كل 10 دقائق مولود بغزة..

خبر هل تشكل الزيادة السكانية بغزة خطراً على « إسرائيل »؟

الساعة 02:55 م|10 ديسمبر 2016

فلسطين اليوم

شكل تجاوز تعداد سكان قطاع غزة خلال عام 2016 لمليوني نسمة قلقاً كبيراً من الناحية الاقتصادية على السكان في ظل الوضع الاقتصادي الصعب منذ الحصار الإسرائيلي المفروض عام 2007، في حين اُعتبرت الزيادة السكانية في القطاع نعمة في مواجهة « إسرائيل » ديمغرافياً.

ويرى مراقبان أن الزيادة السكانية سواء كانت في قطاع غزة أو الضفة المحتلة قد تشكل تهديداً كبير على الوجود الإسرائيلي إذا تم إعداد الخطط الجيدة في استثمار الطاقة الإنتاجية البشرية التي يتمتع بها السكان سواء مدنياً بالإنتاج المحلي أو عسكرياً بمقاومة الاحتلال.

مركز المعلومات التابع للإدارة العامة لنظم المعلومات والحاسوب بوزارة الداخلية سجل، ارتفاعاً كبيراً في معدل المواليد خلال العام الحالي باعتبار أن هناك « مولود كل عشر دقائق »، غير أن شهر نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي شهد 4676 مولودًا جديدًا، بمعدل 156 مولودًا يوميًّا.

من جهته يرى جهاز الإحصاء الفلسطيني في تقرير له، أن قطاع غزة البالغ مساحته، 360 كليو متر مربع، يُعدّ من أكثر بقاع الأرض ازدحامًا بالسكان، ويُسجل لكل كيلو متر مربع 4661 نسمة.

 

عطالله: الزيادة السكانية من أقوى الأوراق التي يمكن أن تُشكل خطراً على « إسرائيل »

المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله أكد، أن الزيادة السكانية في قطاع غزة من أقوى الأوراق التي يمكن أن تُشكل خطراً على « إسرائيل »، في حال تم استثمارها بشكل جيداً ووضع خطط للاستفادة من الصراع الديمغرافي مع الاحتلال.

وأوضح عطا الله في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم الإخبارية »، أن التهديد السكاني في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة خاصة، كان محل دراسة « إسرائيلية » في مؤتمر هرتسليا عام 2009، ووضعت حينها « إسرائيل » رقماً محدداً لقطاع غزة إذا وصلت إليه الزيادة السكانية فإن ذلك يعتبر رقماً كبيراً جداً ومرعب.

وقال عطا الله وفقاً لمؤتمر هرتسليا: إن الدراسة ذكرت بأن وصول سكان القطاع عام 2028 لـ 2.5مليون نسمة سيشكل تهديداً كبيراً على « إسرائيل »، متوقعاً بأن يصل سكان القطاع لهذا الرقم قبل العام الذي حددته الدراسة الإسرائيلية بـ6 سنوات.

ولفت إلى أن الزيادة السكانية ستزيد من « الفقر والعنف والبطالة » وستزيد أعداد « الإرهابيين »  -المقاومين-، مشيراً إلى أن المدن الإسرائيلية المحاذية للقطاع ستدفع وحدها الثمن لأن الزيادة ستشكل حينها خطراً على الوجود الإسرائيلي.

عطالله: في حال عدم استثمار الزيادة السكانية بشكل جيد فإنها ستبقى مجرد أعداد

وبين المختص في الشأن الإسرائيلي، أنه من الممكن أن تشكل الزيادة السكانية خطراً على « إسرائيل » إذا لم يجد السكان ما يأكلونه وحين يشعرون بالظلم حينه سيتحركون باتجاه الحدود الإسرائيلية.

وأضاف عطالله: قبل 5 سنوات عقدت « إسرائيل » ورشة لدراسة الأوضاع في قطاع غزة وذكرت الدراسة حينها إذا تحرك الشعب الفلسطيني بمئات الآلاف تجاه الحدود فإن الجيش لن يتمكن من قتل 100 ألف مدني فلسطيني أمام العالم أجمع.

وأشار، إلى أن عدم استثمار الزيادة السكانية بشكل جيد في قطاع غزة فإنها ستبقى مجرد أعداد كما هي اليوم أعداد الدول العربية التي لم تشكل خطراً حقيقياً على « إسرائيل » بعد.

وفيما يتعلق بهجرة اليهود الغربيين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد المختص الإسرائيلي، أن الهجمات « الإرهابية » في فرنسا وفي دول الغرب كانت لصالح « إسرائيل » فقد شهد هذا العام زيادة في هجرة يهودية إلى فلسطين.

د. رجب: العامل السكاني يعتبر مصدراً للطاقة الإنتاجية البشرية

ومن الناحية الاقتصادية اعتبر الدكتور معين رجب أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة الأزهر، أن الزيادة السكانية من الممكن أن تشكل ميزة إيجابية كبيرة إذا أحسنا استخدامها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

د. رجب في تصريح خاص لـ« فلسطين اليوم الإخبارية »: من الممكن أن نعول على الزيادة السكانية كثيراً في ظل الواقع الإسرائيلي على قطاع غزة، فالعامل السكاني يعتبر مصدراً للطاقة الإنتاجية البشرية، ومن خلال إعداد السياسات الاقتصادية الملائمة في مجال إيجاد فرص العمل لهم سيحقق.

وأضاف: الزيادة السكانية ننظر إليها اقتصادياً من جانبين الأول انتاجي فحينما يتجاوز الفرد سن القدرة على العمل يجب أن يتم النظر إليه من زاوية إنتاجية وعلينا أن نقوم بتأهيلهم علمياً وتدريبياً ورعايتهم بدنياً وصحياً للاستفادة من قدراتهم المنتجة.

« أما الجانب الثاني فهو استهلاكي فبمجرد الزيادة السكانية فإن أعداد المستهلكين ستزيد ويمثل ذلك زيادة في الطلب على مختلف السلع التي يحتاجها السكان وفقاً للدكتور رجب.

رجب: كما أن الانسان طاقة إنتاجية ميدانياً فهو ايضاً طاقة إنتاجية في المجال المقاوم

ولفت إلى أن الزيادة السكانية من الممكن أن تشكل ضغطاً وقلقاً كبيرين على الاحتلال الإسرائيلي من خلال الاستفادة الجيدة من الزيادة السكانية باتباع أساليب مختلفة تمكن الفلسطينيون من مواجهة الاحتلال ومخططاته.

وعن الأساليب الممكن اتباعها قال: هذا الأمر مرهون بتكاتف القوى والسلطات المختصة بالإجابة على التساؤلات، كيف يمكن أن نوجه هذا الوضع نحو مزيد من الضغط على الاحتلال سواء من خلال التواصل مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة.

وأمضى يقول: كما أن الانسان طاقة إنتاجية في الميدان المدني فهو ايضاً طاقة إنتاجية في المجال المقاوم من خلال الضغط على المحتل والتحدي بمقاطعة للمنتجات الإسرائيلية من خلال الاعتماد على الزيادة الإنتاجية المحلية وزيادة الصادرات للخارج.

وبين أن المحتل يستفيد كثيراً من خلال الواردات التي تصل إلى القطاع من خلال معابره الحدودية.

وأشار إلى أن الوصول إلى مرحلة يتساوى فيها أعداد »الفلسطينيين والإسرائيليين« فإن ذلك يمثل قلقاً شديداً على »إسرائيل« باعتبار هذا العدد الزائد يستطيع أن يهتم بالمطالبة بحقوقه ويستطيع أن يهتم بكيفية الحفاظ على أرضه وبمقاومة الجدار وبمقاومة الاستيطان »..".

احصائية

وتُظهر الإحصائية الحديثة في القطاع أن من إجمالي عدد سكان قطاع غزة ( 101 ألف و 324 ذكوراً) بنسبة 50.66% ، و(986 ألف و 780 إناثاً) بنسبة 49.34%.

في حين بلغ عدد سكان محافظة غزة 754 ألف و321 نسمة، منهم 383 ألف و238 ذكورا، و371 ألف و83 إناثا كما بلغ عدد سكان محافظة خانيونس 388 ألف و710 نسمة، منهم 197 ألف و391 ذكورا، و191 ألف و319 إناثا.

وتُبيّن الإحصائية أن عدد سكان محافظة الشمال 326 ألف و398 نسمة، منهم 166 ألف و194 ذكور، و160 ألف و204 إناث، في حين بلغ عدد سكان المحافظة الوسطى 281 ألف و347 نسمة، عدد الذكور منهم 141 ألف و383، والإناث 139 ألف و964.

أما محافظة رفح فبلغ عدد سكانها 249 ألف و245 نسمة، منهم 125 ألف و35 ذكورا، و124 ألف و210 إناثا.

كلمات دلالية