قائمة الموقع

خبر الشباب في غزة : حياتنا بتضيع منا هدر

2016-12-10T07:56:17+02:00
شباب من غزة انطلقوا على دراجاتهم الهوائية للفت أنظار العالم نحو الشباب
فلسطين اليوم

عندما يتحول الحلم الجميل إلى كابوس يُلاحق الشباب بقطاع غزة في كل مكان، ويصبح واقعاً يعيشونه، ويسلب منهم حقهم في الحياة، ويدفن في طياته ربيع عمرهم عام وراء عام، وهم يقفون على عتبة الانتظار لتغيير وضعهم القائم، ربما لحياة ترى النور نحو الأحلام والأمنيات والمضي بها قدماً نحو مستقبل المثابرة والعمل وصنع الذات ليكون الغد القادم أفضل وأجمل، حينها تنقلب الحياة لسواد كاحل.

فطموح الشباب بات يصطدم، بواقع مرير عنوانه انعدام الأفق والمستقبل لجيلٍ من خريجي الجامعات المحلية والعربية، الذين ضاقت بهم السبل وأصبحوا رقماً جديداً في سجل البطالة، دون أي عمل بعد مرور سنوات من حصولهم على الشهادات الجامعية.

المستقبل معدوم

الشاب في غزة يتخرج من الجامعة بعد أربع أو خمس سنوات من التعب والسهر ليحصد ثمار تعبه بوظيفة لا تمس لدراسته بصلة؛ فالشاب أمجد دلول « 25عام » خريج من إحدى الجامعات الفلسطينيات بغزة بشهادة هندسة مدنية، لم يتوان للحظة في البحث عن فرصة عمل تكافئه على سنوات التعب التي أمضاها خلال دراسته لكن لم يدر أن الواقع يخبئ له أعظم مكافأة.

دلول وفي حديث مع « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » يقول : منذ تخرجي من الجامعة وأنا أحاول بشتى الطرق أن أحصل على وظيفة تناسب تخصصي الجامعي كمهندس مدني، لكن الواقع في غزة ضرب كافة أحلامي وطموحاتي في عرض الحائط ولم يبقَ لي إلا أن أعيش عائلاً على أسرتي لا معيلاً لهم.

وتابع دلول حديثه بأسى: « رضينا بالهم والهم ما رضي فينا، فرغم موافقتي على العمل كسائق لسيارة ليست ملكي إلا أنني لم أحقق أدنى متطلبات حياتي، فالدخل الذي أنتجه من السيارة إما أن يذهب بالتقاسم مع صاحب السيارة أو سداد لمخالفة حصلت عليها خلال عملي.. وهكذا أعمل وكأني لا أعمل » .

وأوضح دلول: المستقبل بغزة مدمر لا حياة لنا في غزة، بركان من الاحباط يخيم على حياتنا نحن الشباب، كنت أضع ضمن مخططي أن أتزوج في السادسة والعشرين من عمري، لكن اليوم أنا أبلغ 25 عاماً ولا أملك شيكلاً يُعينني على مصاريف حياتي اليومية فكيف سأفتح بيت وأبني مستقبلي؛ حياتي راحت هدر..

أنقذوا الشباب

المواطن أبو منير زهد (51 عاماً)، أب لستة من الأبناء يعيش في بيت إيجار ويعمل على بسطة لبيع القهوة والشاي يصف الحياة في غزة بالمأساوية ، حيث يقول:  كأب أعتصر ألماً وأنا أشاهد الشباب وهم يقفون على حافة الهاوية فالمستقبل في غزة معدوم والأوضاع صعبة للغاية ، حيث أصبح الترامادول هو الحل الوحيد للهروب من شبح المسؤوليات الذي يلاحق أعمارهم ويقضي على شبابهم.

وتابع: أكبر أبنائي يبلغ من العمر (29 عاماً) ولم يتزوج بعد فبسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيش فيه أصبح التفكير بزواجه حلم يصعب تحقيقه فمنذ أن توقفت عن العمل في « إسرائيل » وأنا أعاني من قلة الدخل وزيادة المسئوليات على كاهلي وها هم أبنائي اليوم يحصدون ثمار هذه المعاناة.

وأضاف: قطاع غزة يعيش على أموال جمعت من التبرعات الخارجية أو عبر « كبونة » تُسلم عن طريق الأونروا للاجئين، مطالباً الرئيس محمود عباس وكافة الجهات المسؤولة بضرورة التحرك العاجل لإنقاذ وضع الشباب في قطاع غزة.

لا تكن فرسية للإحباط

« إسلام البلبيسي » تدرس تخصص الصحافة والاعلام في الجامعة الاسلامية، ترى أنه على الشباب في غزة أن يعيشوا حياتهم بنظرة من التفاؤل والأمل بالرغم من الظروف الصعبة التي تسود قطاع غزة من الحصار والاحتلال، ووضع رؤية واضحة للسير عليها في بناء مستقبل واعد لحياتهم الخاصة وللمجتمع الذي يعيشون فيه.

وتقول البلبيسي: على الرغم من الواقع المرير الذي يعيشه قطاع غزة من تكدس في أعداد الخريجين وقلة فرص العمل التي لم يعد الحصول عليها بالأمر الهين، إلا أنني أرى بأن كل تلك المشاكل لن تقف عائقاً أمام تحقيق حلمي وما أريد أن أصل طالما أنني أثق بقدراتي وبما لدي فلن تكون هناك عوائق لتسد الطريق أمامي .

وأوضحت أن على الانسان ألا يجعل أي شيء يقف أمام طموحه، حتى لو زادت المعيقات والصعوبات، ما عليه سوى أن يكون واثقاً بحلمه وما يستطيع أن يقدمه، وأن يسعى بشتى الوسائل والطرق لتحقيق حلمه وإثبات ذاته.

وتشير أرقام حديثة نشرت مؤخراً إلى أن معدلات البطالة في قطاع غزة ترتفع وتُعد الأعلى عالميا خاصةً في أوساط الشباب بشكل كبير، حيث بلغت 218 ألف فرد بنسبة 60% منها في صفوف الشباب الذين تعتبر البطالة في صفوفهم بالأراضي الفلسطينية هي الأعلى من بين دول المنطقة.

ويعاني قطاع غزة من حصار مشدد منذ نحو عشر سنوات تسبب في القضاء على القطاع الاقتصادي الذي تدمر بسبب العدوان « الإسرائيلي » على القطاع، فيما تُقلص مؤسسات دولية خدماتها في غزة ما يزيد من معاناة السكان وخاصةً الشباب الذين لا يجدون فرصة عمل.

اخبار ذات صلة