خبر جلبة على لا شيء- معاريف

الساعة 10:50 ص|19 يناير 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عاموس جلبوع

(المضمون: يخيل لي أن عالمنا تحول هذه الايام في قسم منه الى بيت مجانين واحد كبير، أو للدقة مقر للجهل، الغباء والسطحية والوحشية التي فيها وبالتقتيل الدائم، الذي لا ينتهي، للابرياء، الهدم والخراب واطنان من الازدواجية الاخلاقية. وهنا سأتلو بعض التأكيدات على ذلك - المصدر).

 

يخيل لي أن عالمنا تحول هذه الايام في قسم منه الى بيت مجانين واحد كبير، أو للدقة مقر للجهل، الغباء والسطحية وشيء ما على نمط مسلسل « العاب الكرسي » بالوحشية التي فيه وبالتقتيل الدائم، الذي لا ينتهي، للابرياء، الهدم والخراب واطنان من الازدواجية الاخلاقية. وهنا سأتلو بعض التأكيدات على ذلك.

أولا، « نهاية اليوم » لمراسل القناة 2 الذي يأتي بأمر الملك: مقطع من محادثات نتنياهو – موزيس. أنا لا أدخل على الاطلاق في غياهب الامور. المذهل هو أن بضعة جمل تشغل بال دولة كاملة. أحد لا يدري اذا كان هذا دقيقا. احد لا يدري ما هي الجمل التي جاءت من قبل، ما هي الجمل التي جاءت من بعد. متى بالضبط قيلت هذه الاقوال، واين بالضبط قيلت. لا شيء. ومن هذه اللحظة، كل يوم بيومه نحن نسمع محيطا من التحليلات، وبالاساس التقديرات والتخمينات، التي في معظم الحالات لا افهم على الاطلاق ما يوجد فيها. وما يثير الدهشة هو أن الاكاديميين يشاركون في التحليلات ويعربون عن آراء منمقة. فكيف بهم على الاطلاق يتجرأون على عمل ذلك بخلاف تام مع المنهجية الاكاديمية؟ يبدو ان هذه هي روح العصر، وليس فقط عندنا؛ هكذا ايضا روح قرار اليونسكو في موضوع القدس، والذي يشطب بلا خجل كل ذكر للقدس من تاريخ شعب اسرائيل،

وماذا نقول عن جيمس ماتس، وزير الدفاع المرشح في إدارة ترامب، الذي ادعى بان تل أبيب هي عاصمة إسرائيل، بل وعلل ذلك: كون مؤسسات الحكم توجد هناك (ما الذي قصده؟). ومع ألف فرق، فان رجال الامن لدينا، الضباط من أجل أمن اسرائيل، من ملح البلاد حقا، ممن خرجوا في حملة دعاية لخطة الانفصال عن الفلسطينيين. لا أدخل في مضمون الخطة، ولكن مجرد الانطلاق في خطة هو مثابة مبادرة منعشة وواجبة التفكير. غير أنه ترافق مع الحملة الدعائية صورة فلسطينيين يحملون أعلام م.ت.ف، وكتب عليها بالعربية: « قريبا سنكون الاغلبية ». يريدون القول:

تعالوا ننفصل عنهم، فبعد قليل سيصبح الفلسطينيون اغلبية، ونحن اليهود سنكون الاقلية. اقتلوني ولكن عقلي لا يدرك كيف توصلوا الى هذا الاستنتاج. فحتى لو أخذنا الرواية المتشددة، وبموجبها يوجد في يهودا والسامرة 2.7 مليون فلسطيني، (بما في ذلك شرقي القدس وبناتها)، ونضيف اليهم 1.7 مليون عربي فلسطيني في اسرائيل، فسنحصل على 4.4 مليون فلسطيني مقابل 6.7 مليون يهودي. وذلك حين يكون حسب كل المقاييس، خصوبة اليهود مساوية اليوم لخصوبة الفلسطينيين وتوجد في ارتفاع. لماذا هذا الجهل؟من أجل التخويف؟ هذا مؤسف.

كما أن مؤتمر باريس الذي انعقد في بداية الاسبوع جسد على ما يبدو العبارة اليومية لنتنياهو: « لا يوجد شيء ولن يكون شيء ». لماذا كلف أنفسهم هذا القدر الكبير من وزراء الخارجية والدبلوماسيين عناء الذهاب الى باريس كي لا يقولوا شيئا وكي يعربوا زعما عن القلق على اسرائيل والفلسطينيين وعلى سلام المنطقة؟ بالطبع، جيد دوما للمرء ان يكون في باريس وان يتجاهل تماما الوضع المحترق في المنطقة.

رأيت هذا الاسبوع شريطا مسجلا من نحو عشر دقائق عن حلب. مجموعة جنود سوريين مع صحافيين ساروا ببطء في شوارع المدينة الشرقية. كان صمت، فقط صور دمار لا نهاية له، تقشعر له الابدان. من في مؤتمر باريس قال عن ذلك، حتى ولو كلمة واحدة؟ كما أني لم اسمع اوباما يذرف دمعة على ذلك في احتفالات انتهاء ولايته. وأخيرا، حكومة اسرائيل. اين العقل اليهودي، أين الحكمة؟ لماذا الظهور كل الوقت كرافضين؟ حتى أمام ترامب نظهر كرافضين بقوة العادة.

 

 

 

كلمات دلالية