خبر المشهد الفلسطيني 2016 .. قطيعة بين عباس ودحلان والمصالحة بعيدة

الساعة 06:18 م|30 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

لم يشهد ملف العلاقات الفلسطينية الداخلية تطورات كبيرة خلال العام 2016، ففي حين بقيت المصالحة بين حركتي « فتح » و« حماس » تراوح مكانها، اتسعت الخلافات بين رئيس السلطة وحركة « فتح » محمود عباس من جانب والنائب محمد دحلان من جانب آخر، واتجهت الأمور في نهاية العام نحو القطيعة التامة بعد نجاح عباس في عقد المؤتمر السابع، وتغيب دحلان ومقربيه عن دائرة صنع القرار بحركة « فتح ».

قادة ومحللون سياسيون فلسطينيون يعتبرون حالة « الانفراج » في العلاقة بين « فتح » و« حماس » خلال نهاية العام، والذي تمثل بحضور وفد من « حماس » للمؤتمر السابع لحركة « فتح » ، وإقامة « حماس » لمهرجان انطلاقتها برام الله، أنه لم يكن كافياً لحدوث اختراق جدي في ملف المصالحة، في ظل مقاربات تتم بين الحركتين لأهداف « برتوكولية » وسياسية تخص الطرفين.

أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي يعتبر أن الانقسام من أهم أسباب ضعف الحالة الفلسطينية، وأن أفضل وسيلة لتقوية الموقف الفلسطيني مع قرب العام الجديد هو توحيد الصف الوطني ليس لمصلحة القضية الفلسطينية وقوتها في وجه الاحتلال فقط، بل كذلك لأن إنهاء الانقسام سيسمح لاستعادة الديمقراطية الفلسطينية عبر تفعيل دور المجلس التشريعي وإجراء الانتخابات.

ويؤكد البرغوثي، أن ملامح إيجابية ظهرت نهاية العام 2016 يمكن البناء عليها حيث سيكون هناك لقاء مهم للقوى والفصائل الفلسطيني في روسيا مطلع الشهر المقبل لبحث المصالحة، بالإضافة إلى جهود لعقد لجنة تحضيرية للمجلس الوطني ستساعد في إنهاء ملف الانقسام.

ويرى أن قرار مجلس الأمن الأخير (إدانة الاستيطان) يشكل حافزاً للجميع للإسراع في تنحية الخلافات الداخلية، وتشكيل قيادة وطنية موحدة عبر إنهاء الانقسام، كما أن عقد المجلس الوطني سيشكل كذلك فرصة لتحقيق هذه الطموحات.

النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة شكك في أن عام 2016  قد شهد فعل جدي من أجل تحقيق المصالحة. لافتاً إلى أن ما جرى من تقارب عبارة عن لقاءات « برتوكولية » لأهداف سياسية، والأطراف التي تجتمع تدرك أنها لن تحقق شيء من أجل إنهاء الانقسام حيث لقاء عباس بخالد مشعل في قطر كان بمثابة رسائل  سياسية لجهات داخلية وخارجية، وفق تقديره.

ويشير خريشة، إلى أن الرئيس عباس يلوح دوماً بسلاح المصالحة لتحسين  شروط المفاوضات والعلاقات الخارجية، ويلجأ لها عندما تكون القيادة برام الله في أزمة فيتحدث حول الحوار الوطني والمصالحة الداخلية، حيث تستخدم لتحقيق غايات سياسية خارجية بالتفاوض أو العلاقة مع الاحتلال، وهو جزء من تقليد فلسطيني عام.

ولا يرى خريشة تغيراً على مشهد الانتهاكات خلال 2016 جراء الانقسام فالاعتقالات مستمرة والانتهاكات لم تتوقف، وسط تغول من السلطة التنفيذية على التشريعية والقضائية حيث وصل الأمر لاستخدام  القضاء لمنح صلاحيات لرفع الحصانة عن نواب بالمجلس التشريعي، حسب وصفه.

ويعتبر المحلل السياسي عبد الستار قاسم أن الأوضاع الداخلية الفلسطينية تدهورت خلال العام 2016 ، ولا آمال في الأفق لتحسنها، بل على العكس ستسوء أكثر بسبب اتفاقية أوسلو وسياسة رئيس السلطة محمود عباس في إدارة الأزمات.

ويرجع قاسم، أزمة الأوضاع الداخلية سواء بين « فتح » و« حماس » و داخل « فتح » إلى أن عباس ليس رجل وحدوي بل يصفه بـ « فصائلي متزمت وكيدي » حتى داخل حركة « فتح »، مشيراً أن  سياساته تقود لمزيد من المعارك بين الفلسطينيين، ما سيدفع بالأمور صوب الحرب الأهلية، حسب قوله.

ولا يتوقع قاسم أن تنجح أية جهود لإتمام المصالحة خلال العام القادم 2017 بسبب اتفاقية أوسلو التي تخلق صراعاً فلسطينياَ داخلياَ، كما أن التوقيع على الاتفاق كان تقييد داخلي باشتراط وجود السلطة الفلسطينية باستمرار الخلاف الداخلي، وملاحقة المعارضين.

ويبدي قاسم خشية جدية من أن تدفع سياسات السلطة في العلاقة مع دحلان صوب نقطة اللاعودة  باندلاع اقتتال داخل حركة « فتح » كون أن لدحلان مؤيدين في الساحة الفلسطينية يحملون السلاح، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على المشهد الفلسطيني في الفترة المقبلة.

ولا يختلف المحلل السياسي جهاد حرب فيما ذهب إليه محللون من أن المصالحة تراوح مكانها، ولا يرى مؤشرات جدية تبشر بإنهاء الانقسام فحتى بعد انعقاد مؤتمر « فتح » وحضور « حماس » لم يحمل ذلك الأطراف على بدء نقاش جدي وجوهري لإنهاء الانقسام، وأن كل هذه المؤشرات تأتي في إطار العلاقات العامة ومحاولة جس النبض أكثر منها طرح حلول وقضايا جوهرية لإنهاء الانقسام.

ويرى حرب، أن الطرفين يدركان أن التقارب الأخير منفعة لكل منهما في مواجهة الضغوط الإقليمية والمتطلبات لعلاقات عامة أمام الجمهور الفلسطيني.

وحول العلاقة المستقبلية بين تيار دحلان وحركة فتح يرى حرب أنه لم يعد ممكناً لدحلان وتياره العودة للخلف بعد الإجراءات التي اتخذت في المؤتمر السابع لفتح، والتي تمنع دحلان من العودة لأطر الحركة أو المصالحة مع عباس رغم كل الضغوط العربية.

ويؤكد حرب على أن القطيعة بين الطرفين أمر أصبح محسوماً، والمسارات المفتوحة أمام دحلان إما بتشكيل تيار وتنظيم سياسي خارج « فتح » أو التمسك بأنه جزء أساسي من « فتح »، لكن ليس داخل أطر الحركة.

 

المصدر: قدس برس

كلمات دلالية