ارتفاع وتيرة التطبيع مع الكيان

خبر 2016.. عام غزل عربي لـ« إسرائيل » ع المكشوف!

الساعة 05:15 م|15 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

شهد عام 2016 مواصلة وفود عربية (أفرادًا وجماعات) زياراتها التطبيعية العلنية والسرية للاحتلال، زاعمةً أنها « تحاول مدّ جسور التعاون والحوار مع الإسرائيليين، وفتح آفاق لحل الصراع المستمر منذ عشرات السنين ».

وفي العام 2016 أخذ التطبيع مع الاحتلال اشكالاً متعددة منها الإعلامي والثقافي والاقتصادي والسياسي، كما تخلل العام زيارة ضابط المخابرات السعودي السابق اللواء أنور عشقي، الذي عقد اجتماعات عدة مع مسؤولين « إسرائيليين ».

أثارت تلك الزيارات ردود فعل مستنكرة، حيث وصفها كثيرون بأنها تحسين لصورة الاحتلال، وحذّرت الفصائل الفلسطينية من خطورة أي زيارات أو نشاطات لأي شخصيات أو وفود عربية أو إسلامية تطبيعية مهما كان مبررها.

إدانات لقاءات التطبيع العربي- الإسرائيلي لم تقتصر على الفصائل والشخصيات السياسية، بل تعدى ذلك ووصل إلى مؤسسات والفعاليات الشعبية والأهلية، التي أكدت على أن صمت الحكومات العربية على مشاركة ممثليها الرسميين وغير الرسميين في لقاءات التطبيع، « تواطئًا مشينًا من قبل هذه الحكومات في دعم الأجندة الإسرائيلية الساعية لتطبيع العلاقات مع الوطن العربي لتصفية القضية الفلسطينية، وضرب كل أشكال المقاومة الفلسطينية والعربية للنظام الاحتلالي والاستعماري والعنصري ».

موجات التطبيع العربي مع الاحتلال في عام 2016 دفعت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للتفاخر في عدة لقاءات بالعلاقات القائمة بين حكومته ودول عديدة في المنطقة، وقال إن « انقلابًا حدث في علاقتنا مع دول عربية مهمة »، مضيفًا أن « هذه الدول العربية صارت تفهم أن إسرائيل ليست عدوًا » على حد تعبيره.

وزعم نتيناهو أن هذه العلاقات تساهم في تحقيق التسوية، متغافلًا الأهداف السياسية والاقتصادية التي يمكن أن تجنيها تل أبيب/تل الربيع من خلف هكذا علاقات.

المفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت د.طلال عتريسي يقول « إن عام 2016 شهد تطاول ومساس بعض العرب على فلسطين وثوابتها الأصيلة من خلال إعلانهم عن علاقات تطبيعية طبيعية مع الاحتلال ».

وأكد المفكر عتريسي لـ« فلسطين اليوم » أن استمرار بعض العرب بمسلسل التطبيع مع الاحتلال واقامة علاقات مع قادة أجرموا بحق العرب ونفذوا أبشع المجازر بحقهم « خدمة مجانية للاحتلال الذي يشن حرباً ضروساً ضد الفلسطينيين وينتهك كل محرم ومقدس ».

وأوضح عتريسي ان العلاقات التطبيعية التي تنسجها أنظمة وشخصيات عربية تحمل أهدافاً عدة وجميعا خبيثة أبزرها تقديم « إسرائيل » كجزأ أصيل من الأمتين العربية والإسلامية، وهذا الهدف يبرر ضرب المقاومة التي ترفض الاعتراف بالوجود الإسرائيلي وتنادي بزوالها.

وأضاف: كذلك من الأهداف الخبيثة للتطبيع مغازلة بعض المطبعين للغرب والولايات المتحدة الأمريكية من خلال إقامة العلاقات مع إسرائيل للحصول على حفنة قذرة من الدعم العسكري والحماية في المنطقة، وعندما يعلنون عن التطبيع فهم يهدفون لإيصال رسالة واضحة للولايات المتحدة أننا على اتم الجهوزية لتقبل الكيان في المنطقة مقابل حفنة من الدعم أو الخدمة، وهذا الأمر غير مبرر لأنه على حساب ارض فلسطين الإسلامية العربية ومعاناة شعبها.

وتابع: تبرير التطبيع العلني مع العدو جاء نتيجة لأولويات فاسدة وضعتها بعض الأنظمة العربية في المنطقة كالصراع الداخلي والطائفي والمذهبي.

مفكر: التطبيع يهدف لضرب المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية



image_2_1

ولفت إلى أن الإعلان عن التطبيع مع العدو الإسرائيلي وزيارته والتقاء قادة حربه « سابقة خطيرة » تحمل العديد من الانعكاسات والتداعيات على القضية الفلسطينية وتضربها في مقتل، مشيراً إلى ان الخطورة في التطبيع « هو أن تتحول اللقاءات التطبيعية إلى أمراً عادياً وطبيعياً وهذا هدف من أهداف الجهات التي تطبع مع الاحتلال ».

وتابع: عام 2016 ليس استثنائياً وإنما نتاج تراكم مواقف واتصالات عربية هزيلة مع الكيان، ويعلن عنها الإسرائيليون ويفتخرون بها ويأخذونها مدخلاً لتقوية علاقاتها الدولية.

وأوضح ان الشخص أو الحكومة التي تبرر الخطيئة بعد حدوثها تعمل ضمن منظمة مقصودة، قائلاً « في البداية تكسر محرماً وهو التطبيع وبعدها تبرر ذلك الجرم، وبعد سلسلة من التطبيع والزيارات يصبح الأمر مقبولاً وعادياً ويسلم به بعض الناس ».

ولفت إلى ان أخطر التطبيع مع « إسرائيل » في عام 2016 تمثل في زيارة ضابط المخابرات السعودي السابق اللواء أنور عشقي لإسرائيل وعقده سلسلة من الاجتماعات مع القادة « الإسرائيليين »، قائلاً « التطبيع السعودي مع إسرائيل يحمل انعكاسات خطيرة لما ترمز له السعودية من مكانة دينية مرموقة عند العالمين العربي والإسلامي، والإعلان عن التطبيع بطريقة أو بأخرى يأتي تتويجاً لعلاقاتها السرية الخبيثة مع الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل ».

وبين ان اتفاق كامب ديفيد عام 1978 واتفاق أوسلو عام 1993 ولقاءات مدريد عام 1991 برروا بشكل قوي التطبيع والانبطاح العربي والإسلامي أمام المحتل، مشيراً إلى ان الاتفاقيات السابقة أوجدت أرضية مناسبة وخصبة لإقامة علاقات مع العدو خاصة اتفاقية كامب ديفيد التي وقعتها مصر التي تحظى بمكانة كبيرة بين الدول العربية والإسلامية والإفريقية، لاسيما أنها كانت تتبنى قبل الاتفاق فكرة الصراع مع الكيان، واتفاقية أوسلوا التي وقعتها منظمة التحرير التي كانت تحارب إسرائيل.

وشدد على أن التطبيع العربي مع الاحتلال يأخذ منحى تصاعدي خطير مما يزيد من الضغط ومحاربة كل من يتحدث باسم القضية وبخاصة المقاومة التي تنادي بزوال « إسرائيل »، الأمر الذي يفرض تحديات جديدة على محور المقاومة على جميع المستويات خاصة السياسية والإعلامية.

كلمات دلالية