حاول تصفيته على طريقة اللنش

تقرير هل اتخذ المطبخ « الإسرائيلي » قراراً باغتيال الشيخ صلاح؟

الساعة 04:58 م|18 يناير 2017

فلسطين اليوم

على ما يبدو أن المؤسسة الأمنية والعسكرية والسياسية الإسرائيلية تحيك خيوط مؤامرة خبيثة في الخفاء، للنيل من رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح، هذا ما تشير إليه العديد من المعطيات والدلائل.

طريقة الإفراج عن الشيخ صلاح تؤكد النوايا الإسرائيلية الخبيثة لاغتياله، فقد أطلقت مصلحة السجون « الإسرائيلية » سراحه عند محطة باصات (الكاسبيناه) في كريات ملاخي، جنوب فلسطين المحتلة، ومن المعروف أن غالبية سكانها من اليهود المتطرفين.

الاحتلال أفرج عن الشيخ صلاح في منطقة يهودية متطرفة، وأخفى زمان ومكان الإفراج عن عائلته ومحاميه

صباح الثلاثاء في تمام الساعة 6:30، كان محطة فارقة في حياة الشيخ صلاح، إذ عاش لساعات هواجس إمكانية تعرضه للاغتيال، أو محاولة المساس به من قبل متطرفين « إسرائيليين »، بعد إنزاله على قارعة الطريق، بصحراء النقب.

أسلوب الإفراج الذي وصفه الشيخ صلاح بأنه « شبيه بنهج العصابات في الإفراج عن مختطفيها »، يحمل في طياته دلالات وشبهات خبيثة.

الإفراج عن الشيخ صلاح في المنطقة اليهودية المتطرفة، وإجباره على استخدام باصات « ايجد » « الإسرائيلية » التي تمتلئ بالمتطرفين، كان سيودي بحياة الشيخ من قبل المتطرفين الحاقدين، ولنا أن نتخيل أن مجموعة منهم انتبهوا لشخص الشيخ، فبالتأكيد كانوا سينالوا منه على طريقتهم العدوانية، وبعدها تُسجل عملية الاغتيال ضد مجهول أو مريض نفسي كالعادة، كخطوة للتخفيف من عضب الشارع الفلسطيني والإسلامي والعربي الذين يُكنون له كل الحُب والاحترام.

الشيخ صلاح: تركوني بمحطة حافلات لاستباحة دمي، وكنت أتوقع اغتيالي

على ما يبدو أن عملية الإفراج جاء مخطط لها في الزمان والمكان، خاصة أن طريقة الإفراج غير متعارف عليها عند إطلاق سراح الأسرى، وغالباً ما يتم الإفراج عنهم على بوابات المعتقلات، والحواجز العسكرية.

يشار إلى ان قوات الاحتلال أطلقت سراح الشيخ صلاح، قبل أن تصل الوفود لاستقباله، ودون أن تحدد المكان الذي أفرج عنه، واكتفت بالقول إن « رائد صلاح لا يتواجد داخل أسوار سجونها ».

محمد بركة: طريقة الافراج هددت حياة الشيخ

قال المحامي -في حينها- خالد زبارقة، إن « مصلحة السجون أخبرتنا أنه أطلق سراحه، ولم تخبرنا أين يتواجد، والأمور غريبة بعض الشيء ».

وانتظر رئيس لجنة الحريات، الشيخ كمال الخطيب، وأفراد من عائلة الشيخ صلاح والعديد من الأهالي، خارج سجن 'إيشل' بحثاً عن مكان تواجد الشيخ صلاح.

وأضاف الخطيب أن 'حكومة الاحتلال تتصرف كعصابة، وليس كحكومة لها أجهزة ومؤسسات، وبدل أن يتم إطلاق سراح الشيخ رائد من مكان سجنه في نفحة، وقد ذهبت الوفود ولجنة الحريات لاستقباله، تبين أنه غير موجود في نفحة، انتقلنا بعدها إلى بئر السبع، وتبين أنه غير موجود هناك.

وأضاف: الاحتلال أفرج عنه عند مستوطنة كريات ملاخي، وهي ذات أكثرية يهودية متطرفة، وطريقة الإفراج عن الشيخ تهدف لإلحاق الأذى به، وكان متوقع أن يتعرض له أي عنصر يهودي في المنطقة أو خلال تنقله في الباصات، التي تحمل أعداداً كبيرة من المتطرفين« .

وذكر الخطيب لاحقاً »أن شاباً فلسطينياً من الداخل المحتل عَثَرَ على الشيخ رائد صلاح في حافلة اسرائيلية بتل أبيب« .

وبعد بحث واتصالات من هيئة الدفاع عن الشيخ صلاح وذويه، تم الوصول إلى مكان الشيخ صلاح، في مسجد حسن بيك بمدينة يافا بالمحتلة، من خلال هاتف شاب عربي ».

محاولات التصفية الجسدية سبقتها محاولة اغتياله في نظر مريديه من خلال العرض الذي قدمته المخابرات للقاء نتنياهو 

وعن تفاصيل الإفراج، قال الشيخ « الاحتلال أفرج عني في مكان لم أكن أعرفه، وقد أحسن بي ربي إذ أقلتني حافلة يقودها شاب عربي، ثم انتقلت إلى يافا ».

ووصف الشيخ رائد صلاح طريقة الإفراج عنه بـ « التصرف الغبي »، قائلاً: وقد توارد الاغتيال إلى ذهني لحظة تركوني وحيدا في محطة حافلات.

وأضاف أن « بعض الشباب العرب من داخلنا الفلسطيني أوصلوني إلى مسجد حسن بيك، وأشكر الجميع على كل ما قدموه لي ».

من جانبه، قال رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية محمد بركة « إن طريقة الإفراج عن الشيخ صلاح عرضت حياته للخطر ».

بالإضافة إلى محاولات التصفية الجسدية، كانت هناك محاولات خبيثة لاغتيال الشيخ سياسياً واجتماعياً في عيون مُريديه ومؤيديه من الامتين العربية والإسلامية، إذ كشف الشيخ صلاح رفضه عرضاً قدمته المخابرات الإسرائيلية له في معتقله، باللقاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو وزير الداخلية أرييه درعي.

وكان من الممكن أن تُسَرِبَ مخابرات الاحتلال صورة أو خبرٍ إلى الصحافة عن اللقاء الذي رفضه الشيخ، وبالتالي تضرب صورته ومصداقيته أمام العرب والمسلمين؛ وبالتالي يفقد قوة تأثيره على الجماهير الذي يزعج الاحتلال.

مختص: طريقة الإفراج عن الشيخ اليوم شكلا من أشكال التصفية وتسمى « اللنش »

المختص في الشأن الفلسطيني، تيسير سليمان قال « الاحتلال حاول تصفية رئيس الحركة الإسلامية بالداخل المحتل الشيخ رائد صلاح اليوم جسدياً »، مؤكداً أن « سلطات الاحتلال تعمدت وضعه في منطقة يهودية من أجل الاعتداء والتهجم عليه وضربه حتى الموت ».

وأوضح سليمان في تصريحات صحفية، بأن طريقة الإفراج عن الشيخ اليوم شكلا من أشكال التصفية وتسمى « اللنش »، موضحاً أن « اللنش » مصطلح عبري يعني الموت من ضرب الجماهير، ومن غير محاكمة.

مختص: طريقة الإفراج بمثابة إعلان من الاحتلال أن تصفية الشيخ أصبحت بعد اليوم علنية

وبين أن طريقة الإفراج بمثابة إعلان من الاحتلال أن تصفية الشيخ أصبحت بعد اليوم علنية، لافتاً أن الاحتلال يعتبر الشيخ سداً في مواجهة مخططاته وأهدافه.

المعطيات السابقة تشير إلى أن أمراً ما يتعلق بحياة الشيخ صلاح تطبخه المؤسسات الإسرائيلية، ولكن على نار هادئة، خشية جر ردات فعل غير محسوبة.

صورة:الشاب الفلسطيني الذي عثر على الشيخ رائد صلاح في حافلة إسرائيلية

b8fd1832-b5e5-47ef-b602-618e6a90ba20

 

كلمات دلالية