قائمة الموقع

خبر خلف حدودنا. نحن نواصل بكل القوة – ونحتاج اليكم"- هآرتس

2016-12-19T11:34:12+02:00
فلسطين اليوم

استسلام معيب في عمونة

بقلم: أسرة التحرير

قبل أقل من اسبوع من الموعد النهائي الذي قررته المحكمة لاخلاء عمونة، فضل خارقو القانون « باقرار » الصيغة الجديدة التي عرضت عليهم بعد أن كانوا رفضوا الصيغ السابقة. انتصار المستوطنون مطلق: في إطار الصيغة الجديدة سيتضاعف عدد الكرفانات التي ستقام على قطعة الارض المجاورة للبؤرة من 12 الى 24، وستبذل « جهود اخرى لرفع عدد السكان الذين سيبقون على الجبل ».

 

ومن شدة طيبتهم أعلن المستوطنون: « قررنا اعطاء فرصة للعرض لبناء بيتنا وحياتنا هنا في عمونة »، ولكنهم كعادتهم سارعوا الى التهديد: « اذا لم تفي الدولة بتعهداتها، فلن نتردد في استئناف الكفاح بقوة أكبر... عمونة لن تسقط مرة اخرى ».

 

من الصعب احتمال تلويات هذه القضية المعيبة؛ كل الطحن، تسويات الحل الوسط، الميزانيات الطائلة، الحجيج، الاستعدادات، والقوات التي خصصت للتصدي لرفض المستوطنين الطماعين بالعقارات. لقد استثمرت الحكومة جهودا عظيمة جدا وميزانيات كبيرة لارضائهم. في إطار حملة الانطباح، قررت الحكومة تقليص عرضي في ميزانيتها، ضمن امور أخرى كي تمول الاخلاء. ليس اقل من 130 مليون شيكل ستخصص لاخلاء واعادة اسكان 40 عائلة، استوطنت عن علم وبنية مبيتة على أرض خاصة مسروقة.

 

العقل لا يحتمل تخصيصا لهذا القدر الكبير من المال كاثابة على فعلة زعرنة. عندما يسعى أبناء طائفة اخرى، مظلومة أكثر بكثير، من سليلي اثيوبيا الى الاحتجاج على سياسة الحكومة ضدهم، تسارع الشرطة الى العمل ضدهم بيد قاسية واعتقالهم. وها هي، أمام مشاغبي عمونة، تحبس دولة كاملة أنفاسها وتخصص ميزانيات طائلة كي تقنعهم بالالتزام بأوامر المحكمة العليا.

 

إن إحدى الخطوات السافلة على نحو خاص كانت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي صرح بأنه وجه وزير الامن الداخلي لتنفيذ اعمال هدم واسعة في الوس العربي، وهذا أيضا كي يرضي المستوطنين. في حالة الهدم في الوسط العربي، أحد بالطبع لا يتحدث عن عروض حل وسط، ابداء الحساسية، التعويضات، البيوت البديلة، او خطوات عقابية تجاه قطاعات اخرى على سبيل الرشوة.

 

منذ بداية مشروع الاستيطان كان المستوطنون مجموعة الضغط الاقوى في السياسة الاسرائيلية. فقد ابتزوا بطرق مختلفة كل حكومات اسرائيل على اجيالها وفرضوا رعبهم حتى على قادة الجيش الاسرائيلي. وترفع قضية عمونة كل هذه الممارسات الى ذرى جديدة من السفالة. فتحت غطاء الحرص المزعوم على اربعين مبنى، نجح المستوطنون مرة اخرى في هز الدولة وابتزازها لتسويغ الاف المباني الاخرى. ومدهشة حقيقة أن الجمهور يستقبل كل هذه الخطوات بعدم اكثراث. ففي نهاية المطاف هو الذي يدفع الثمن على جنونات عمونة.

 

* * *

 

اخبار ذات صلة