رغم وصفها باللقاءات الهامة

خبر لماذا لم يكترث الشارع بلقاءات بيروت وموسكو؟

الساعة 05:20 م|18 يناير 2017

فلسطين اليوم

قوبلت اللقاءات التي جمعت الفصائل الفلسطينية في كلاً من بيروت وموسكو، الهادفة لإعادة ترتيب الوضع الفلسطيني، ببرود شديد من قبل الشارع الفلسطيني، نظراً لحالة التشاؤم التي وصل إليها من كثرة اللقاءات السابقة التي أعلن فيها عن إنهاء الانقسام على شاشات التلفزة دون أن يتم تطبيقها على أرض الواقع.

فقد شهدت العشر سنوات الماضية عشرات اللقاءات في العواصم العربية والأجنبية، تمخضت عن توقيع اتفاق في القاهرة عام 2011، يقضي بإنهاء الانقسام، حينها خرج الفلسطينيون للشارع فرحاً بتحقيق الحلم، إلا أنه سرعان ما تحول إلى سراباً حينما عادوا إلى القطاع ولم يتغير شيئاً على الأرض.

ومع ذلك بقيت عيون الفلسطينيون تترقب تلك اللقاءات والتي كان آخرها في مخيم الشاطئ للاجئين وتحديداً في منزل القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية، وتمخض عنه اتفاق الشاطئ، بموجبه تم استقالة حكومة هنية وتشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسة الحمدالله في الثاني من يونيو 2014، ورغم ذلك لم يتغير من الأمر شيئاً.

مواطنون التقاهم مراسل « فلسطين اليوم » عبروا عن عدم اهتمامهم بتلك اللقاءات التي تحدث سواء في بيروت أو موسكو، مجمعين على أن النتيجة واحدة وهي استمرار الانقسام رغم التصريحات التي تخرج عقب اللقاءات والتي تعطي الأمل.

وفي هذا السياق، قال المواطن خليل عبد الرحمن 44 عاماً، لمراسلنا، أن التجارب السابقة للقاءات الفصائل وخاصة بين حركتي فتح وحماس، وفشلها في تحقيق حلم الفلسطينيين بإنهاء صفحة الانقسام السوداء كفيلة بأن تحكم على مثل هذه اللقاءات بما سبقتها (الفشل).

وأضاف، الأصل أنهم تحاوروا في كل شيء ووقعوا شتى الاتفاقات، ولم يبقى سوى التطبيق، والسؤال لماذا لا يطبقون ما وقعوا عليه؟. وما فائدة تلك اللقاءات طالما أن التطبيق على الأرض غير ممكن.

ورأى أن الأجندات الحزبية لكلا الطرفين (طرفي الانقسام) هي التي تحول دون تطبيق الاتفاقات، وكل طرف يضع العراقيل أمام الآخر، ويريد المصالحة على مقاسه الخاص.

وأكد، طالما لم يتحرر الطرفين من الحزبية والنظر الى المصلحة الوطنية العليا لن يكون هناك إنهاء للانقسام، وما اللقاءات التي تجرى هنا وهناك إلا مضيعة للوقت.

أما المواطن مصطفى إسماعيل، فقال باختصار، أن من أكثر العبارات أعجبته هي عبارة العالم الألماني كانظ التي قال فيها « يجب ان لا نطمئن لمن خدعونا ولو لمرة واحدة » ، وبالقياس فإن طرفي الانقسام خدعوا الشعب مرات عدة من خلال عدم تطبيقهم للاتفاقات التي توافقوا عليها وصفقوا لها على الفضائيات، ولذلك فلا ثقة في أي لقاءات سواء في بيروت أو موسكو أو أي عاصمة أخرى، وأضاف، أن المطلوب من الطرفين أن يعملوا على استعادة ثقة الشارع بهم من خلال إثبات حرصهم على مصالح الكل الفلسطيني بتطبيق ما توافقوا عليه في أقصى سرعة ممكنة.

من جهته، عزا الكاتب والمحلل السياسي البروفيسور عبدالستار قاسم، عدم اهتمام الشارع بلقاءات الفصائل الأخيرة، إلى فقد الشارع الثقة في الفصائل والقيادات الفلسطينية، وإن وجدت فهي لدى بعض أعضاء الفصائل.

وقال لـ « فلسطين اليوم » :« ان جمهور الناس يعي تماماً أنه تم الكذب عليه مرارا وتكرارا، وتحول بعض أصحاب الشعارات إلى لصوص وأساءوا للناس، وتعقدت حياة الناس منهم ومن إجراءاتهم وعلى رأسها التنسيق الأمني والديون من البنوك.

وأضاف، أن الناس راقبوا على مدار السنوات الماضية العديد من المؤتمرات والاتفاقيات لكن لم يتم تنفيذها.

وعن إمكانية تطبيق الاتفاقات، أكد بأنهم لن يطبقوا الاتفاقات، لأنه لا يوجد أحد يريد أن يفرط في مصالحه الخاصة، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية لن تسمح لحركتي حماس والجهاد الإسلامي الدخول في منظمة التحرير الفلسطينية إلا بعد الموافقة الصريحة على اتفاق أوسلو وما ترتب عليه من التزامات سياسية تجاه »إسرائيل"، وهذا من شأنه تعقيد الأمور. مشدداً على أنه طالما بقي اتفاق أوسلو قائماً فلا يمكن الحديث عن وحدة فلسطينية.

كلمات دلالية