خبر مركز: على « إسرائيل » الحصول على الضوء الأخضر من « ترامب » لضرب المنشآت الإيرانيّة

الساعة 05:58 م|20 يناير 2017

فلسطين اليوم

رأى رئيس “معهد أبحاث الأمن القوميّ « الإسرائيليّ »، الجنرال عاموس يادلين، أنّه مع دخول الإدارة الأمريكيّة الجديدة إلى البيت الأبيض بقيادة دونالد ترامب، فإنّ تل أبيب حصلت على فرصةٍ ثانيّةٍ للتأثير على سياسة الولايات المتحدّة الأمريكيّة فيما يتعلّق بالبرنامج النوويّ الإيرانيّ.

وبحسب رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة الأسبق فإنّ هناك فرصةً ذهبيةً أمام تل أبيب وواشنطن لعمليةٍ مُشتركةٍ ضدّ إيران من جهة، ومن الناحية الأخرى، العمل على صياغة اتفاق موازٍ، أمريكيّ-« إسرائيليّ »، والذي سيكون هدفه تغيير الواقع الاستراتيجيّ بدون إلغاء الاتفاق الذي تمّ التوقيع عليه مع طهران السنة الماضية، على حد قوله.

يدلين شدّدّ في المقال الذي نشره في صحيفة (يديعوت أحرونوت) على أنّ المرحلة الأولى من التعاون المُشترك بين واشنطن وتل أبيب يجب أنْ يتركّز في وضع خطٍّ أحمرٍ مُشتركٍ وعلنيٍّ للدولتين، وهو الأمر الذي رفضه الرئيس باراك أوباما.

 كما أنّه يتحتّم على « إسرائيل » “تحريض” أمريكا للعمل فورًا وبحزمٍ شديدٍ في حال قيام إيران بعدم الالتزام بجميع بنود الاتفاق النوويّ، على حدّ تعبيره. كما أشار إلى أنّه يجب على الدولتين تشكيل هيئة مخابرات مشتركة لمُراقبة تطبيق طهران للاتفاق أو نقضه.

يدلين، لا يُخفي تبنّيه للخيار العسكريّ، حيث يؤكّد في مقاله أنّه يتحتّم على صنّاع القرار في تل أبيب إقناع الجانب الأمريكيّ بمنحهم الضوء الأخضر لشنّ هجومٍ عسكريّ واسع النطاق بهدف تدمير المنشآت النوويّة الإيرانيّة.

كما أوصى الجنرال يدلين الإدارتين الأمريكيّة و« الإسرائيليّة » بالعمل المُكثّف من أجل منع إيران من تزويد حزب الله بالأسلحة.

علاوة على ذلك، اعترف يدلين بضعف فعالية الهجمات الوقائية أو الاستباقية وسط البيئة الاستراتيجيّة الحالية، إزاء قدرات حزب الله الأشد خطرًا على « إسرائيل ».

 ولفت إلى أنّه نتيجة ذلك لم يتخذ صانع القرار في تل أبيب حتى الآن قرارًا بمهاجمة الحزب، لكنه تساءل في ضوء ذلك: هل سيختلف هذا المنطق إزاء حركة حماس في قطاع غزة، وتحديدًا في مواجهة خطر الأنفاق؟.

يدلين أكّد على أنّه عندما يتبلور وضع غير محتمل بالنسبة إلى « إسرائيل »، فإنّ الأدوات الأكثر شهرة لديها هي شنّ حرب وقائية، أوْ توجيه ضربة استباقية، موضحًا في الوقت عينه أنّ المقصود بالهجوم الوقائي هو المبادرة إلى العمل ضدّ بناء قدرات استراتيجية للعدو بنحو مفاجئ، في حين أنّ المقصود بالضربة الاستباقية المبادرة إلى شنّ هجوم ضد العدو، عندما يتم التأكد من نياته تفعيل قدراته ضد « إسرائيل » في أقرب وقت.

ولفت إلى أنّ العنصر الحاسم الذي يساعد على اتخاذ القرار يكمن في توافر معلومات جيدة تؤدي إلى طرح عدة بدائل: الأول العلاج الموضعي للأنفاق التي تتجاوز الحدود، وفي هذه الحالة يجب أنْ تكون العملية مقلصة، والثاني معالجة شاملة لكل فتحات الأنفاق على مسافة 3 ــ 4 كلم من السياج.

لكنّ يدلين توقف عند ما سيترتب على هذين الخيارين من تصعيد بين « إسرائيل » وغزة. وهو ما دفع الأولى إلى تطوير بديل ثالث يستند في جوهره إلى انتظار المواجهة المقبلة مع الاستعداد لتمديد الهدوء إلى أقصى ما يمكن.

وتابع رئيس “أبحاث الأمن القومي” قائلاً : إنّه من المفضل خلال المواجهة المستقبليّة معالجة ظاهرة الأنفاق عبر توجيه ضربة استباقية، معتبرًا أنّ التطور التكنولوجي لكشف أو لإغلاق فتحات الأنفاق يمكن أن يدعم هذا البديل.

 وقدَّر أيضًا أن العامل المشترك لكل هذه البدائل هو أن المواجهة المقبلة، عاجلاً أو آجلاً، باتت وراء الزاوية.

نتيجة ذلك، فإنّ السؤال الأكثر أهمية هو جوهر المواجهة المقبلة، خاصة أن خروج « إسرائيل » من حرب “الجرف الصامد” بتعادل استراتيجي غير متناسق لم يضمن أي تغيير في الأوضاع.

في ضوء هذه المقاربة، رأى يدلين أنّه على إسرائيل توجيه أسئلة أساسية حول الطريقة لمنع “حماس″ من تعزيز قدراتها في المستقبل، وهل الأفضل إنهاء سلطتها في غزة؟ بعد ذلك، يجب فحص مسألة التوقيت، كما يرى، مضيفًا أن التوقيت الحالي يزيد فرص اشتعال الضفة وأيضًا الداخل الفلسطينيّ، حيث تتزايد العمليات ضد « الإسرائيليين ».

ولفت في الوقت نفسه إلى أنّ التصعيد في غزة يمكن أنْ يجر إلى تطورات سلبية في مناطق أخرى، من دون أن يوضحها، ولكنّ المصادر « الإسرائيليّة » كانت قد حذّرت ممًا وصفته بالسيناريو الأسوأ وهو المحاربةٍ في آنٍ واحدٍ على جبهتين: الشماليّة ضدّ حزب الله، والجنوبيّة ضدّ حماس.

وفي ضوء هذا الواقع المركّب، خلص إلى الجنرال يدلين إلى القول إنّه على إسرائيل رسم خط أحمر يفرض تجاوزه من قبل « حماس » المبادرة إلى شن هجوم وقائي، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّ هذا الهجوم يحب أنْ يكون قصيرًا وقويًا وبناءً على مفهوم استراتيجي واضح، لأنّ أي خيار آخر سيجعل تل أبيب تُدير النقاش نفسه بعد مواجهة أخرى مع حماس، وربما أمام لاعبين آخرين على ساحات أخرى، بحسب تعبيره.

 ومن الأهمية بمكان إلى أنّ الجولة الأخيرة بين حماس و« إسرائيل » بصيف العّام 2014 استمرّت 51 يومًا على الرغم من عدم التكافؤ في القوّة بينهما.

كلمات دلالية