خبر قصة غرام روسية -يديعوت

الساعة 10:55 ص|11 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

بقلم: نداف ايال

(المضمون: حتى قبل انتصار ترامب أهانوا أنفسهم أمامه وتخلوا بسهولة عن قيم محافظة مثل الحكومة الصغيرة وتقليص الميزانية. أما بعد انتصار ترامب فهو الملك الوحيد في واشنطن. ملك، ولكن قيصر لا يوجد الا واحد – وهو يجلس في موسكو - المصدر).

لدى دونالد ترامب لا يمكن للمرء أن يعرف. فقد افادت مصادر مطلعة في محيطه شبكة « ان.بي.سي » أمس بان ريكس تيلرسون هو وزير الخارجية الامريكي الجديد. هذا قرار دراماتيكي ولكن لا تقضموا أظفاركم. فنحن قد نستيقظ على نفي ما في اللحظة الاخيرة، في ضوء رد الفعل الاعلامي.

ورد الفعل هو عاصفة. ريكس تيلرسون هو رئيس شركة النفط « اكسون موبيل »، احدى الشركات الاكبر في العالم. كما ان تيلرسو هو من مجموعة ضيقة من رجال الاعمال الكبار في أمريكا ممن يمكنهم أن يلقبوا فلاديمير بوتين رفيقا. رفيق – وشريك أيضا. فقد وقع الرجلان على صفقة كبرى لاستخراج الغاز والنفط، والسبب الوحيد في أن هذه لم تخرج الى حيز التنفيذ هي العقوبات ضد روسيا في أعقاب سيطرتها على القرم. وها هي مفاجأة مثيرة للدوار: تيلرسون ضد العقوبات. وبوتين منحه الجائزة الاعلى التي يمكن للرئيس الروسي أن يعطيها مؤخرا. قصة غرام روسية.

يأتي هذا التعيين بعد نحو يوم من اصدار الرئيس أوباما الامر بفحص استخباري شامل حول دور روسيا والقراصنة الالكترونيين بتكليف منها في الانتخابات، وفي أعقاب منشورات تقول ان « السي.اي.ايه » تقدر بان الكرملين أدارت حملة استخبارية كبرى لمساعدة ترامب. اما ترامب، فاذا كان سيعين تيلرسون حقا فانه يجسد احتقاره العميق لهذه الانباء.

ليس لتيلرسون تجربة في المناصب العامة، مثل ترامب نفسه. ويفترض بهذان الرجلان أن يديرا القوة العظمى الوحيدة والدبلوماسية في عالم يزداد تعقيدا أكثر فأكثر. وكان ترامب قد ألقى بكل الاشخاص ذوي التجربة السياسية: كريس كريستي، نيوت غينغرتش، رودي جولياني وبالطبع ميت رومني البائس، الذي أهانه ترامب وصفر تماما اسمه الطيب في حملة ما كانت لتخجل موسم الشهرة لبرنامج « المختص ». ولا غرو، فقد اعلن ترامب هذا الاسبوع بانه سيحافظ على الحظوة كمخرج بالوكالة للبرنامج (وعلى المردودات، اذا تساءلتم). سابقة اخرى مذهلة، رئيس أمريكي هو أيضا مخرج تلفزيوني.

 

ما نراه امام ناظرينا هو ليس فقط الرئيس ذو التجربة الاقل في التاريخ في الادارة العامة، بل حكومة كهذه. مليارديريون، ورثت قمة وميلتي مليونيريون هم القسم الاكبر منها، والتجربة في الادارة الحكومة توجد أساسا في الساحة الامنية، حيث يتتوج ثلاثة جنرالات – مايكل بلين، مستشار الامن القومي، جون كيلي، سكرتير دائرة الدفاع عن الوطن، وجيمز ماتس، وزير الدفاع؛ كلهم ذوو تأهيل أمني واسع. أما الاسماء السياسية التي القى بها ترامب الى سلة قمامة التاريخ فيعتبرون اصدقاء مقربين لاسرائيل ومرتبطين بالمتبرعين الكبار لها. في الحكومة التي ستعين ستكون لاسرائيل روافع ضيقة جدا، وان كان أساس الاهمية كانت ولا تزال في الكونغرس، وهناك اسرائيل قوية كما كانت دوما.

الكرة الان في يد مجلس الشيوخ وبالاساس لدى الجمهوريين الكبار- بول راين، جون ماكين، ميتش ماكونل وآخرين. الوطنية المناهضة لروسيا كانت  جزءا هاما من فكر الحزب الجمهور منذ الرئيسين آيزنهاور وبالاساس ريغان. اما ترامب فيصفي هذه العاطفة بلا رحمة. والمقصود بلا عواطف دافئة.

الجمهوريون أنفسهم وحدهم يمكنهم ان يقفوا أمامه، ولكن اذا ما حاكمنا الامور مثلما في حملة الانتخابات الاخير، فلا تحبسوا أنفاسكم: حتى قبل انتصاره أهانوا أنفسهم أمامه وتخلوا بسهولة عن قيم محافظة مثل الحكومة الصغيرة وتقليص الميزانية. أما بعد انتصار ترامب فهو الملك الوحيد في واشنطن. ملك، ولكن قيصر لا يوجد الا واحد – وهو يجلس في موسكو.

كلمات دلالية