كـ بـ10 شيكل، أما الكلمنتينا والشموطي 5كـ بـ10 شيكل.

وشارك التاجر عماد سابقه النجار في الرأي، وقال: « وضع الناس صعب جدا، ونسبة البيع رغم أن الأسعار منيحة »، مبيناً أن هناك مواطنين من الطبقة الفقيرة يأتون لشراء كيلو واحد فقط ب2 شيكل.

ومن جانبه، أوضح جلال اسماعيل مدير التسويق في وزارة الزراعة، في اتصال هاتفي مع« وكالة فلسطين »، أن إنتاج قطاع غزة من الحمضيات هذا العام أفضل من العام الماضي، وأنه تم زراعة آلاف الدونمات بالحمضيات المختلفة لسد احتياجات القطاع الزراعي، والذي يشكل تحسناً في موسم الحمضيات بسبب توافر كميات كبيرة حتى هذه اللحظة.

وأشار اسماعيل، إلى أنه لا يوجد اكتفاء ذاتي 100% من الحمضيات، وأن الوزارة تعمل وفق خطط معدة مسبقاً للوصول إلي مرحلة الاكتفاء الذاتي.

وبيَّن إسماعيل، أن إجمالي المساحة المزروعة 19.629 دونم، وتنتج 29.000 ألف طن من الحمضيات، مؤكداً أن الكمية الموجودة قد شارفت على الانتهاء.

وأكد أن وزارته ستفتح باب الاستيراد لبعض أنواع الحمضيات الغير موفرة في السوق في نهاية الشهر الحالي، كما أنه سيتم استيراد « الكلمنتينا المخال » وأنواعها بتاريخ 1/2/2017م.

وفي ذات السياق، قال إسماعيل: أن ملوحة المياه التي شهدها قطاع غزة في السنوات العشر الأخيرة أدت إلى عزوف المزارعين عن زراعة أشجار الحمضيات، والتي يلزمها مياه عذبة لريها واستبدالها بأشجار أخرى كالزيتون والنخيل.

ونصح اسماعيل، المزارعين في الموسم القادم، بالاهتمام في ري وتسميد وتقليم ومراقبة ومقاومة الحشرات لتلافي حدوث أي خسائر.

وتعتبر الحمضيات من المزروعات التي تلازم وتستوطن بيت المواطن الغزي, كونها فاكهة غنية بالفيتامينات والمعادن، وبخاصة فيتامين « جـ »، كما أنها مصدر جيد للسكريات التي تزود الجسم بالطاقة، وغنية بالألياف الغذائية .

كلمات دلالية